تنامي جاذبيّة الدولار الأميركي وتحسّن آفاقه على خلفيّة اختتام الجولة الثانية من برنامج التيسير الكمّي
شهد الدولار الأميركي تسارعًا صعوديًّا حادًّا مع حلول ساعات الإقفال يوم الجمعة، يعزّزه الآفاق البنّاءة التي تتمتّع بها سياسة الاحتياطي الفدرالي الى جانب تدفقات الملاذ الآمن الناجمة عن المخاوف أزاء مشاكل الديون اليونانيّة.
التوقعات الأساسية للدولار الأميركي: إيجابيّة * يوفر ضعف الدولار الأميركي الناجم عن حزمة إنقاذ اليونان فرص شراء سانحة * من المرجّح أن يعزّز تراجع كلّ من مؤشر الداو جونز الصناعي وS&P 500 مكاسب الدولار * يختبر الدولار الأميركي خط الترند السنوي
شهد الدولار الأميركي تسارعًا صعوديًّا حادًّا مع حلول ساعات الإقفال يوم الجمعة، يعزّزه الآفاق البنّاءة التي تتمتّع بها سياسة الاحتياطي الفدرالي الى جانب تدفقات الملاذ الآمن الناجمة عن المخاوف أزاء مشاكل الديون اليونانيّة. هذا وقد اعتنق رئيس الإحتياطي الفدرالي الأميركي بن برنانكي نبرة متفائلة نسبيًّا، إذ أشار الى أن إقرار جولة ثالثة من التيسير الكمّي هو أمر مستبعد؛ نلحظ في الأسبوع المقبل اختتام الجولة الثانية من برنامج شراء الأصول، بيد أن هذا الأمر لا يضمن قوّة الدولار الأميركي وإنما يبدّد أي رياح معاكسة قد تواجهه، ويقدّر أن يتلقّى الأخضر دعمًا أساسيًّا في الأسابيع والأشهر المقبلة.
تعد المفكّرة الاقتصاديّة الأميركيّة الحافلة بالبيانات بإضفاء جوّ من الحماس خلال التجارات المقبلة، وسيكون رصد ردود فعل الدولار الأميركي أزاء البيانات الاقتصاديّة الرئيسيّة أمرًا بالغ الأهميّة. ستولي الأسواق اهتمامًا خاصًّا لأرقام الدخل والإنفاق الشخصي، الى جانب مسح ثقة المستهلكين الصادر عن كونفرانس بورد، ومسح ثقة المستهلكين الصادر عن جامعة ميشيغان، الى جانب بيانات التصنيع ISM. لا يزال يتمّ التركيز على ما إذا كان الاقتصاد الأميركي سيتمكّن من استكمال مسيرة الإنتعاش ويحثّ بنك الاحتياطي الفدرالي في نهاية المطاف على تشديد سياسته. ويقدّر أن يتمتّع الدولار الأميركي بحساسيّة عالية أزاء أي مفاجآت كبرى قد تطرأ على أرقام ثقة المستهلكين، الى جانب مؤشر العمالة المتفرّع من تقرير ISM التصنيعي.
يصعب توقّع ما إذا كان الدولار الأميركي سيتلقّى الدعم عند اختتام الجولة الثانية من برنامج التيسير الكمّي بشكل رسمي، وهو أمر يدخل في عمق معدلات صرف الدولار الحاليّة. مع ذلك، تبدّد نهاية برنامج شراء الأصول العقبات التي تقف في وجه انتعاش الدولار الأميركي؛ لن يقوم بنك الاحتياطي الفدرالي بتوسيع موازنته بعد الآن ويعزّز معروض الدولار الأميركي. كانت الآثار المترتّبة عن برنامج التيسير الكمّي بعيدة المدى، ونعتقد أن النهاية قد يكون لها وقع مماثل على الأسواق الماليّة.
تتمثّل الآثار المحتملة في جعل الدولار الأميركي من جديد عملة الملاذ الآمن الأولى بإمتياز، ما قد يحفّز تسارع الأخضر صعودًا على خلفيّة الإضطرابات الكبيرة التي تعصف في الأسواق الماليّة. وقد لحظنا ارتداد الدولار بشكل حادّ مقابل اليورو نظرًا الى مخاطر عجز اليونان عن الإيفاء بديونها الى جانب عدم الاستقرار المهيمن على منطقة اليورو بشكل عام. مع ذلك، تخلّفت العملة الأميركيّة وراء تلك التقليديّة التي تعدّ بمثابة ملاذ آمن، على غرار الفرنك السويسري والين الياباني. يستبعد أن تكون نهاية الجولة الثانية من التيسير الكمّي علاجًا لجميع علل الدولار، بيد أنها قد تعزّز جاذبيّته مقابل نظيراته ذات العوائد المتدنّية.
إذا صحّت فرضيّتنا، نتطلّع الى تزايد العلاقة التي تربط الدولار الأميركي بأسواق الأسهم وتنامي اتجاه المخاطر في الأسواق الماليّة بشكل عام. تزامنت الخسائر المستمرّة التي مني بها مؤشر الداو جونز الصناعي مع تسارع مؤشر الدولار داو جونز أف. أكس. سي. أم. صعودًا. وإذا ما واصلت الأسهم تراجعها الأخير خلال الأسبوع الأخير للجولة الثانية من برنامج التيسير الكمّي، يقدّر أن يشهد الدولار الأميركي، الذي كان يتّبع سابقًا اتجاهًا هبوطيًّا، انعكاسًا أكبر.
Daily FX