افتتاح الأسواق الأميركية: اليورو يواصل البحث عن دعم وتسارع الدولار الأميركي يستجمع الزخم

افتتاح الأسواق الأميركية: اليورو يواصل البحث عن دعم وتسارع الدولار الأميركي يستجمع الزخم
نجح اليورو في تعويض التراجع الذي سجّله ليلة أمس وصولاً الى 1.3969، بيد أنّ ارتداده هذا قد يكون وجيزًا إذ لا يزال الغموض المحيط بالمنطقة يلقي بثقله على ثقة الأسواق. أبرز العناوين
* اليورو: يستهدف فيب 61.8% لتلقي الدعم
* الجنيه الاسترليني: يختبر نطاق الأجل القريب
* الدولار الاميركي: من المرجّح أن يستفيد من نفور المخاطر
نجح اليورو في تعويض التراجع الذي سجّله ليلة أمس وصولاً الى 1.3969، بيد أنّ ارتداده هذا قد يكون وجيزًا إذ لا يزال الغموض المحيط بالمنطقة يلقي بثقله على ثقة الأسواق. وبما أنّ زوج اليورو/دولار فشل في تلقي الدعم عند 1.4000، من المرجّح أن يستهدف انخفاض الأجل القريب مستوى تصحيح فيبوناتشي 61.8% لهبوط الأسعار اعتبارًا من ذروة العام 2009 الى قاع العام 2010 على مقربة من منطقة 1.3900-1.3800، ولا يزال الزوج يواجه خطر اختبار رياح معاكسة إضافية، إذ يناضل الساسة الأوروبيون لإعادة إحلال ثقة المستثمرين. في غضون ذلك، شجّع الإتّحاد الأوروبي اليونان على وضع برنامج خصخصة بهدف تفادي إعادة هيكلة ديونها، وأفاد بأنّ الحكومة بذلت "جهودًا كثيفة" بغية إعادة موازنة ماليتها العامّة من أجل التقليل من المخاطر التي تواجهها المنطقة.
وفي الوقت عينه، أفاد عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي إيوالد نووتني بأنّه سيواصل اعتبار السندات الحكومية اليونانية كضمانات، بعد أن عمدت وكالة فيتش الى تخفيض تصنيف المنطقة الى B+، بيد أنّه يبدو جليًا عدم اقتناع المشاركين في الأسواق بأنّ النهج الذي اعتنقه الإتّحاد الأوروبي سيكون كافيًا لمعالجة أزمة الديون السيادية، إذ تواجه دول محيط أوروبا تكاليف اقتراض قياسية. وبدوره، من المرجّح أن لا يبقى أمام مجلس الإدارة سوى خيار تأخير موعد استئناف استراتيجية الخروج الى أجل غير مسمّى، وقد يستمرّ الرئيس جان كلود تريشيه في التقليل من حدّة نبرته المتفائلة أزاء السياسة النقدية، إذ لا يزال الغموض يخيّم على الآفاق الاقتصادية. ونتيجة لذلك، قد يواصل زوج اليورو/دولار تراجعه خلال الأجل القريب، ويرزح تحت وطأة ضغوطات بيع إضافية في النصف الثاني من العام، إثر تعثّر توقعات معدّلات الفائدة.
بقيت تحرّكات الجنيه الاسترليني منحسرة ضمن النطاق الذي نشأ في الأسبوع الفائت، إذ اختبرت معدلات الصرف ارتدادًا اعتبارًا من القاع 1.6111، بيد أن الاسترليني قد يناضل للحفاظ على مستوياته الراهنة خلال تجارات أميركا الشماليّة، على خلفيّة تقليص المستثمرين شهيّتهم للمخاطر. مع ذلك، تبنّى كبير الخبراء الاقتصاديّين في بنك انجلترا سبنسر دايل نبرة متفائلة في المقابلة التي أجراها مع الفايناننشال تايمز، وقال إنّه يشعر بالقلق أكثر أزاء تنامي مخاطر التضخّم عوضًا عن تباطؤ عمليّة الانتعاش في بريطانيا. وإذ لا يزال المستثمرون يتطلّعون الى قيام بنك انجلترا برفع معدلات فائدته خلال الأشهر الإثني عشر المقبلة، من المحتمل أن توفر توقعات الفوائد الدعم للجنيه الاسترليني، بيد أن زوج الاسترليني/دولار قد يعاود تراجعه بإتجاه مستوى 1.6000، بما أن مناخ نفور المخاطر ما انفكّ يلقي بثقله على معدلات الصرف.
شهد الدولار الأميركي تسارعًا صعوديًّا خلال التجارات المسائيّة، ومن المحتمل أن يواصل الأخضر ارتفاعه خلال دورة أميركا الشماليّة، في ظلّ تقليص تجّار العملات شهيّتهم لتحقيق المكاسب. وإذ يفتقر الجدول الاقتصادي للبيانات نسبيًّا يوم الإثنين، من المرجّح أن تحدّد اتجاهات المخاطر مسار تحرّكات أسعار معدّلات الصرف الرئيسيّة، ويقدّر أن يستجمع التسارع الصعودي الذي يختبره الدولار الأميركي خلال الأجل القريب الزخم مع اقتراب شهر يونيو، إذ من المقرّر أن يختتم بنك الاحتياطي الفدرالي الجولة الثانية من برنامج التيسير الكمّي. وإذ يتطلّع مجلس الاحتياطي الفدرالي الى إنهاء دورة التيسير، من المرجّح أن نلحظ نشوء تحوّل كبير في سلوك المجازفة، وقد تضطلع توقعات معدّلات الفائدة بدور أبرز في التأثير على عملة الاحتياطي، في وقت يسعى المصرف المركزي الى وضع خطّة خروج.