لا يزال الدولار الأميركي قادرًا على توليد اتّجاه قويّ على الرغم من عدم الإعلان عن جولة ثالثة من التيسير الكمّي
تخمينات كثيفة أحاطت بالبيان الإفتتاحي الذي كان من المقرّر أن يدلي به رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي بن برنانكي في قمّة الجاكسون هول؛ بيد أنّ ظنّ الأسواق خاب.
الآفاق الأساسية للدولار الأميركي: إيجابية
- لم يوفر الرئيس برنانكي للأسواق أي تفاصيل حول الدورة الثالثة من التيسير الكمّي
- المخاوف المحيطة ببنك أميركا هي شبيهة بتلك التي طالت منذ ثلاثة أعوام بير ستيرنز وليمان براذرز
- لا تزال تجارات العملات الرئيسية تتداول ضمن نطاقات واسعة، مع التطلّع الى محفز واضح لتحديد اتّجاهات جديدة
تخمينات كثيفة أحاطت بالبيان الإفتتاحي الذي كان من المقرّر أن يدلي به رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي بن برنانكي في قمّة الجاكسون هول؛ بيد أنّ ظنّ الأسواق خاب. لم تكن تلك الخيبة على صعيد الإتّجاه (كانت اتّجاهات المخاطر إيجابية نوعًا ما)، إنّما من ناحية تطوير اتّجاه واضح بالنسبة الى الأسواق والثقة. خلال الأشهر الماضية، غدا الإزدحام نتيجة غالبًا ما تتكرّر عقب تبلور أي حدث رئيسي محفوف بالمخاطر أو صدور بيانات هامّة. يساهم ذلك حتمًا في شراء الوقت للساسة لكي يقوموا بمناورات؛ ولكن من الممكن أن تدفع الحلول القريبة الأجل الأسواق الى الإنهيار- ما ينتقص بشكل كبير من نفوذ المسؤولين (تمامًا كما كان عليه الحال مستهلّ أغسطس). في ما يتعلّق بالدولار الأميركي، مشجّعة هي أخطار التذبذبات وتقلّص التقديرات؛ مع ذلك، من الضروري التريّث الى حين اكتساب هذا السيناريو الزخم.
سيتجسّد قلقنا الأوّل بآفاق اعتماد بنك الاحتياطي الفدرالي الحوافز. تعتبر أي مساعي لتعزيز جهود المصرف المركزي إيجابية ليس بالنسبة الى الولايات المتّحدة فحسب، إنّما للأسواق المالية العالمية أيضًا. تستمرّ الندوة طوال عطلة نهاية الأسبوع، بيد أنّ السيّد برنانكي عبّر عن رأيه في هذا الموضوع. إنّ تلميحه بإقتناء الاحتياطي الفدرالي "سلّة من الأدوات" المتوافرة لمواجهة أي توتّرات اقتصادية/مالية إضافية، والى إمكانية تمديد اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي لشهر سبتمبر الى يومين (كما كان عليه الحال مستهلّ أغسطس) عزّز شبح عقد مناقشات مكثّفة حول مسألة الحوافز. من المستبعد اعتماد توسيع تامّ إلاّ في حال تدهور الأوضاع بشكل ملحوظ خلال الفترة التي سيعقد فيها الإجتماع؛ إلاّ أنّ احتمال إعادة هيكلة الميزانية العمومية لتنطوي على أصول ذات فترة استحقاق أطول أو تحت قيود خاصّة بالسيولة لا يزال قائمًا. بالنسبة الى تجّار الدولار، ينبغي علينا القلق حيال ما إذا كان ذلك سيتجسّد ضمن إطار سيناريو يتراجع فيه الدولار الأميركي أو إنّه لمجرّد محفز للثقة. في الوقت الراهن، الشكوك تحكم قبضتها، لذا من غير المرجّح تبلور أي من السيناريوهين.
بناء عليه، من الممكن أن تتغيّر أمور كثيرة في شهر واحد. من المحتمل أن يكون الساسة في صدد تأمّل إحلال الغموض المخيّم على نهجهم المعتمد السلام في أسواق رؤوس الأموال؛ غير أنّ الأوضاع لا تزال هشّة للغاية. تمثّل التوتّرات السائدة في النظام المالي الأوروبي قلقًا مباشرًا على الأسواق العالمية (وبالتالي الأميركية منها). في الأسبوع المقبل، سيدرس كلّ من الإتّحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي ومسؤولي صندوق النقد الدولي الوضع اليوناني لمعرفة ما إذا كانت البلاد قد بلغت الأهداف المنشودة للحصول على الشريحة السادسة من المساعدة. تشير التوقعات الى عدم تمكنّها من ذلك.
تبدو أوروبا هذه المرّة منغمسة أكثر في صلب القضايا الراهنة المتعلّقة بالإقراض على الصعيد العالمي. لذا ينبغي على الساسة إدراك التداعيات المترتّبة عن ذلك الوضع، ولربّما الحاجة الى بذل جهود أكبر بغية تفادي الأزمات. كبيرة هي فرص بذل مساعي سياسية منسّقة خلال الأجل القريب، ولا سيّما في ظلّ رزوح عدد من القطاعات المصرفية في المنطقة تحت وطأة ضغوطات متنامية، واقتراب بروز اضطرابات محيطة بالسيولة على مستوى لوحظ للمرّة الأخيرة خلال فترة الكساد الكبير.
في ظلّ الغموض الحالك الذي يواجهه الدولار، أين تقع الأحداث المحفوفة بالمخاطر المقرّرة في هذه المعادلة. ثمّة عدد من الإصدارات المرتقبة في الأسبوع المقبل، إلاّ أنّ تقرير الوظائف المتوافرة خارج القطاع الزراعي الأميركي يحتلّ المرتبة الأولى على تلك القائمة. خلال الأجل القريب، تقلّصت درجة "الصدمة" التي قد يولّدها هذا التقرير؛ إلاّ أنّ ذلك يعزّز استخدامه كمؤشر رائد للنمو. بناء عليه، ونظرًا الى تدهور الثقة من المستهلك الى الشركات ومن ثمّ الى المستثمر، من المرجّح أن تؤدّي دلائل إضافية على تباطؤ الاقتصاد الى تجدّد نفور المخاطر من جديد.
لا يزال الدولار الأميركي قادرًا على توليد اتّجاه قويّ على الرغم من عدم الإعلان عن جولة ثال
المواضيع المتشابهه 
