الدولار الأميركي: من المرجّح أن يسجّل الدولار الأميركي تسارعًا صعوديًّا أوسع اذا ما واصل م

يشهد الدولار الأميركي تسارعًا صعوديًّا أوسع إثر هبوط مؤشر S&P 500 على خلفيّة الشكاوى التي رفعتها هيئة الأوراق الماليّة والتداول الأميركيّة ضدّ مصرف غولدمان ساكس
يستعدّ الأخضر لتحقيق مكاسب حادّة في وقت باتت فيه نقاط تحديد المواقع الفنية للعقود الآجلة أكثر تفاؤلا
من المرجّح أن تؤدّي التذبذبات الناجمة عن الأزمة الماليّة اليونانيّة الى ارتفاع الدولار الأميركي

أنهى الدولار الأميركي الأسبوع دون تسجيل أي تغيير يذكر مقابل نظرائه في دول مجموعة العشر، إلا أن الموجة الصعوديّة الرئيسيّة التي نشأت يوم الجمعة في أعقاب تراجع مؤشر S&P 500 تجعل من زخم الأجل القريب يصبّ في مصلحة تعزيز تقدير الدولار. وإن الشكاوى التي رفعتها هيئة الاوراق الماليّة والتداول الأميركيّة ضدّ مصرف غولدمان ساكس حول فشله في الكشف عن تضارب واضح في ضمانات عروض التزامات الرهون العقاريّة أدّت الى انخفاض أسهم هذا المصرف بنسبة كبيرة بلغت 12.8% يوم الجمعة وحده. وقد أثارت الانخفاضات الحادّة تلك تحركات مماثلة في شركات كمورغان ستانلي وبنك أميركا، ما دفع بالمؤشرات الماليّة الثانوية لS&P 500 الى الاقفال على انخفاض بلغ 3.7%. وعلى العموم لن تستحوذ صحّة هذه الإدعاءات أو عدم صحّتها على اهتمام الرأي العام، حيث أن مجرّد الاتهام يعزّز بشكل كبير فرص تبنّي الكونغرس ومجلس الشيوخ مشروع الاصلاح المالي. أما بالنسبة الى تأثير هذا الواقع على اتجاه مخاطر الأسواق الماليّة، فيعتبره هذا الكاتب، واضحًا نسبيًّا.

يستعدّ الدولار الأميركي لتسجيل المزيد من الارتفاع اذا ما تراجع مؤشر S&P 500 وسائر مقاييس اتجاه المخاطر في الأسواق الماليّة خلال أسبوع التداول المقبل. وينطبق هذا الأمر بشكل خاص على بعض العملات كالدولار الاسترالي على سبيل المثال الذي حقّق تسارعًا صعوديًا حادًّا في الآونة الأخيرة الى جانب الدولار الكندي. وقد أظهرت بيانات التزام التجار الصادرة مؤخرًا عن لجنة تداول عقود السلع الآجلة لجوء المضاربين غير التجاريين الى بيع الدولار الأميركي مقابل كل من الدولار الأسترالي والدولار الكندي. ان المخاطر التي تحملها عامّة مواقع العقود الآجلة هذه تتركهم عرضة للشكوك أزاء تسجيل انعكاسات في وقت يتلقّى فيه التجار دعوات الى جمع السيولة من خلال الاستدانة على شكل أوراق ماليّة ، وسيكون من الضروري مراقبة مسار الأصول التي تحمل قدرًا عاليًا من المخاطر خلال الاسبوع المقبل.

يعرّض افتقار الجدول الاقتصادي لأي أحداث تحمل قدرًا عاليًا من المخاطر الأخضر الى اختبار التحرّكات الواسعة النطاق التي تشهدها الاسواق الماليّة. ويزيد الوضع المتقلّب الذي يحيط بمسألة اليونان من حدّة المحفزات التي تعزز اضطرابات الأسواق؛ وكما شهدنا في الأسبوع المنصرم، يستعدّ الدولار الاميركي، الذي يعدّ بمثابة ملاذ آمن، لتحقيق المزيد من المكاسب على خلفيّة تدهور معضلة منطقة اليورو. وقد تشمل التوقعات المحتملة تقارير مؤشر أسعار المنتجين، ومؤشر أسعار المنازل، الى جانب طلبات السلع المعمّرة، ومبيعات المنازل الجديدة. ومن المبالغ فيه الادعاء بأن الدولار الأميركي سيسجّل أي ردود فعل في حال لم تشهد المؤشرات مفاجآت كبرى.

ويبقى السؤال الأبرز حول ما اذا كان بإمكاننا توقّع تسجيل مؤشر S&P 500 انخفاضات جديدة. كما شهد مؤشر تذبذبات S&P أكبر تقدّم يومي له منذ التصحيحيات الحادّة التي سادت الأسواق مطلع شهر فبراير. وقد يؤدي تدهور الأوضاع بشكل أكبر الى جانب تزايد المخاوف أزاء التذبذبات الى تراجع مؤشر S&P 500 والى ارتفاع الدولار الأميركي.