رد: اهم التقارير الاقتصادية والسياسية ليوم الاتنين9-3
في انتظار تقرير الوظائف...
لقد صلنا عزيزي القارئ إلى نهاية أسبوعنا الاقتصادي و اليوم الذي يحمل أهم البيانات الاقتصادية للأسواق و هو يوم تقرير الوظائف الشهري في الولايات المتحدة الأمريكية و الذي يترقبه جميع من في الأسواق بكل اهتمام لمعرفة ما إذا كانت الولايات المتحدة تشهد تعمق في الركود
طبقاً للأوضاع الاقتصادية الحالية يتوقع الجميع في الأسواق أن تقرير الوظائف المنتظر هذا سيضيف إلى علامات الضعف و التدني في الولايات المتحدة الأمريكية!!!
لقد شاهدنا صدور مؤشر ADP للوظائف القطاع الخاص و الذي أظهرت قراءته الفعلية تدني شديد في عدد وظائف القطاع الخاص حيث جاءت منخفضة بقيمة 697 ألف وظيفة مقارنة بالقراءة السابقة التي كانت منخفضة بقيمة 522 ألف وظيفة و التي تم تعديلها نحو الأسفل لتصبح منخفضة بقيمة 614 ألف وظيفة, و كانت التوقعات منخفضة بقيمة 630 ألف وظيفة....
و قد شاهدنا بيانات المؤشر تشير إلى أن الضعف في قطاع العمالة و زيادة عدد الوظائف المفقودة كان نتيجة لضعف جميع القطاعات حيث عانت جميعها من التدني الشديد في عدد الوظائف نتيجة لتعمق الأزمة الاقتصادية أكثر و زيادة الجمود في القطاع الائتماني, بالإضافة إلى واحد من الأسباب الأساسية في استمرار الضعف ألا و هو الانحدار الشديد في مستويات الطلب و الذي يرجع إلى انعدام الثقة في جميع أنحاء العالم...
إن التوقعات الحالية المتعلقة بتقرير الوظائف الشهري تشير إلى أن تقرير هذا الشهر سوف يحمل ضمن طياته أعلى مستوى فقد للوظائف من أكثر من 60 عاماً, حيث أن التوقعات الأن في الأسواق هي منخفضة بقيمة 650 ألف وظيفة مقارنة بالقراءة السابقة التي كانت منخفضة بقيمة 598 ألف وظيفة, و قد جري العرف عزيزي القارئ خلال الأشهر الماضية أنه مهما كانت قراءة تقرير ADP للوظائف متدنية فإن قراءة تقرير الوظائف الشهري دائماً تكون أسوأ منها, و إذا اعتمدنا هذه النظرية اليوم عزيزي القارئ قد تطرق الوظائف المفقودة هذا الشهر باب الـ700 ألف, و من هذا المنطلق نستشف أن الأوضاع الاقتصادية داخل الولايات المتحدة الأمريكية تزداد سوءً يوم بعد يوم, و أنه حتى المعاير الجديدة التي قامت حكومة السيد أوباما بالإعلان عنها خلال الفترة الماضية قد لا تكون كافية لمساعدة الاقتصاد!!!
و من ناحية أخري و طبقاً لتوقعات الأسواق فإن مستويات البطالة على ما يبدوا سوف ترتفع بشدة اليوم أيضاً لتصل إلى الأعلى لها منذ أكثر من 25 عاماً عند 7.9% مقارنة بالقراءة السابقة التي كانت 7.6%, و نجد أن الشكوك قد عادت لتحيط بخطة الإنعاش الخاصة بالسيد أوباما و التي تصل قيمتها إلى 787$ مليار, و التي كان من المتوقع أن تقوم بخلق ما بين 3 إلى 4 مليون وظيفة خلال العامين القادمين...
و بعيداً عن أكبر اقتصاديات العالم, نذهب إلى ثاني أكبر اقتصاد في المنطقة الأوروبية و هو الاقتصاد البريطاني الذي يعاني هو الأخر من شدة التعمق في ظلمات الركود, و قد شاهدنا البنك المركزي البريطاني يوم أمس يقوم بخفض أسعار الفائدة على الإسترليني للمرة السادسة على التوالي بقيمة 50 نقطة أساس لتصل أسعار الفائدة على العملة الملكية إلى 0.5% و هو المستوى الأدنى على الإطلاق منذ إنشاء البنك المركزي البريطاني في عام 1694...
و قد جاء في التقرير الذي صاحب قرار الفائدة هذا أن الاقتصاد مازال يعاني بشدة من التدهور و الضعف في جوانبه جميعاً دون أن يترك أي القطاعات سليم, كما جاء في التقرير أيضاً أنه من المتوقع أن تنحدر مستويات التضخم أكثر خلال الفترة القادمة و غالباً ما سيكون ذلك مع بداية النصف الثاني من العام الحالي متخطية نسبة 2% و التي تعد المنطقة الآمنة لدي البنك المركزي البريطاني, و من شأن هذا الإنحدار أن يزيد من الضغوط التنازلية للانخفاض التضخمي..
هذا وقد جاء في التقرير أيضاً أن قرار خفض الفائدة هذا كان بنية الحول دون انحدار مستويات التضخم أكثر من هذا, من المتوقع أن يكون قرار خفض الفائدة هذا هو الأخير من نوعه داخل الاقتصاد البريطاني حيث أن لجنة السياسة النقدية الخاصة بالبنك المركزي البريطاني سوف تركز خلال اجتماعاتها القادمة على استخدام سياسة التخفيف الكمي و التي ستمكن البنك المركزي البريطاني من المناورة من أجل مساعدة الاقتصاد الملكي بعد أن فقد سلاح خفض أسعار الفائدة...
تتركز أخبار اليوم الاقتصادية في المملكة المتحدة على بيانات مؤشر أسعار المنتجين للمدخلات و المخرجات, و نجد أن التوقعات تشير إلى مزيد من الإنحدار و التدني في مستويات التضخم داخل المملكة حيث أن مؤشر أسعار المستهلكين كما نعلم جميعاً يعد ثاني أهم مؤشر لقياس مستويات التضخم في المملكة بعد مؤشر أسعار المستهلكين...
و مع انحدار بيانات أسعار المنتجين أكثر سو ف تنحدر مستويات أسعار السلع و البضائع و بالتالي سوف تنحدر بيانات مؤشر أسعار المستهلكين و لكن ليس بالضرورة حدوث هذا ففي بعض الأحيان يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين نتيجة لارتفاع الإقبال على السلع ة البضائع منخفضة السعر. يرجع هذا الإنحدار في مؤشر أسعار المنتجين إلى التدني المستمر في المواد الخام و السلع الأولية و خاصة النفط الخام الذي يعاني من ضعف شديد في الأسعار منذ أكثر من 5 أشهر, هذا بالطبع بالإضافة إلى انخفاض مستويات الطلب في جميع أنحاء العالم نتيجة لتعمق الأزمة الاقتصادية و غياب الثقة كلياً...
و فيما يتعلق بأسواق الأسهم نجد أن الأسهم الأمريكية قد شهدت مزيد من الضعف يوم أمس نتيجة لتعمق فكرة الركود الاقتصادي داخل أذهان المستثمرين, هذا و قد انحدر مؤشر Dow Jones الصناعي بقيمة 281.40 نقطة ما يعادل 4.09% ليصل إلى مستويات 6594.44 نقطة عند الإغلاق, أما مؤشر S&P 500 فقد انحدر بنسبة 4.25% ما يعادل 30.32 نقطة لينهي التداولات عند مستويات 682.55, و أخيراً انحدر مؤشر NASDAQ بقيمة 54.15 نقطة ما يعادل 4.00% لينهي التداولات عند 1299.59 نقطة