• 10:50 مساءاً




تفسير القرآن الكريم بطريقة مبسطة وسهلة

إضافة رد
Like Tree2Likes

أدوات الموضوع
الصورة الرمزية ثمرة الجنه
عضو فـعّـال
الصورة الرمزية ثمرة الجنه
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: مــصــر
العمر: 32
المشاركات: 1,495
معدل تقييم المستوى: 16
ثمرة الجنه is on a distinguished road
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم بطريقة مبسطة وسهلة
201#
20 - 02 - 2011, 09:32 PM
{ [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] } * { [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] } * { [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] }


{ وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً }
[الفجر: 22] أي: وجاء الملائكة صفوفاً صفوفاً.

وقوله إخباراً عنهم: { يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ } ، أي: المتشابه، { كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا } أي: الجميع من المحكم والمتشابه حق وصدق، وكل واحد منهما يصدق الآخر ويشهد له؛ لأن الجميع من عند الله، وليس شيء من عند الله بمختلف ولا متضاد، كقوله:
{ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءَانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلَـٰفاً كَثِيراً }
[النساء: 82]، ولهذا قال تعالى: { وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَـٰبِ } أي: إنما يفهم ويعقل ويتدبر المعاني على وجهها أولو العقول السليمة والفهوم المستقيمة. وقد قال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن عوف الحمصي، حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا فياض الرقي، حدثنا عبد الله بن يزيد، وكان قد أدرك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنساً وأبا أمامة وأبا الدرداء رضي الله عنهم، قال: حدثنا أبو الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الراسخين في العلم، فقال: " من برت يمينه، وصدق لسانه، واستقام قلبه، ومن أعفّ بطنه وفرجه، فذلك من الراسخين في العلم " ، وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر عن الزهري، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده، قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوماً يتدارؤون، فقال: " إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وإنما أنزل كتاب الله يصدق بعضه بعضاً، فلا تكذبوا بعضه ببعض، فما علمتم منه فقولوا، وما جهلتم فكلوه إلى عالمه " وتقدم رواية ابن مردويه لهذا الحديث من طريق هشام بن عمار، عن ابن أبي حازم، عن أبيه، عن عمرو بن شعيب به، وقد قال الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي في مسنده: حدثنا زهير بن حرب، حدثنا أنس بن عياض، عن أبي حازم، عن أبي سلمة، قال: لا أعلمه إلا عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " نزل القرآن على سبعة أحرف، والمراء في القرآن كفر ــــ قالها ثلاثاً ــــ ما عرفتم منه فاعملوا به، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه جل جلاله " وهذا إسناد صحيح، ولكن فيه علة بسبب قول الراويلا أعلمه إلا عن أبي هريرة)، وقال ابن المنذر في تفسيره: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني نافع بن يزيد، قال: يقال: الراسخون في العلم المتواضعون لله، المتذللون لله في مرضاته، لا يتعاظمون على من فوقهم، ولا يحقرون من دونهم.

التوقيع





ثمرة الجنه غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس

الصورة الرمزية ثمرة الجنه
عضو فـعّـال
الصورة الرمزية ثمرة الجنه
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: مــصــر
العمر: 32
المشاركات: 1,495
معدل تقييم المستوى: 16
ثمرة الجنه is on a distinguished road
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم بطريقة مبسطة وسهلة
202#
20 - 02 - 2011, 09:46 PM
{ [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] } * { [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] } * { [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] }

ثم قال تعالى عنهم مخبراً أنهم دعوا ربهم قائلين: { رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا } ، أي: لا تملها عن الهدى بعد إذ أقمتها عليه، ولا تجعلنا كالذين في قلوبهم زيغ، الذين يتبعون ما تشابه من القرآن، ولكن ثبتنا على صراطك المستقيم، ودينك القويم، { وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ } أي: من عندك { رَحْمَةً } تثبت بها قلوبنا، وتجمع بها شملنا، وتزيدنا بها إيماناً وإيقاناً، { إِنَّكَ أَنتَ ٱلْوَهَّابُ }.

قال ابن أبي حاتم: حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي، وقال ابن جرير: حدثنا أبو كريب، قالا جميعاً: حدثنا وكيع عن عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " ثم قرأ: { ، ورواه ابن مردويه من طريق محمد بن بكار، عن عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة، وهي أسماء بنت يزيد بن السكن، سمعها تحدث: أن رسول الله، كان يكثر من دعائه: اللهم مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك قالت: قلت: يا رسول الله وإن القلب ليتقلب؟ قال: نعم، ماخلق الله من بني آدم من بشر إلا قلبه بين أصبعين من أصابع الله عز وجل، فإن شاء أقامه، وإن شاء أزاغه فنسأل الله ربنا أن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، ونسأله أن يهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب. وهكذا رواه ابن جرير من حديث أسد بن موسى، عن عبد الحميد بن بهرام به مثله، ورواه أيضاً عن المثنى عن الحجاج بن منهال عن عبد الحميد بن بهرام به مثله، وزاد: قلت: يا رسول الله ألا تعلمني دعوة أدعو بها لنفسي؟ قال: بلى، قولي: اللهم رب النبي محمد اغفر لي ذنبي، وأذهب غيظ قلبي، وأجرني من مضلات الفتن، ثم قال ابن مردويه: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن هارون بن بكار الدمشقي، حدثنا العباس بن الوليد الخلال، أخبرنا يزيد بن يحيى بن عبيد الله، أخبرنا سعيد بن بشير عن قتادة، عن حسان الأعرج، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله كثيراً ما يدعو: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قلت: يا رسول الله ما أكثر ما تدعو بهذا الدعاء فقال: ليس من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن، إذا شاء أن يقيمه أقامه، وإذا شاء أن يزيغه أزاغه، أما تسمعين قوله: { رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ ٱلْوَهَّابُ } »؟ غريب من هذا الوجه، ولكن أصله ثابت في الصحيحين وغيرهما من طرق كثيرة بدون زيادة ذكر هذه الآية الكريمة، وقد رواه أبو داود والنسائي وابن مردويه من حديث أبي عبد الرحمن المقري، زاد النسائي وابن حبان وعبد الله بن وهب كلاهما عن سعيد بن أبي أيوب: حدثني عبد الله بن الوليد التجيبي عن سعيد بن المسيب، عن عائشة رضي الله عنها.

التوقيع





ثمرة الجنه غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
الصورة الرمزية ثمرة الجنه
عضو فـعّـال
الصورة الرمزية ثمرة الجنه
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: مــصــر
العمر: 32
المشاركات: 1,495
معدل تقييم المستوى: 16
ثمرة الجنه is on a distinguished road
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم بطريقة مبسطة وسهلة
203#
20 - 02 - 2011, 09:47 PM
{ [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] } * { [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] } * { [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] }

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استقيظ من الليل قال: " لا إله إلا أنت، سبحانك، اللهم إني أستغفرك لذنبي، وأسألك رحمة، اللهم زدني علماً، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب " لفظ ابن مردويه. وقال عبد الرزاق: عن مالك، عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك، عن عبادة بن نسي: أنه أخبره أنه سمع قيس بن الحارث يقول: أخبرني أبو عبد الله الصنابحي أنه صلى وراء أبي بكر الصديق رضي الله عنه المغرب، فقرأ أبو بكر في الركعتين الأوليين بأم القرآن وسورتين من قصار المفصل، وقرأ في الركعة الثالثة، قال: فدنوت منه حتى إن ثيابي لتكاد تمس ثيابه، فسمعته يقرأ بأم القرآن وهذه الآية: { رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا } الآية. قال أبو عبيد: وأخبرني عبادة بن نسي أنه كان عند عمر بن عبد العزيز في خلافته، فقال عمر لقيس: كيف أخبرتني عن أبي عبد الله؟ قال عمر: فما تركناها منذ سمعناها منه، وإن كنت قبل ذلك لعلى غير ذلك، فقال له رجل: على أي شيء كان أمير المؤمنين قبل ذلك، قال: كنت أقرأ:
{ قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ }
[الإخلاص: 1]، وقد روى هذا الأثر الوليد بن مسلم عن مالك والأوزاعي، كلاهما عن أبي عبيد، به، وروى هذا الأثر الوليد أيضاً عن ابن جابر، عن يحيى بن يحيى الغساني، عن محمود بن لبيد، عن الصنابحي، أنه صلى خلف أبي بكر المغرب، فقرأ في الأوليين بفاتحة الكتاب وسورة قصيرة يجهر بالقراءة، فلما قام إلى الثالثة، ابتدأ القراءة، فدنوت منه حتى إن ثيابي لتمس ثيابه، فقرأ هذه الآية: { رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا } الآية.

وقوله: { رَبَّنَآ إِنَّكَ جَامِعُ ٱلنَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ } أي: يقولون في دعائهم: إنك يا ربنا ستجمع بين خلقك يوم معادهم، وتفصل بينهم، وتحكم فيهم فيما اختلفوا فيه، وتجزي كلاً بعمله وما كان عليه في الدنيا من خير وشر.

التوقيع





ثمرة الجنه غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
الصورة الرمزية ثمرة الجنه
عضو فـعّـال
الصورة الرمزية ثمرة الجنه
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: مــصــر
العمر: 32
المشاركات: 1,495
معدل تقييم المستوى: 16
ثمرة الجنه is on a distinguished road
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم بطريقة مبسطة وسهلة
204#
20 - 02 - 2011, 10:01 PM
{ [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] } * { [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] } * { [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] }

يخبر تعالى أن في القرآن آيات محكمات، هن أم الكتاب، أي: بينات واضحات الدلالة، لا التباس فيها على أحد، ومنه آيات أخر فيها اشتباه في الدلالة على كثير من الناس، أو بعضهم، فمن رد ما اشتبه إلى الواضح منه، وحكم محكمه على متشابهه عنده، فقد اهتدى، ومن عكس، انعكس، ولهذا قال تعالى: { هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَـٰبِ } أي: أصله الذي يرجع إليه عند الاشتباه { وَأُخَرُ مُتَشَـٰبِهَـٰتٌ } أي: تحتمل دلالتها موافقة المحكم، وقد تحتمل شيئاً آخر من حيث اللفظ والتركيب، لا من حيث المراد. وقد اختلفوا في المحكم والمتشابه، فروي عن السلف عبارات كثيرة، فقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: المحكمات: ناسخه، وحلاله وحرامه، وأحكامه وحدوده وفرائضه، وما يؤمر به، ويعمل به. وعن ابن عباس أيضاً أنه قال: المحكمات قوله تعالى: { قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً } والآيات بعدها. وقوله تعالى:
{ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ إِيَّـٰهُ }
[الإسراء: 23] إلى ثلاث آيات بعدها. ورواه ابن أبي حاتم، وحكاه عن سعيد بن جبير، به قال: حدثنا أبي، حدّثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن إسحاق بن سويد أن يحيى بن يعمر، وأبا فاختة، تراجعا في هذه الآية، وهي: { هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَـٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَـٰبِهَـٰتٌ } فقال أبو فاختة: فواتح السور، وقال يحيى بن يعمر: الفرائض، والأمر والنهي، والحلال والحرام. وقال ابن لهيعة عن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير: هنّ أمّ الكتاب، يقول: أصل الكتاب، وإنما سمّاهنّ أمّ الكتاب لأنهنّ مكتوبات في جميع الكتب. وقال مقاتل بن حيان: لأنه ليس من أهل دين إلا يرضى بهنّ. وقيل في المتشابهات: إنهن المنسوخة، والمقدم منه والمؤخر، والأمثال فيه، والأقسام، وما يؤمن به ولا يعمل به، رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس. وقيل: هي الحروف المقطعة في أوائل السور، قاله مقاتل بن حيان، وعن مجاهد: المتشابهات يصدق بعضها بعضاً. وهذا إنما هو في تفسير قوله:
{ ٱلْحَدِيثِ كِتَـٰباً مُّتَشَـٰبِهاً مَّثَانِيَ }
[الزمر: 23] هناك ذكروا أن المتشابه هو الكلام الذي يكون في سياق واحد، والمثاني هو الكلام في شيئين متقابلين؛ كصفة الجنة وصفة النار، وذكر حال الأبرار وحال الفجار، ونحو ذلك. وأما ههنا، فالمتشابه هو الذي يقابل المحكم، وأحسن ما قيل فيه هو الذي قدمنا، وهو الذي نص عليه محمد بن إسحاق بن يسار رحمه الله حيث قال: منه آيات محكمات، فهن حجة الرب، وعصمة العباد، ودفع الخصوم والباطل، ليس لهن تصريف عما وضعن عليه، قال: والمتشابهات في الصدق، ليس لهن تصريف وتحريف وتأويل، ابتلى الله فيهن العباد؛ كما ابتلاهم في الحلال والحرام ألا يصرفن إلى الباطل، ولا يحرفن عن الحق.

التوقيع





ثمرة الجنه غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
الصورة الرمزية ثمرة الجنه
عضو فـعّـال
الصورة الرمزية ثمرة الجنه
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: مــصــر
العمر: 32
المشاركات: 1,495
معدل تقييم المستوى: 16
ثمرة الجنه is on a distinguished road
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم بطريقة مبسطة وسهلة
205#
20 - 02 - 2011, 10:02 PM
{ [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] } * { [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] }

يخبر تعالى عن الكفار بأنهم وقود النار
{ يَوْمَ لاَ يَنفَعُ ٱلظَّـٰلِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ ٱلْلَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوۤءُ ٱلدَّارِ }
[غافر: 52] وليس ما أوتوه في الدنيا من الأموال والأولاد بنافع لهم عند الله، ولا بمنجيهم من عذابه وأليم عقابه، كما قال تعالى:
{ فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَٰلُهُمْ وَلاَ أَوْلَـٰدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَـٰفِرُونَ }
[التوبة: 55] وقال تعالى:
{ لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِى ٱلْبِلَـٰدِ مَتَـٰعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ }
[آل عمران: 196 ـ 197]، وقال ههنا: { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي: بآيات الله، وكذبوا رسله، وخالفوا كتابه، ولم ينتفعوا بوحيه إلى أنبيائه { لَن تُغْنِىَ عَنْهُمْ أَمْوَٰلُهُمْ وَلاَ أَوْلـٰدُهُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيْئًا وَأُولَـٰئِكَ هُمْ وَقُودُ ٱلنَّارِ } أي: حطبها الذي تسجر به، وتوقد به، كقوله:
{ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ }
[الأنبياء: 98] الآية. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا ابن لهيعة، أخبرني ابن الهاد عن هند بنت الحارث، عن أم الفضل أم عبد الله بن عباس، قالت: بينما نحن بمكة، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل، فنادى: " هل بلغت اللهم هل بلغت " ثلاثاً، فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: نعم، ثم أصبح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليظهرن الإسلام حتى يرد الكفر إلى مواطنه، وليخُوضُنَّ البحارَ بالإسلام، وليأتين على الناس زمان يتعلمون القرآن ويقرؤونه، ثم يقولون: قد قرأنا وعلمنا، فمن هذا الذي هو خير منا، فهل في أولئك من خير؟ " قالوا: يا رسول الله، فمن أولئك؟ قال " أولئك منكم، وأولئك هم وقود النار " وكذا رأيته بهذا اللفظ. وقد رواه ابن مردويه من حديث يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن هند بنت الحارث امرأة عبد الله بن شداد، عن أم الفضل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة بمكة، فقال: " هل بلغت " ؟ يقولها ثلاثاً؛ فقام عمر بن الخطاب، وكان أواهاً، فقال: اللهم نعم، وحرصت، وجهدت، ونصحت، فاصبر؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم " ليظهرن الإيمان حتى يرد الكفر إلى مواطنه، وليخوضن رجال البحار بالإسلام، وليأتين على الناس زمان يقرؤون القرآن، فيقرؤونه ويعلمونه، فيقولون: قد قرأنا، وقد علمنا، فمن هذا الذي هو خير منا؟ فما في أولئك من خير " قالوا: يا رسول الله، فمن أولئك؟ قال: " أولئك منكم، وأولئك هم وقود النار " ثم رواه من طريق موسى بن عبيدة، عن محمد بن إبراهيم، عن بنت الهاد، عن العباس بن عبد المطلب، بنحوه.

التوقيع





ثمرة الجنه غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
الصورة الرمزية ثمرة الجنه
عضو فـعّـال
الصورة الرمزية ثمرة الجنه
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: مــصــر
العمر: 32
المشاركات: 1,495
معدل تقييم المستوى: 16
ثمرة الجنه is on a distinguished road
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم بطريقة مبسطة وسهلة
206#
20 - 02 - 2011, 10:03 PM
{ [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] } * { [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] }

وقوله تعالى: { كَدَأْبِ ءَالِ فِرْعَوْنَ } قال الضحاك عن ابن عباس: كصنيع آل فرعون، وكذا روي عن عكرمة ومجاهد وأبي مالك والضحاك وغير واحد، ومنهم من يقول: كسنة آل فرعون، وكفعل آل فرعون، وكشبه آل فرعون، والألفاظ متقاربة، والدأب بالتسكين والتحريك كنهر ونهر، هو الصنيع والحال والشأن والأمر والعادة، كما يقال: لا يزال هذا دأبي ودأبك، وقال امرؤ القيس:وُقُوفاً بها صَحْبِي عَلَيَّ مَطِيَّهُمْ يقولون لا تَأْسَفْ أَسًى وتَجَمَّلِكَدَأْبِكَ مِنْ أُم الحُوَيْرِثِ قَبْلَها وجارَتِها أُم الرَّبابِ بِمَأْسلِوالمعنى: كعادتك في أم الحويرث حين أهلكت نفسك في حبها، وبكيت دارها ورسمها، والمعنى في الآية: أن الكافرين لا تغني عنهم الأموال ولا الأولاد، بل يهلكون ويعذبون كما جرى لآل فرعون ومن قبلهم من المكذبين للرسل فيما جاؤوا به من آيات الله وحججه، { وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } أي: شديد الأخذ، أليم العذاب، لا يمتنع منه أحد، ولا يفوته شيء، بل هوالفعال لما يريد، الذي قد غلب كل شيء، وذَلَّ له كل شي، لا إله غيره، ولا رب سواه.

التوقيع





ثمرة الجنه غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
الصورة الرمزية ثمرة الجنه
عضو فـعّـال
الصورة الرمزية ثمرة الجنه
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: مــصــر
العمر: 32
المشاركات: 1,495
معدل تقييم المستوى: 16
ثمرة الجنه is on a distinguished road
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم بطريقة مبسطة وسهلة
207#
20 - 02 - 2011, 10:05 PM
{ [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] } * { [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] }

يقول تعالى: قل يا محمد للكافرين: { سَتُغْلَبُونَ } أي: في الدنيا، { وَتُحْشَرُونَ } أي: يوم القيامة { إِلَىٰ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ } وقد ذكر محمد بن إسحاق بن يسار عن عاصم بن عمر بن قتادة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أصاب من أهل بدر ما أصاب، ورجع إلى المدينة، جمع اليهود في سوق بني قينقاع، وقال: " يا معشر يهود أسلموا قبل أن يصيبكم الله بما أصاب قريشاً " فقالوا: يا محمد لا يغرنك من نفسك أن قتلت نفراً من قريش كانوا أغماراً لا يعرفون القتال، إنك والله لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس، وأنك لم تلق مثلنا، فأنزل الله في ذلك قوله: { قُلْ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ } إلى قوله { لَعِبْرَةً لأُِوْلِى ٱلأَبْصَـٰرِ } وقد رواه محمد بن إسحاق أيضاً، عن محمد بن أبي محمد، عن سعيد أو عكرمة، عن ابن عباس، فذكره، ولهذا قال تعالى: { قَدْ كَانَ لَكُمْ ءَايَةٌ } أي: قد كان لكم أيها اليهود القائلون ما قلتم آية، أي: دلالة على أن الله معز دينه، وناصر رسوله، ومظهر كلمته، ومُعْلٍ أمره { فِي فِئَتَيْنِ } أي: طائفتين { ٱلْتَقَتَا } أي: للقتال { فِئَةٌ تُقَـٰتِلُ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ } وهم مشركو قريش يوم بدر. وقوله: { يَرَوْنَهُمْ مِّثْلَيْهِمْ رَأْىَ ٱلْعَيْنِ } قال بعض العلماء فيما حكاه ابن جرير: يرى المشركون يوم بدر المسلمين مثليهم في العدد رأي أعينهم، أي: جعل الله ذلك فيما رأوه سبباً لنصرة الإسلام عليهم، وهذا لا إشكال عليه إلا من جهة واحدة، وهي أن المشركين بعثوا عمر بن سعد يومئذٍ قبل القتال يَحْزِر لهم المسلمين، فأخبرهم بأنهم ثلثمائة، يزيدون قليلاً أو ينقصون قليلاً، وهكذا كان الأمر، كانوا ثلثمائة وبضعة عشر رجلاً، ثم لما وقع القتال، أمدهم الله بألف من خواص الملائكة وساداتهم.

(والقول الثاني) أن المعنى في قوله تعالى: { يَرَوْنَهُمْ مِّثْلَيْهِمْ رَأْىَ ٱلْعَيْنِ } أي: ترى الفئة المسلمة الفئة الكافرة مثليهم، أي: ضعفيهم في العدد، ومع هذا نصرهم الله عليهم، وهذا لا إشكال فيه على ما رواه العوفي عن ابن عباس: أن المؤمنين كانوا يوم بدر ثلثمائة وثلاثة عشر رجلاً، والمشركين كانوا ستمائة وستة وعشرين رجلاً، وكأن هذاالقول مأخوذ من ظاهر هذه الآية، ولكنه خلاف المشهور عند أهل التواريخ والسير وأيام الناس، وخلاف المعروف عند الجمهور من أن المشركين كانوا ما بين تسعمائة إلى ألف، كما رواه محمد بن إسحاق عن يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سأل ذلك العبد الأسود لبني الحجاج عن عدة قريش قال: كثير، قال: " كم ينحرون كل يوم "

التوقيع





ثمرة الجنه غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
الصورة الرمزية ثمرة الجنه
عضو فـعّـال
الصورة الرمزية ثمرة الجنه
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: مــصــر
العمر: 32
المشاركات: 1,495
معدل تقييم المستوى: 16
ثمرة الجنه is on a distinguished road
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم بطريقة مبسطة وسهلة
208#
20 - 02 - 2011, 10:06 PM
{ [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] } * { [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] }

؟ قال: يوماً تسعاً، ويوماً عشراً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " القوم ما بين التسعمائة إلى الألف " وروى أبو إسحاق السبيعي، عن حارثة، عن علي رضي الله عنه، قال: كانوا ألفاً، وكذا قال ابن مسعود. والمشهور أنهم كانوا ما بين التسعمائة إلى الألف، وعلى كل تقدير كانوا ثلاثة أمثال المسلمين، وعلى هذا فيشكل هذا القول، والله أعلم، لكن وجه ابن جرير هذا، وجعله صحيحاً؛ كما تقول: عندي ألف، وأنا محتاج إلى مثليها، وتكون محتاجاً إلى ثلاثة آلاف، كذا قال، وعلى هذا فلا إشكال، لكن بقي سؤال آخر، وهو وارد على القولين، وهو أن يقال: ما الجمع بين هذه الآية وبين قوله تعالى في قصة بدر:
{ وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ ٱلْتَقَيْتُمْ فِىۤ أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِىۤ أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِىَ ٱللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً }
[الأنفال: 44] فالجواب أن هذا كان في حالة، والآخر كان في حالة أخرى، كما قال السدي عن الطيب عن ابن مسعود في قوله تعالى: { قَدْ كَانَ لَكُمْ ءَايَةٌ فِي فِئَتَيْنِ ٱلْتَقَتَا } الآية، قال: هذا يوم بدر، قال عبد الله بن مسعود: وقد نظرنا إلى المشركين، فرأيناهم يضعفون علينا، ثم نظرنا إليهم، فما رأيناهم يزيدون علينا رجلاً واحداً، وذلك قوله تعالى:
{ وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ ٱلْتَقَيْتُمْ فِىۤ أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِىۤ أَعْيُنِهِمْ }
[الأنفال: 44] الآية. وقال أبو إسحاق عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود قال: لقد قللوا في أعيننا حتى قلت لرجل إلى جانبي: تراهم سبعين؟ قال: أراهم مائة، قال: فأسرنا رجلاً منهم، فقلنا، كم كنتم؟ قال: ألفاً، فعندما عاين كل من الفريقين الآخر، رأى المسلمون المشركين مثليهم، أي: أكثر منهم بالضعف؛ ليتوكلوا ويتوجهوا ويطلبوا الإعانة من ربهم عز وجل، ورأى المشركون المؤمنين كذلك؛ ليحصل لهم الرعب والخوف والجزع والهلع، ثم لما حصل التصاف، والتقى الفريقان، قلل الله هؤلاء في أعين هؤلاء، وهؤلاء في أعين هؤلاء، ليقدم كل منهما على الآخر { لِّيَقْضِيَ ٱللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً } أي: ليفرق بين الحق والباطل، فيظهر كلمة الإيمان على الكفر والطغيان، ويعز المؤمنين، ويذل الكافرين، كما قال تعالى: { وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ } وقال ههنا: { وَٱللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَآءُ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لأُِوْلِى ٱلأَبْصَـٰرِ } أي: إن في ذلك لمعتبراً لمن له بصيرة وفهم يهتدي به إلى حكمة الله وأفعاله وقدره الجاري بنصر عباده المؤمنين في هذه الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.

التوقيع





ثمرة الجنه غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
الصورة الرمزية ثمرة الجنه
عضو فـعّـال
الصورة الرمزية ثمرة الجنه
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: مــصــر
العمر: 32
المشاركات: 1,495
معدل تقييم المستوى: 16
ثمرة الجنه is on a distinguished road
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم بطريقة مبسطة وسهلة
209#
20 - 02 - 2011, 10:07 PM
{ [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] } * { [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] }

؟ قال: يوماً تسعاً، ويوماً عشراً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " القوم ما بين التسعمائة إلى الألف " وروى أبو إسحاق السبيعي، عن حارثة، عن علي رضي الله عنه، قال: كانوا ألفاً، وكذا قال ابن مسعود. والمشهور أنهم كانوا ما بين التسعمائة إلى الألف، وعلى كل تقدير كانوا ثلاثة أمثال المسلمين، وعلى هذا فيشكل هذا القول، والله أعلم، لكن وجه ابن جرير هذا، وجعله صحيحاً؛ كما تقول: عندي ألف، وأنا محتاج إلى مثليها، وتكون محتاجاً إلى ثلاثة آلاف، كذا قال، وعلى هذا فلا إشكال، لكن بقي سؤال آخر، وهو وارد على القولين، وهو أن يقال: ما الجمع بين هذه الآية وبين قوله تعالى في قصة بدر:
{ وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ ٱلْتَقَيْتُمْ فِىۤ أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِىۤ أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِىَ ٱللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً }
[الأنفال: 44] فالجواب أن هذا كان في حالة، والآخر كان في حالة أخرى، كما قال السدي عن الطيب عن ابن مسعود في قوله تعالى: { قَدْ كَانَ لَكُمْ ءَايَةٌ فِي فِئَتَيْنِ ٱلْتَقَتَا } الآية، قال: هذا يوم بدر، قال عبد الله بن مسعود: وقد نظرنا إلى المشركين، فرأيناهم يضعفون علينا، ثم نظرنا إليهم، فما رأيناهم يزيدون علينا رجلاً واحداً، وذلك قوله تعالى:
{ وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ ٱلْتَقَيْتُمْ فِىۤ أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِىۤ أَعْيُنِهِمْ }
[الأنفال: 44] الآية. وقال أبو إسحاق عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود قال: لقد قللوا في أعيننا حتى قلت لرجل إلى جانبي: تراهم سبعين؟ قال: أراهم مائة، قال: فأسرنا رجلاً منهم، فقلنا، كم كنتم؟ قال: ألفاً، فعندما عاين كل من الفريقين الآخر، رأى المسلمون المشركين مثليهم، أي: أكثر منهم بالضعف؛ ليتوكلوا ويتوجهوا ويطلبوا الإعانة من ربهم عز وجل، ورأى المشركون المؤمنين كذلك؛ ليحصل لهم الرعب والخوف والجزع والهلع، ثم لما حصل التصاف، والتقى الفريقان، قلل الله هؤلاء في أعين هؤلاء، وهؤلاء في أعين هؤلاء، ليقدم كل منهما على الآخر { لِّيَقْضِيَ ٱللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً } أي: ليفرق بين الحق والباطل، فيظهر كلمة الإيمان على الكفر والطغيان، ويعز المؤمنين، ويذل الكافرين، كما قال تعالى: { وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ } وقال ههنا: { وَٱللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَآءُ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لأُِوْلِى ٱلأَبْصَـٰرِ } أي: إن في ذلك لمعتبراً لمن له بصيرة وفهم يهتدي به إلى حكمة الله وأفعاله وقدره الجاري بنصر عباده المؤمنين في هذه الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.

التوقيع





ثمرة الجنه غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
الصورة الرمزية ثمرة الجنه
عضو فـعّـال
الصورة الرمزية ثمرة الجنه
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: مــصــر
العمر: 32
المشاركات: 1,495
معدل تقييم المستوى: 16
ثمرة الجنه is on a distinguished road
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم بطريقة مبسطة وسهلة
210#
20 - 02 - 2011, 10:08 PM
{ [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] } * { [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] }

يخبر تعالى عما زين للناس في هذه الحياة الدنيا من أنواع الملاذ من النساء والبنين، فبدأ بالنساء؛ لأن الفتنة بهن أشد، كما ثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " فأما إذا كان القصد بهن الإعفاف وكثرة الأولاد، فهذا مطلوب مرغوب فيه، مندوب إليه، كما وردت الأحاديث بالترغيب في التزويج والاستكثار منه، وإن خير هذه الأمة من كان أكثرها نساء، وقوله صلى الله عليه وسلم " الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة، إن نظر إليها سرته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله " وقوله في الحديث الآخر: " حبب إليّ النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة " وقالت عائشة رضي الله عنها: لم يكن شيء أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء، إلا الخيل، وفي رواية: من الخيل إلا النساء. وحب البنين تارة يكون للتفاخر والزينة، فهو داخل في هذا، وتارة يكون لتكثير النسل وتكثير أمة محمد صلى الله عليه وسلم ممن يعبد الله وحده لا شريك له، فهذا محمود ممدوح؛ كما ثبت في الحديث: " تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة " ، وحب المال كذلك، تارة يكون للفخر والخيلاء والتكبر على الضعفاء والتجبر على الفقراء، فهذا مذموم، وتارة يكون للنفقة في القربات، وصلة الأرحام والقرابات، ووجوه البر والطاعات، فهذا ممدوح محمود شرعاً. وقد اختلف المفسرون في مقدار القنطار على أقوال، وحاصلها أنه المال الجزيل؛ كما قاله الضحاك وغيره، وقيل: ألف دينار، وقيل: ألف ومائتا دينار، وقيل: اثنا عشر ألفاً، وقيل: أربعون ألفاً، وقيل: ستون ألفاً، وقيل: سبعون ألفاً، وقيل: ثمانون ألفاً، وقيل غير ذلك، وقد قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الصمد، حدثنا حماد، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " القنطار اثنا عشر ألف أوقية، كل أوقية خير مما بين السماء والأرض " ، وقد رواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن حماد بن سلمة، به. وقد رواه ابن جرير عن بندار، عن ابن مهدي، عن حماد بن زيد، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة موقوفاً، كرواية وكيع في تفسيره حيث قال: حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن ذكوان أبي صالح عن أبي هريرة قال: " القنطار اثنا عشر ألف أوقية، الأوقية خير مما بين السماء والأرض "

التوقيع





ثمرة الجنه غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس


إضافة رد



جديد مواضيع القسم الاسلامي


10:50 PM