الدولار الأميركي: يستحوذ كلّ من محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي وقرار فائدة البنك المركزي الأوروبي على الأضواء خلال أسبوع محوري
أنهى الدولار الأميركي الأسبوع على انخفاض مقابل نظرائه كافة بإستثناء الين الياباني، ويعزى ذلك الى المكاسب الهائلة التي حققها مؤشر الداو جونز الصناعي الأميركي، هذا فضلاً عن تزايد المخاطر في الأسواق المالية الأوسع نطاقًا.
الآفاق الأساسية للدولار الأميركي: محايدة * سجّلت الوظائف المتوافرة خارج القطاع الزراعي الأميركي قراءة قوية، وارتفع الدولار الأميركي * تتضمّن أبرز الأحداث الاقتصادية المحفوفة بالمخاطر محضر اجتماع بنك الاحتياطي الفدرالي وقرار فائدة البنك المركزي الأوروبي * من المرجّح أن يتجاهل الدولار الأميركي تحرّكات مؤشر S&P 500 ليستند الى العلاقات القياسية
أنهى الدولار الأميركي الأسبوع على انخفاض مقابل نظرائه كافة بإستثناء الين الياباني، ويعزى ذلك الى المكاسب الهائلة التي حققها مؤشر الداو جونز الصناعي الأميركي، هذا فضلاً عن تزايد المخاطر في الأسواق المالية الأوسع نطاقًا. علاوة على ذلك، بلغ مؤشر تجارات الفوركس المبنيّة على فروقات الفوائد في مجموعة الدول العشر مستوى قياسيًا بعد تسجيله تسارعًا صعوديًا على طول إحدى عشر يوم تداول على التوالي- ما يكفي لتحقيق عائدات تصل الى 8.75% واكتساب معدّل النمو السنوي حوالى 800%. على الرغم من ذلك، أظهر الأخضر دلائل انتعاش وسط النبرة المتفائلة التي اعتمدها أعضاء مجلس الاحتياطي الفدرالي والتقرير الإيجابي للوظائف المتوافرة خارج القطاع الزراعي. من المرجّح أن يوفر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي الأخير المزيد من التفاصيل حول مستقبل السياسة، وسيكون من الضروري رصد ما إذا كانت العملة الأميركية ستظهر بوادر انتعاش لتبدأ أسبوع التداول الأوّل في شهر أبريل.
خاب أمل التّجار الذين يعوّلون على ارتفاع الدولار الأميركي بما أنّ هذا الأخير لم يختبر تسارعًا صعوديًا عقب صدور تقرير الوظائف المتوافرة خارج القطاع الزراعي، وفي الواقع قد يكون من الضروري صدور بيانات اقتصادية أكثر من قوية بغية انتشال العملة المتدهورة من القيع الرئيسية. يتمتّع الأخضر بثالث أدنى معدّل فائدة ما بين الدول الأعضاء في مجموعة العشر- ما يجعل منه عملة تمويلية في تجارات الفوركس المبنيّة على فروقات الفوائد. وبالتالي إنّه من غير المفاجىء الإشارة الى بلوغ ارتباطات الدولار الأميركي بمؤشر S&P500 وغيره من مقاييس المخاطر أعلى مستويات لها تاريخيًا. بناء عليه، لن تعتمد آفاق الدولار الأميركي على النتائج التي سترشح عن الأحداث الاقتصادية الرئيسية المحفوفة بالمخاطر فحسب، بل ينبغي رصد ردود فعل الأسواق المالية الأوسع نطاقًا أزاء التطوّرات.
يشير زخم التعليقات التي أدلى بها مسؤولو بنك الاحتياطي الفدرالي الأميركي بأنّ الأسواق بدأت تقلّص من أهمّية التحوّل الذي يدخله مجلس الاحتياطي الفدرالي على موقفه، بيد أنّ محضر الإجتماع الذي انعقد في الخامس عشر من مارس قد يولّد مع ذلك موجة من التذبذبات على خلفية انقشاع تفاصيل أكثر متعلّقة بالإتّجاه. في هذا الصدد، أظهر البيان الذي تلى قرار الفائدة مخاوف مسؤولي مجلس الإحتياطي الفدرالي حيال التضخّم وسلّط الضوء على "اتّباع الإنتعاش الاقتصادي مسارًا متينًا". لا تزال الأسئلة الرئيسية قائمة، غير أنّ توقعات فائدة بنك الاحتياطي الفدرالي خلال الأشهر الإثني عشر المقبلة تبلغ أعلى مستوى لها منذ شهر يونيو من العام 2010. ستترقّب الأسواق لمعرفة ما إذا كان الإجتماع قد تركّز على النهاية المقرّرة لتدابير التيسير الكمّي في يونيو. ومن المحتمل أن تؤدّي أي أنباء سلبية الى إغراق الدولار الأميركي أكثر مقابل اليورو الذي يحلّق عاليًا وغيره من العملات المرتبطة بالتجارات المبنيّة على فروقات الفوائد.
سيرصد التّجار بيانات مؤشر ISM الخدمي الأميركي، الى جانب قرار فائدة البنك المركزي الأوروبي. كما يتداول مؤشر التذبذبات S&P 500 بمحاذاة أدنى مستويات بلغها قبل بدء الأزمة المالية في العام 2007. وبدون أدنى شكّ، ستختبر العملة الأميركية التي تعتبر ملاذًا آمنًا أداءًا سيّئًا خلال الفترات التي تسودها التسارعات الصعودية المحفوفة بالمخاطر.
تظهر نقاط تحديد المواقع الفنّية أنّ المستثمرين غير التجاريين يواصلون دخول مواقع بيع الدولار الأميركي مقابل اليورو منذ تسارع الزوج صعودًا بإتّجاه مستوى 1.60 في العام 2007- دلالة على أنّ الزوج في صدد بلوغ الحدود القصوى للإتّجاه. كما يرجّح زخم الأجل القريب توسيع الدولار الأميركي دائرة تراجعه. هذا وتظهر ميول الفوركس الموسمية بأنّ العملات عادة ما تتربّع على الذروة أو تبلغ القاع في أوّل وآخر يوم تداول من الشهر. يشير ذلك الى أنّه من الضروري مراقبة تحرّكات أسعار زوج اليورو/دولار على وجه الخصوص خلال أوّل أسبوع تداول من شهر أبريل.
يبدو زوج اليورو/دولار في صدد التواجد عند مفصل حرج، وسيكون من الضروري معرفة ما إذا كان محضر اجتماع بنك الاحتياطي الفدرالي والبنك المركزي الأوروبي سيولّدان المزيد من التسارعات الصعودية أو يؤدّيان الى نشوء تحوّل في أسبوع التداول الأوّل من الشهر الذي غالبًا ما يعتبر محوريًا.
Daily FX