افتتاح الأسواق الأوروبية: تجاهلت الأسواق البيانات الأوروبية لتركّز أنظارها على العائدات ال

لم يشهد اليورو أي تغيير يذكرتجارات ليلة أمس، واتّبع مسارًا جانبيًا على مدى غالبية الدورة، غير أنّه اتّجه نحو مستوى 1.40 قبيل قرع جرس الافتتاح في الأسواق الأوروبية. كما بدا الجنيه الاسترليني أقلّ مناعة، وخسر 0.3% مقابل الأخضر. نحافظ على استراتيجيّة محايدة في ما يخصّ زوج اليورو/دولار والجنيه الاسترليني/دولار.

هوى الين الياباني مقابل جميع نظرائه الرئيسيين بعد أن أن أعلم وزير المالية يوشيهيكو نودا البرلمان بأنّ القوّة الأخيرة التي تحصّنت بها العملة قد تشكّل "عائقًا"، مردفًا أنّ معدّلات الصرف ستستحوذ على اهتمام خاصّ في اجتماع مجموعة العشرين المقرّر انعقاده في عطلة نهاية هذا الأسبوع في ساوول. أفاد السيّد نودا أنّه يتوقّع مناقشة مسألة التعاون بشأن العملات مع نظرائه خلال القمّة، مضيفًا أن الحكومة مستعدّة لإتّخاذ خطوات جريئة تتضمّن التدخّل من أجل احتواء "تحرّكات الفوركس الحادّة والمفاجئة". علاوة على ذلك، ارتفع زوج الدولار/ين ياباني بحوالى 80 نقطة في غضون خمسة عشر دقيقة فقط عند صدور التعليقات، بيد أنّ هذا التحرّك لم يدم مطوّلاً، مع هدوء صخب التّجار بعد أن بدا جليًا أنّ الوزير لم يوفر فعليًا أي تفاصيل جديدة.
تطابقت أرقام الناتج المحلي الإجمالي الصيني مع التوقّعات تقريبًا: اكتسبت المخرجات 9.6% في العام حتّى الفصل الثالث، وسط تقديرات تسجيلها ارتفاعًا بنسبة 9.5%، بيد أنّ هذه القراءة لا تزال الأسوأ في عام. مع ذلك، بدت أرقام التضخّم اكثر أهمّية. نمت أسعار المستهلكين وفق وتيرة سنوية بلغت 3.6%- وهي الأعلى في حوالى سنتين- بينما انحسر التراجع الذي شهدته أسعار المنتجين على مدى ثلاثة أشهر وفاقت ترجيحات تسجيلها 1.3%. بشكل عام، تمامًا كما أظهره الرفع المفاجىء لمعدّلات الفائدة مطلع هذا الأسبوع- تتجسّد أبرز مخاوف الصين بالقدرة على تقليص التضخّم، مع سعيها لإبطاء وتيرة توسّع المخرجات. يلقي هذا الأمر بثقله على اتّجاه المخاطر في الأشهر المقبلة، إذ يتزامن إبطاء الاقتصاد في عملاق شرقي آسيا مع بدء تعثر أهمّ محفزات النمو العالمي في أوروبا وشمال أميركا.

تفتقر المفكّرة الاقتصادية للبيانات خلال الساعات الأوروبية، في وقت تتصدّر الأرقام الأوّلية لمؤشر مدراء المشتريات في منطقة اليورو لشهر أكتوبر الجدول. من المقدّر تراجع المؤشر المركّب للمنطقة للشهر الثالث على التوالي، مظهرًا تباطؤ نمو القطاع التصنيعي والخدماتي وفق أدنى وتيرة له منذ إحدى عشر شهرًا. بشكل عام، بغضّ النظر عن ابتعاد كبير عن التوقّعات، من المستبعد أن لا تولّد البيانات ردود فعل كثيرة نظرًا الى أنّها لا توفر تفاصيل كثيرة لم يتمّ تقييمها في السابق، ما يعزّز ترجيحات نشوء انكماش في النصف الثاني من العام.
من المتوقّع اكتساب مبيعات التجزئة البريطانية 0.2% في سبتمبر، عقب انكماشها في الشهر السابق، بيد أنّ النتائج لن تكون داعمة للغاية. في الواقع، لا يبدو الإتّجاه العام لأنشطة التجزئة ايجابيًا، في وقت يقدّر بلوغ قراءة معدّل النمو السنوي أدنى مستوى لها في أربعة أشهر. بالإضافة الى ذلك، يوحي تقرير صادر عن اتّحاد التجزئة البريطاني، الى جانب هبوط ثقة المستهلك، بأنّ آفاق القطاع سلبية في الأشهر المقبلة، لذا يستبعد أن تستحوذ النتائج الضعيفة على الكثير من الإهتمام. في إطار مختلف، من المقرّر أن يدلي عضو مجلس إدارة بنك انجلترا ادام بوسن بكلمته، غير أنّ الأسواق تتّخذ حذرها من هذا الخطاب، في أعقاب نشر محضر اجتماع شهر أكتوبر يوم أمس، ما يدفع التّجار الى اعتبار تقرير التضخّم الفصلي الذي سيصدر في شهر نوفمبر بمثابة المفصل الرئيسي المقبل للمناقشات التي تدور حول السياسة النقدية.
أما على صعيد الإتّجاه، فلم تشهد مؤشراتعقود الأسهم الاجلة أي تغيير يذكر خلال الدورة الاسيوية، موفرة بعض الدلائل الإتّجاهية قبيل قرع جرس الافتتاح في الأسواق الأوروبية، إذ يستعدّ التّجار لصدور سلّة حافلة بتقارير العائدات الفصلية في أواخر الدورة الأميركية. في الواقع، يرتقب صدور نتائج 46 شركة تابعة لS&P500، 32 منها قبل إقفال الأسواق الأوروبية. كما ستعتبر كلمة رئيس بنك الاحتياطي في ولاية سانت لويس جيم بولارد ذات أهمّية بالغة، مع استمرار المناقشات التي تتناول الدورة الثانية من التخفيضات الكمّية.