جريدة عكاظ الالكترونية

وبمناسبة حلول شهر رمضان الفضيل يسرني استعراض آخر ما صدر من المؤلفات عن القرآن ومدى العناية به وهو من تأليف الدكتور أحمد بن محمد المغربي وهو بعنوان: «العناية بالقرآن الكريم في مكة المكرمة خلال القرن الرابع عشر للهجرة النبوية».


وفي التصدير الذي كتبه سعادة الأستاذ عبد الحميد محمد أمين كاتب مؤسس «ملتقى الأحبة» في مكة المكرمة والذي تولى إصدار المؤلفات التاريخية والأدبية يقول الأستاذ الكاتب:

القرآن الكريم كتاب الله المنزل على عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم والمحفوظ بعناية الله (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ومن ثم كانت العناية بالقرآن الكريم هي جل اهتمام المسلمين على مر العصور والذي شمل جميع المدن والقرى والنجوع.


والكتاب الذي بين أيديكم (العناية بالقرآن الكريم في مكة المكرمة خلال القرن الرابع عشر للهجرة النبوية) تناول العناية بالقرآن الكريم في المكان والزمان التاليين:

المكان: مكة المكرمة مهبط الوحي ومنها انطلق الإسلام لينير العالم بهدي القرآن، بها البيت العتيق وهو أول بيت وضع للناس، فيه آيات بينات مقام إبراهيم وقد رفع الله منزلة مكة المكرمة وفضلها على البلاد جميعا.

الزمان : هو القرن الرابع عشر للهجرة النبوية الشريفة والمباركة الذي يبدأ من غرة محرم 1301هـ الموافق 30/10/1883م والذي ينتهي يوم الجمعة 29/12/1400هـ الموافق 17/11/1980م.


أما المؤلف فهو الدكتور أحمد بن محمد بن أحمد المغربي من أبناء مكة المكرمة، ولد فيها ونشأ في رحاب المسجد الحرام وعاش بين ربوعها وعاصرها ــ شاهدا ــ بضعة عقود في نهاية القرن الرابع عشر الهجري الماضي وبالتالي كان هذا الكتاب الذي خطه ببراعه حصيلة علم ونقل فضلا عن كونه نتيجة تجربة ومعايشة وشهادة أيضا والذي انعكس جليا في فحوى الكتاب ومحتوياته .. تناول فيه تعليم القرآن ابتداء من المسجد الحرام ــ وهو المدرسة الأولى الجامعة ــ وحلقات القرآن والتحفيظ في المساجد وبيوت أهل العلم وفي الكتاتيب والمدارس المخصصة للأولاد والبنات، ولقد عدد المؤلف أسماء الأماكن وأسماء الأئمة وأسماء المقرئين والحفاظ بالتفصيل بل وحصرها حصرا، كما بين كيف كانت كتابة القرآن الكريم وما تبعه من مصاحف محفوظة ومطبوعة، وأوضح العناية بعلوم القرآن وأسماء الكتاب والمفسرين والناشرين، حصيلة زاخرة وتاريخية بذل فيها المؤلف جهدا مشكورا، جزاه الله خير الجزاء.





جريدة عكاظ الالكترونية







كما يقول الدكتور أحمد بن محمد المغربي مؤلف الكتاب في المقدمة:

أثرت مظاهر العناية بالقرآن الكريم في مكة المكرمة خلال القرن الرابع عشر على العناية بالقرآن الكريم في القرن الخامس عشر فظهر في ثلثه الأول من المظاهر ــ في جميع الدنيا ــ ما لم يظهر في القرن السابق وأصبحت مكة ــ شرفها الله تعالى ــ منذ إطلال القرن الخامس عشر المبارك أول مدينة في العالم من حيث الاهتمام بإقراء القرآن وتحفيظه وتجويده، ولا شك أن هذا المستوى العظيم هو اللائق بمهبط الوحي ومهد الرسالة.


ولعل استعراض مظاهر العناية بالقرآن الكريم في مكة المكرمة خلال القرن الرابع عشر يمكن ويعين على أن تكون قاعدة شاملة لصياغة برامج تساعد على جعل عناية المسلمين بالقرآن الكريم في المستقبل أفضل وأقرب إلى الصواب، وهذا أحد الأهداف التي يمكن أن يحققها هذا الكتاب.


تحية للمؤلف وشكرا لما قام به (ملتقى الأحبة) من نشاط ثقافي يتمثل في الندوات وإصدار المؤلفات .


آيــة : يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الإسراء (88)قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا).
وحديث : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» .
شعر نابض: من شعر ابن دريد قوله:

وللفتى من ماله ما قدمت

يداه قبل موته لا ما أقتنى