خلال العديد من السنوات، تشهد أسعار الأسهم ارتفاع ملحوظ للفترة من ديسمبر/كانون الأول وحتى يناير/كانون الثاني أو ما يعرف باسم "تأثير يناير/كانون الأول" أو " تأثير نهاية العام"،و الذي عادة ما يلاحظ على أسهم الشركات الصغيرة.
ويعتقد بعض الاقتصاديين أن السبب الرئيسي وراء تلك الظاهرة يتعلق ببعض المسائل الضريبية أو بمعنى أدق كيفية تخفيف العبء الضريبي السنوي، حيث يعمد المستثرمين إلى بيع الأسهم في شهر ديسمبر/كانون الأول ومن ثم تحقيق خسائر إيرادية تقلص من الوعاء الضريبي، و بعد ذلك يتم إعادة شراء تلك الأسهم من جديد في شهر يناير/كانون الثاني وهو الأمر الذي يعتبر سببا وراء صعودها في تلك الفترة.
لكن بعض من الاقتصاديين لهم وجهة نظر أخرى، حيث تتجه آرائهم نحو أن ذلك الاجراء أصبح معروفا في الأسواق على نطاق واسع ومن ثم يكون قد تم تسعيره في الأسواق من قبل أي ان هذا الاجراء لن يكون له أثر كبير على التحركات في الأسواق. و يرى البعض الآخر أنه لايزال يمكن تحقيق بعض الأرباح من وراء هذا الاجراء. ويبقى التساؤل.. هل الأمور تغيرت بعد الأزمة المالية العالمية؟!!
في الواقع نعم..إذ أن تفجر الأزمة المالية العالمية في أغسطس/آب من عام 2008 لم تحدث تغير جذري في التحركات فقط بل و العلاقات في الاسواق المالية بجانب تغير في سلوك المستثمرين، و بالأحرى تغيير خريطة تدفق رؤوس الأموال العالمية.
وببداية العام الجديد 2011، فإن قادة الدول سيتسمروا في دعم اقتصادات بلادهم وذلك للحيلولة دون السقوط في الركود من جديد بعد التباطؤ الذي شهدته الاقتصادات العالمية منذ منتصف عام 2010.
ففي الولايات المتحدة الأمريكية قام البنك الإحتياطي الفيدارلي –البنك المركزي الأمريكي- بتطبيق موجة جديدة من سياسة التخفيف الكمي تقدر بقيمة 600 بليون دولار أمريكي و ذلك من أجل إنعاش الاقتصاد، هذا بجانب موافقة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمد العمل بالاعفاءات الضريبية التي أقرها الرئيس السابق جورج بوش الابن وهو الأمر الذي يتوقع أن يضيف نمو بواقع 0.3% للناتج المحلي الإجمالي خلال العام الحالي.
على الجانب الآخر فإن استاع عجز الموازنة الذي يقف فوق مستوى 9% من الناتج المحلي و معدل البطالة المرتفع المقترب من 10% يمثلان أهم العقبات و المخاوف التي تسيطر على الأسواق.
أما في الصين التي تعد الداعم الرئيس للنمو العالمي، فيتوقع أن تواصل في تقليص السياسة النقدية من أجل إحتواء التضخم المرتفع في الآونة الأخيرة وهو الأمر الذي يزيد من المخاوف بشأن تأثير ذلك على وتيرة تعافي الافتصاد العالمي.
انتقالا إلى أوروبا حيث يبدو الأمر جليا وواضحا إذ أن معظم الحكومات ستقوم بمواصلة تطبيق إجراءات التقشف و خفض الانفاق العام وذلك في ظل تقديم الحلول لما تواجهه المنطقة من "أزمة ديون سيادية"، بينما نوهت ألمانيا في العديد من المناسبات أنها لن تقوم بدعم أية دولة في منطقة اليورو كي تقلص من العجز لديها.
على الجانب الآخر فإن مؤسسات التصنيف الإئتماني قد اظهرت استعدادها منذ ديسمبر/كانون الأول نحو القيام بالمزيد من تخفيضات التصنيف الإئتماني للدول المثقلة بالديون في المنطقة. ويتوقع أن تقوم بذلك خلال الشهر الجاري.
أخيرا و ليس آخراً ففي بريطانيا اعلنت الحكومة الإئتلافية عن أكبر خطة لخفض الانفاق العام منذ الحرب العالمية الثانية و تتضمن رفع لضريبة المبيعات لتصل إلى 20% بداية من الشهر الجاري من 17.5%، بينما قد يضطر البنك المركزي البريطاني إلى رفع سعر الفائدة بجانب الابقاء على برنامج شراء الأصول كما هو دون تغير وذلك بهدف تقليل الضغوط التضخمية المتزايدة حيث بقي معدل التضخم مرتفعا فوق مستوى 3% منذ فبراير/شباط من العام السابق، لذا يتوقع أن يستمر الإضطراب في البلاد.
بالعودة إلى ظاهرة "تأثير شهر يناير".. حيث وقع إختيارنا على مؤشر الداوجونز لسوق الأسهم الأمريكية و الذي يعكس مدى تأثره بهذه الظاهرة:
فمن الناحية الفنية، فإن الرسم البياني يوضح أن هناك شمعة إيجابية و التي تكونت في شهر ديسمبر/كانون أول 2010 قد استطاعت أن تبتلع التأثير السلبي لنمط شمعة "الشهاب الساقط (shooting star)" و التي تكونت في نوفمبر/تشرين ثان، ولكن المؤشر في طريقه الآن لمواجهة مستويات مقاومة غاية في الحساسية عند 11650.00 نقطة كما يظهر جليا على الرسم البياني.
والرسم البياني الشهري للمؤشر يوضح أنه قد انهار في الشهر الأول (يناير/كانون ثان) من عام 2008 و أعاد التاريخ نفسه في عام 2009 و أيضا في عام 2010، حيث انهار مرة أخرى بشكل كبير في هذا الشهر من عامي 2009 و 2010. وفي الوقت نفسه نرى تزايد الاحتمالية الكلاسيكية لتكون نموذج الوتد الصاعد (نعلم أنه نموذج يصلح أن يكون استمراري أو انعكاسي ولكنه في هذه الحالة فهو نموذج إستمراري للهبوط الذي بدأ عند14265.00). بينما مؤشر ستوكاستيك يبدي محاولة لإجراء تقاطع سلبي. التساؤل ألآن يدور حول ما إذا كان المؤشر سوف يواصل مسلسل الهبوط في الشهر الأول 2011 مثلما حدث من قبل خلال الثلاث أعوام الماضية، أما أنه سيتمرد على ظاهرة "تأثير شهر يناير"؟
التوقيع
جميع مشاركاتي لا تمس الواقع بصلة ... واي تشابه بينها وبين الواقع فهي أغرب من الخيال
ممكن نشوف هبوط
لكني لا اعتقد ان الهبوط سيكون قوي كما كانت المرات السابقة...
بدأنا نشهد اخر شهرين ان حركة الماركت تأخذ طابع الضعف بالحركة...
لا اعلم الى متى سيستمر حكة الضعف هذه...
لكني اُؤيد فكرة الهبوط لحتى هذه اللحظة,,,
لكنها قد تتغير مع اختراق مستويات جديدة
ممكن نشوف هبوط
لكني لا اعتقد ان الهبوط سيكون قوي كما كانت المرات السابقة...
بدأنا نشهد اخر شهرين ان حركة الماركت تأخذ طابع الضعف بالحركة...
لا اعلم الى متى سيستمر حكة الضعف هذه...
لكني اُؤيد فكرة الهبوط لحتى هذه اللحظة,,,
لكنها قد تتغير مع اختراق مستويات جديدة
ودي و تقديري...
وأنا أيضاً يا وردة بورصات
التوقيع
جميع مشاركاتي لا تمس الواقع بصلة ... واي تشابه بينها وبين الواقع فهي أغرب من الخيال