رد: اليورو: يشهد اليورو فترة من الضعف، إذ تقيّم الأسواق اختبارات التحمّل في ظلّ تباطؤ عملي
من المرجّح أن يستأنف اليورو اتّجاه الأجل البعيد الهابط، إذ يدقّق المستثمرون في نتائج اختبارات تحمّل مصارف الاتحاد الأوروبي وسط الافتقار للدعم نتيجة تصفية مواقع البيع المعدّة للمضاربة وفق وتيرة تاريخية.
صدرت نتائج اختبارات تحمّل مصارف الاتحاد الأوروبي، وفشلت تسعة مصارف من أصل 91 في تجاوز هذا الاختبار. ستحتاج هذه الشركات الى 3.5 مليار يورو لتخطّي الأزمة، وهو مبلغ زهيد مقارنة بما توقّعته الأسواق. وعاد الهدوء الى صفوف المستثمرين، مع إقفال اليورو على ارتفاع يبلغ 0.1% مقابل نظرائه الرئيسيين خلال دورة يوم الجمعة.
مع ذلك، وتماًمًا كما أشار المحلّل الاستراتيجي لدى دايلي أف أكس جون كيغلايتر، تعزى ردود الفعل الإيجابية الى ضآلة السيولة عوضًا عن الثقة الحقيقية في نتائج الاختبارات. في الواقع، ثمّة أسباب وافرة تدعو الى التشكيك في صحّة النتائج. هدفت هذه الاختبارات الى قياس قدرة المصارف الأوروبية على تخطّي أزمة ديون سيادية محتملة تقضّ مضجع الاتحاد الأوروبي أو محيطه. وما يثير للإهتمام أن لجنة المراقبين المصرفيين الأوروبين التي أدارت سير الاختبارات، تجاهلت على ما يبدو حيازة غالبية المصارف على الديون السيادية. في الواقع، أفادت هذه اللجنة انّها أخذت بعين الاعتبار الخسائر المترتّبة عن السندات الحكومية التي تندرج ضمن دفاتر المقرضين التجارية- وهو جزء صغير من مجموع الحيازات. ما يعني أنّه لن يتمّ التداول فعليًا بهذه السندات. يتعيّن على المصارف تقليص حجم الخسائر الناجمة عن حيازات الأجل البعيد في حال ساورتهم الشكوك أزاء قدرة الحكومة على سداد موجباتها، السيناريو الذي سيظهر تحديدًا في حال نشوء أزمة.
صفوة القول، يبدو أنّ اختبارات التحمّل لم تكن دقيقة كفاية لترسّخ الثقة التامّة في القطاع المصرفي الأوروبي، وهي حقيقة قد تلقي بثقلها على شهية المخاطر واليورو على حدّ سواء. لطالما تلقّت العملة الموحّدة الدعم من تغطية مواقع البيع، إذ قلّص المستثمرون رهاناتهم عليها وفق وتيرة قياسية. مع ذلك، تظهر الأرقام الأخيرة الصادرة عن سوق النقد الدولي هبوط صافي التعرّض لمواقع البيع المضاربة الى ما دون المتوسّط المحدّد له، إشارة الى أنّ إعادة تعديل المحافظ يبدو بمثابة قوّة ضعيفة للغاية تدعم معدّلات الصرف في الأيام المقبلة.
Daily FX