رد: الدولار الأميركي عند مفترق حاسم تزامنًا مع اقتراب مؤشّري S&P والداو جونز من مستويات حر
أنهى الدولار الأميركي تجارات الأسبوع على ارتفاع مقابل جميع عملات مجموعة الدول العشر الى جانب سائر العملات الرئيسيّة، عزّز تقدّمه التراجع الحاد الذي شهده مؤشر S&P 500 الى جانب التدهور الواسع النطاق الذي يهيمن على شهيّة المخاطر في الأسواق الماليّة. وقد تصدّر بحث التجّار عن ملاذ آمن في أعقاب القراءة المخيّبة للآمال نسبيًّا التي سجّلها تقرير الوظائف الأميركيّة المتوافرة خارج القطاع الزراعي الاعتبارات التي تمّ انتهاجها في تجارات الأخضر الذي يعدّ ملاذًا آمنًا بامتياز؛ وقد أسفر ضعف نتائج سوق العمل على نحو غير مألوف عن تحقيق الدولار مكاسب كبيرة.يغطّي تعداد الوظائف الأميركي للعام 2010 والذي يتمّ إجراؤه مرّة كل عشر سنوات ما يناهز 90 في المئة من صافي فرص العمل خلال شهر مايو، وقد اكتسبت سوق العمل في القطاع الخاص 41,000 وظيفة فقط خلال هذه الفترة. كانت الأسواق تأمل الحصول على دلائل أقوى بانتعاش الاقتصاد الأميركي، وعمدت بسرعة الى بيع الأصول التي تحمل قدرًا عاليًا من المخاطر في أعقاب خيبة الأمل هذه. ويعتمد استمرار الدولار الأميركي في تحقيق المكاسب حتمًا على التحركات التالية لمؤشر S&P 500 الذي يشهد هبوطًا سريعًا. تركت الاضطرابات المهيمنة على الأسواق الماليّة زخم الدولار مائلا الى الارتفاع، الا أن مراقبة هذه الأسواق سيكون حاسمًا خلال الأيام المقبلة. ومع تداول مؤشر S&P 500 بمحاذاة مستوى الدعم الرئيسي القائم بالقرب من 1050، من المرجّح أن تحدّد تداولات الأسبوع التالي اتجاه تجارات الشهر المقبل. وقد أفاد كبير محللي العملات لدينا أن تحركات الأسعار الأخيرة شهدت على نحو ملحوظ أنماطًا مماثلة لتلك التي سادت قبيل انهيار أسواق الأسهم في العامين 1929 و1987. ومن الواضح تمامًا أن الوقت لا يزال مبكرًا للتنبؤ فيما إذا كانت أسواق الأسهم تشهد هبوطًا حادًّا مماثلا خلال هذ الفترة الزمنيّة الوجيزة، الا أنه لا يمكننا تجاهل أوجه التشابه. كما أن الأسواق لا تزال على شفير الهاوية، في وقت باتت فيه تأرجحات تحركات الأسعار اليوميّة حادّة بسبب ضآلة أحجام التداول. وإذا ما لاحظنا اندلاع حالة من الذعر، لا يمكننا أن نستبعد نشوء تحركات يوميّة مماثلة "للانهيار السريع" الذي شهدناه منذ شهر. وستكون مراقبة سلوك المقاييس الرئيسيّة حول مستويات دعم الأسعار الفنيّة والسيكولوجيّة أمرًا بالغ الاهميّة. ينبغي أن يكون التجّار على اطلاع على تحركات الأسعار الحادّة عقب نشر القراءة المعمّقة لمبيعات التجزئة يوم الجمعة. ونظرًا لتركيز الأسواق على عافية المستهلك الأميركي النسبيّة، قد تثير أي مفاجآت كبرى تحركات رئيسيّة خلال الأجل القريب. يمكن أن نقول الأمر عينه بالنسبة لتقرير ثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميشيغان في وقت لاحق، ولكن تجدر الإشارة الى أن ردود فعل الأسواق أزاء بيانات جامعة ميشيغان كانت محدودة في الآونة الأخيرة.
يتمثّل السؤال الآن فيما إذا كنّا قد شهدنا فعلا أسوأ ما في الاضطرابات التي سادت مؤخرًا في الأسواق، وما إذا كان الاقتصاد الأميركي قد تجاوز منعطفًا جديدًا باتجاه النمو. مع أخذ ما تقدّم بعين الاعتبار، سنستمرّ في متابعة أي وجميع تطوّرات البيانات الاقتصاديّة – والأهم من ذلك – موقف الأسواق الماليّة أزاء التطورات الأساسيّة.
Daily FX