رد: بي.بي" توقف التسرب النفطي في خليج المكسيك
إذاعة هولندا العالمية / أخيرا تم الطلب من هولندا مد يد العون في احتواء وتنظيف البقعة النفطية التي تسربت من بئر للنفط في خليج المكسيك. تنتظر شركة كوسيك Koseq الهولندية المتخصصة في هذا المجال الموافقة منذ شهر. بينما تواصل شركة النفط البريطانية بريتش بيتروليوم BP مالكة البئر محاولة إيقاف التسرب باستخدام تقنية لضغط النفط إلى أسفل البئر.
طلبت الولايات الأمريكية المتحدة من شركة كوسيك بتجهيز سفينتين بالأذرعة الماسحة (لمسح النفط من على سطح البحر) تستخدم لاحتواء وتنظيف البقعة النفطية المتسربة في خليج المكسيك. وفي الوقت نفسه يتم إرسال ستة منصات أخرى مسلحة بالأذرع ذاتها من أوربا إلى خليج المكسيك.
وكان على شركة كوسيك الانتظار وقتا طويلا قبل الحصول على المهمة حتى أنها بدأت ببناء المنصات. والآن وبعد أن حصلت الشركة على الضوء الأخضر سيتم نقل العتاد بالطائرة في اقرب وقت ممكن.
مهمة ضخمة
إنها مهمة ضخمة, يقول آري فان دن آدل من شركة كوسيك. لا يمكنك تنظيف النفط المتسرب بأكمله, لكنه بالإمكان احتوائه في منطقة وتنظيف السطح. الذراعان اللذان يتم تثبيتها بالسفينة يقومان بتجميع النفط في منطقة واحدة ومن ثم يتم ضخه إلى حاويات على ظهر السفينة. وحسب السيد فان دن آدل فإن شاشات تنظيف النفط التي يستعملها الأمريكيون لا تعمل وخصوصا عندما يكون الطقس سيئا. يوضح فان دن آدل قائلا:
"أثبت تكنولوجيا الأذرع هذه جدارتها في احتواء تسرب النفط في حادثة تسرب النفط من على متن ناقلة النفط إيريكا قبالة السواحل الفرنسية والناقلة بريستيج قبالة سواحل اسبانيا في العام 2002. هذه هي حالات مثالية أثبتت فيها تلك الأذرع فعاليتها".
ضغط للأسفل
لأكثر من شهر الآن لا زال النفط يتسرب من بئر النفط التابع لشركة بريتش بيتروليوم ولم تستطع الشركة أن تسيطر على الوضع حتى الآن. حاولت الشركة جميع الوسائل لوقف التسرب. والتقنية التي يتم استخدامها الآن لضغط النفط إلى أسفل البئر هي تقنية تم اختبارها في أكثر من حالة. حيث يتم ضخ كمية هائلة من الطين الثقيل ومزيج من الماء وكبريتات الباريوم إلى داخل البئر. الدكتور وويرد كووبس من معهد ويليام بارنتز البحري يشرح العملية قائلا:
"الضغط داخل البئر النفطي يدفع بالنفط إلى الأعلى. وما علينا عمله هو ضخ سوائل أخرى للداخل لنقلل من مستوى الضغط. عشرة أمتار من المياه تعادل الضغط الموجود في الغلاف الجوي. هنالك أيضا غاز داخل البئر. ولذلك علينا أن ندفع الغاز والنفط إلى الأسفل ونضيف وزنا ثقيلا فوقه داخل البئر لمنع تسربه".
عملية خطرة
استخدمت هذه العملية بنجاح بعد حرب الخليج الأولى في الكويت, عندما قامت قوات صدام حسين بحرق آبار النفط. آبار النفط في خليج المكسيك حالة أخرى مختلفة وما يجعلها فريدة من نوعها هو عمق الآبار النفطية. كووبس:
"علينا العمل على عمق 1500 متر مما يعني 150 بار على مقياس الضغط. ولإعطائك فكرة فإن باستطاعة الغواصة أن تغوص إلى عمق 900 متر فقط. إذا غاصت أكثر عمقا من ذلك يتم كبسها بسبب الضغط. لهذا يتم استخدام مركبات التحكم عن بعد وهذا ما يجعل الأمر أكثر صعوبة".
عودة
هنالك إمكانية أن هذه التقنية (ضغط النفط للأسفل) سوف تجعل الكارثة أكثر سوءا, حتى لو تم اغلاق الثقب والسيطرة عليه. مزيج الغاز والنفط, بالإضافة إلى الضغط الهائل ربما يعني أن مزيج الطين غير قادر على مواجهة الضغط ويرتفع من جديد إلى الأعلى بفعل الضغط. أو أن يتمكن الغاز والنفط من إيجاد وسيلة أخرى للتسرب من البئر.
لن تتأكد شركة بريتش بيتروليوم من نجاح العملية إلا بعد مرور أيام. الدكتور كنوبس الخبير البحري يقدر فرصة النجاح بـ 50-70 بالمئة. إذا فشلت العملية هنالك حل آخر. بدأت الشركة بحفر ممر آخر لسد الثقب من الأسفل. لكن ذلك يستغرق شهرين. وفي غضون ذلك يتسرب 800.000 لتر من النفط إلى المحيط يوميا.
هنالك الكثير من العمل لأذرع شركة كوسيك الهولندية إذ تستغرق عملية التنظيف فقط عدة أشهر.