رد: قـهــوتـنـــــــــــــــــا
مخاوف تفتت منطقة اليورو تبقي الذهب قريباً من أعلى مستوياته تاريخياً
أزمة ديون اليونان السيادية و مخاوف انتشارها إلى العديد من دول الاتحاد الأوروبي أصبحت تتصدر عناوين الكثير من أوراق الدراسات الاقتصادية. وصل الخوف لدى المتداولين إلى مرحلة أن توقعّوا أن دولاً مثل ألمانيا قد تتخلّى عن اليورو و تعود إلى المارك الألماني فيما أصبح البعض الآخر يتوقّع أن تترك فرنسا أيضاً الاتحاد الأوروبي عن طريق التخلّي عن اليورو. هذه المخاوف سلبت اليورو جاذبيته و أدخلته في موجة هابطة قوية جداً مقابل الدولار الأمريكي.
وصفت الأزمة اليونانية بأنها أسوأ أزمة تمر على الاتحاد الأوروبي، و ما يجعل هذه الأزمة أكثر صعوبة الآن برأي الكثير من المحللين هو أن هذه الأزمة نشأت بعد أسوأ أزمة ائتمانية في العالم منذ الكساد العظيم و تبعت الركود الاقتصادي الأكثر حدّة و الأعمق و الأطول منذ الحرب العالمية الثانية. هذا رافقه أيضاً مخاوف سياسة تجاه المملكة المتحدة و الحكومة الائتلافية الأولى من نوعها منذ 1945 هذا أيضاً نجد و أن القلق من سياسات الصين المتوقعة مستقبلاً تضيف مزيداً من التوتر في الأسواق المالية.
انخفض سعر الذهب خلال تداولات يوم الجمعة الماضي ليلامس مستويات 1217.00 دولار للأونصة الواحدة منخفضاً بعد أن حقق الأعلى تاريخياً عند مستوى 1249.00 دولار للأونصة الواحدة. لكن في نفس الوقت، نرى بأن السعر عاد ليرتفع و يغلق عند مستوى 1231.40 دولار للأونصة بانخفاض طفيف لا يتعدّى 0.10%. الانخفاض الذي حصل خلال تداولات نيويورك وصل إلى مستويات شهد عندها سعر الذهب طلباً كبيراً أعاده نحو مستويات قريبة من الأعلى تاريخياً له. هذا اليوم، يتداول سعر الذهب في تمام الساعة 02:32 صباحاً بتوقيت نيويورك عند مستوى 1237.60 دولار للأونصة الواحدة معوّضاً خسائر يوم الجمعة الماضي حيث أن السعر الآن هو بارتفاع مقداره 0.50%.
موسم الاحتفالات في العديد من الدول الآسيوية شهد انخفاضاً كبيراً في مشتريات الذهب الاستهلاكية، و السعر الآن ما زال مستقراً في مستويات قريبة من الأسعار التاريخية و هذا ما يمكن أن يشير إلى أن هنالك فئة من المستثمرين يشترون الذهب على أنه ملاذ آمن و احتياطيات تغطّي مخاطر انخفاض اليورو و المشاكل الاقتصادية الحالية في المنطقة إلى جانب أن المتداولين يشترون الذهب كاستثمار بديل و يشترونه بدل شراء أدوات الخزانة الأوروبية و غيرها.
تداولات كل من سعر الفضة و البلاتين هذا اليوم و يوم الجمعة الماضي كانت في اتجاه هابط إجمالاً عكس تداولات الذهب. انخفض كل من سعر الفضة و البلاتين خلال تداولات يوم الجمعة الماضي بمقدار 0.46% و 0.81% على التوالي و هذا اليوم استمر الانخفاض و سجّل سعر الفضة انخفاضاً آخر مقداره 0.78% و يتداول سعر الفضة حالياً عند مستوى 19.19 دولار للأونصة الواحدة. من جهة أخرى نرى بأن سعر البلاتين و قد انخفض أيضاً بمقدار 0.70% هذا اليوم ليستقر في تداولاته عند مستوى 1705.00 دولار للأونصة الواحدة.
اتجه المستثمرون في آسيا هذا اليوم نحو جني الأرباح و ترك الأصول الاستثمارية و التي لها علاقة في التحسن الاقتصادي الدولي. الانخفاض الكبير في الأسواق الآسيوية إلى جانب الانخفاض في سعر برميل النفط يشيران إلى أن المتداولين في الأسواق الدولية يتوقعّون الأسوأ تجاه أزمة الديون اليونانية و التطورات الاقتصادية في الاقتصاد الدولي و هذا ما يعطي سبباً لاتجاه المتداولين نحو الذهب و الابتعاد عن الفضة و البلاتين.
انخفض سعر النفط هذا اليوم نحو مستوى ما دون 70.00 دولار للبرميل الواحد لكن نرى بأن ذلك لم يكن سبباً ليؤثر على الذهب الذي يجد الطلب الكبير من قبل الكثير من الفئات في العالم. أثّر ذلك بشكل ملحوظ على سعر البلاتين و الفضة، لكن بشكل إجمالي نرى بأن التأثير أيضاً كان محدوداً.
كما نرى عزيزي القارئ، الذهب مستقر في مستويات قريبة من أسعاره القياسية. مزيد من الارتفاع و مزيد من الأسعار القياسية متاحة للذهب و أسعار فوق 1300.00 دولار للأونصة الواحدة من الذهب ليست مستبعدة أبداً. لكن في نفس الوقت لا نستبعد تصحيحات هابطة بين الحين و الآخر و تذبذب كبير مترافقاً مع تغيّرات سعر صرف الدولار الأمريكي و الذي ما زال يحقق مكاسب كبيرة على العديد من العملات إلى جانب الانخفاض المستمر في سعر برميل النفط.
التوقيع
جميع مشاركاتي لا تمس الواقع بصلة ... واي تشابه بينها وبين الواقع فهي أغرب من الخيال