اليورو - من المرجّح أن يجد اليورو خلاصًا مؤقتًا على خلفيّة الموافقة على إنقاذ اليونان

هل من الممكن أن يكون اليورو في صدد تسجيل تأرجح صعودي أساسي؟ قد يبدو من السخيف القول بأن العملة التي تواجه أزمة ماليّة داخليّة وتنذر بهبوط معدلات النمو وتوقعات الفائدة الى أدنى مستوياتها تستعدّ لتحقيق انتعاش حاد. ومع ذلك، فإن الأساسيّات لا توفر أي ايضاح حول اتجاه وتطورات العملة. ويتمثّل المحدّد الحقيقي لقوّة اليورو أو أي وحدة أخرى في اتجاه المضاربات. ولذلك، في حين شهدت صحّة الأجل المتوسط لمنطقة الأوروبيّة تدهورًا حادًّا خلال الأسابيع المنصرمة بفعل تخفيضات التصنيف، وضعف الالتزام بضمان الاستقرار والارتفاع الدراماتيكي في تكاليف تمويل الديون؛ لا تزال هنالك ذرّة تفاؤل بأن الأوضاع لم تشهد انهيارًا أكبر. ونظرًا للأقساط المتعثّر سدادها والتي تمّ أخذها بعين الاعتبار بالنسبة لهذه العملة وأصولها في الآونة الأخيرة، سادت موجة من خيبات الأمل والقلق أزاء تحمّل مستويات الغموض القصوى هذه. من ناحية أخرى، تعدّ تكاليف التأمين الخياليّة باهظة للغاية. وعلاوة على ذلك، فإن موازنة الاتجاه قد تسفر عن تسارع صعودي خلال الأجل القريب، وذلك إذا ما قبل الاتحاد الأوروبي أخيرًا شروط حزمة المساعدات الماليّة التي وعدت بها اليونان منذ بضعة أسابيع مضت

منذ ثلاثة أسابيع تقريبًا، سعى الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي الى إخماد الشكوك حول عدم قدرة اليونان على إيفاء ديونها من خلال الإعلان عن حزمة مساعدات ماليّة تبلغ قيمتها 45 مليار يورو، ستكون متوافرة عند تفعيلها. وعلى الرغم من أن هذا الأمر قد لا يبدو عمليًّا في هذه المرحلة، الا أنه لم يكن هنالك أي شك بأن أكثر من مسؤول كان يأمل بأن تساعد وعود الدعم هذه في تبديد المخاوف. مع ذلك، وبعد أسبوع فقط، اضطرّ رئيس الوزراء اليوناني باباندريو الى تفعيل الإنقاذ. وعلى الرغم من أن الدولة تراجعت عن إصرارها في طمأنة الأسواق بأنها قادرة على التعامل مع التزاماتها الماليّة من دون أي مساعدة، الا أن الاتحاد الأوروبي لن يسارع في مدّ يد العون. واستمرّ الجدل حول شروط القروض التي سيتمّ منحها؛ وإن كان المسؤولون قد وعدوا بتسريع وتيرة المحادثات. ومع ذلك، وبعد التماس المسؤولين المساعدة بشكل رسمي، تدهورت أوضاع اليونان على خلفيّة تخفيض تصنيف ائتمانها السيادي الى لا قيمة له، الى جانب تخفيض تصنيف كل من البرتغال وأسبانيا. وقد قدّر صندوق النقد الدولي أن ضمان استقرار اليونان سيتطلّب ما لا يقلّ عن 100 أو120 مليار يورو. وقد يتجاوز الإجمالي لدعم البرتغال، وأسبانيا، وايرلندا وايطاليا، على سبيل المثال لا الحصر، هذا المبلغ بكثير. هل سيكون التمويل متوافرًا للجميع؟ كلا. ولكن سواء كان هذا الأمر سيتحوّل الى أزمة أم لا يعتمد على الصحّة العامّة لأسواق المضاربة. بالنسبة لتجّار الأجل القريب، من المرجّح أن يتمّ اعتبار الإقرار بحزمة المساعدات التي تبلغ قيمتها 45 مليار يورو بمثابة نتيجة إيجابيّة – أقلّه، لآنه يرجئ الانهيار الفوري. وعلى الرغم من أن المستقبل قد يبدو قاتمًا، الا أنه ينبغي تناوله دومًا من منظور المستثمرين والدائنين. على الرغم من أن مساعي الإنقاذ المشتركة للاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي تعدّ المحرّك الأكبر للأسواق، ثمّة تهديدات أكثر وضوحًا تواجهها التذبذبات خلال الأسبوع، يتصدّر قائمتها قرار فائدة البنك المركزي الأوروبي المرتقب يوم الخميس. يصعب التصديق أن يكون لهذا الحدث قدرة كبيرة على إثارة تحركات في الأسواق نظرًا لعنصر التشتيت الذي تشكّله الانتخابات البريطانيّة، ولن يعمد الساسة الى تغيير النبرة المعتمدة لمعدلات الفائدة الى حين ارتفاع التضخّم وثبات الاستقرار المالي. ومن ناحية أخرى، تعدّ تخمينات معدلات الفائدة مادّة حسّاسة. وإذا ما تمّت الإشارة الى إطار زمني في هذه التعليقات (خلال المستقبل القريب أو البعيد)، من المرجّح ان يكون هذا الأمر مشجّعًا للأسواق. ثمّة أيضًا مؤشرات أخرى (أرقام مؤشر أسعار المستهلك الإقليمي، الانتاج الصناعي الألماني، مبيعات التجزئة في منطقة اليورو) قد تشكّل تهديدًا طفيفًا على التذبذبات.

Daily FX