أعلنت نتائج امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة "التوجهي" في فلسطين. وكان هذا الإعلان مظهرا للوحدة الفلسطينية المفقودة بين شمال الوطن وجنوبه. كما كان أيضا دليلا على الجهود الجبارة التي بذلتها وزارة التربية والتعليم بكل كوادرها والطلاب وذويهم عبر عام دراسي كامل وليس خلال فترة الامتحانات وحدها.
وكما هي الحال كل عام تختلف وجهات النظر حول الظروف التي أحاطت بالامتحان ونسبة النجاح بل وحتى جدوى الامتحانات العامة بحد ذاتها وما يبذل أثناءها من جهود وأموال، علما بأن عددا من الدول المتقدمة لا تجري مثل هذه الامتحانات اعتمادا على الامتحانات المدرسية واختبارات القبول الجامعية التي تتصف بأنها امتحانات معيَّرة تربويا ولا مجال فيها للتلقين،
وليس المجال هنا للمقارنة بين وجود التوجيهي أو غيابه، فقد اعتاد شعبنا على الامتحانات العامة وكانت وما تزال مجالا للتنافس بين الطلاب على العلامات العالية والتفوق. ولو أن ارتفاع العلامات بشكل لافت للنظر خلال السنوات الأخيرة يثير تساؤلات خبراء القياس والتقييم التربوي حول مصداقية هكذا امتحانات من الناحية المعيارية.
في كل الأحوال، فإن الشعب الفلسطيني عرف امتحانات المترك أو الـ "جي سي إي" زمن الانتداب البريطاني، وما تزال بعض المدارس الخاصة في فلسطين تعد طلابها لهذا الامتحان إضافة للتوجيهي كما تهيء مدارس أخرى تلاميذها لامتحانات القبول في الجامعات الأميركية بالترافق مع التوجيهي كذلك.
التوجيهي الفلسطيني ظهر مع قيام السلطة الوطنية الفلسطينية في التسعينات ويُذكر للسلطة الفلسطينية أيضا عملها لتطوير منهاج دراسي فلسطيني متميز، مع أنه لا يخلو من نقاط الضعف شأنه في ذلك شأن كل المناهج الدراسية في كل دول العالم.
وبهذه المناسبة، نتقدم بالتهاني للطلاب والطالبات الناجحين وذويهم. متمنين لهم مستقبلا زاهرا في خدمة وطنهم وشعبهم.
جريدة القدس فلسطين نتائج التوجيهي
وأما أبناؤنا الذين لم يحالفهم الحظ، فنقول لهم حظا أوفر في العام القادم، كما أن امتحانا واحدا لا يقرر مستقبل الإنسان وليس نهاية المطاف، فالحياة أمامهم مليئة بالأمل والعمل إن شاء الله.
والسؤال هذه السنة كما كان قبل ذلك في سابق السنين كلما أعلنت نتائج التوجيهي : ما الذي أعددناه لأبنائنا الناجحين، وهل هنك من المعاهد والكليات الجامعية ما يكفي لاستيعابهم؟
وهل تم إعداد خطة مفصلة قابلة للتحديث، وفقا للمستجدات، ومنسقة مع الجامعات والمعاهد ومراكز الإعداد المهني لاحياجات سوق العمل الفلسطينية، يُوجه الطلاب بموجبها نحو الكليات والمعاهد ومراكز الإعداد الوظيفي بحسب استعداداتهم وقدراتهم؟
من الواضح أن التوقعات العائلية والاجتماعية التي تفضل رؤية الإبن أو الإبنة في المهن المتميزة اجتماعيا، كالطب والهندسة والمحاماة وإدارة الأعمال ما تزال تتحكم في توجهات الناجحين في التوجيهي، وليس مقتضيات قانون العرض والطلب الذي يرفع مهنة ويخفض أخرى- بغض النظر عن تقييم العائلة والمجتمع لهذه المهنة أو تلك.
والتجارب الحالية والسابقة تشير إلى أن كثرة المعروض في أي مهنة، وزيادته على الاحتياجات تهدد من يتخرج لممارسة تلك المهنة بأن لا يجد العمل الذي تم اعداده لممارسته، أو تقلل أجر العمل إن وجده.
مرة أخرى نجدد التهنئة للناجحين والناجحات وذويهم، باعثين الأمل في نفوس من لم يحالفهم الحظ الذي له، في كل وقت، دورة أخرى.
http://www.alquds.com/
جريدة القدس فلسطين نتائج التوجيهي
جريدة القدس فلسطين نتائج التوجيهي
المواضيع المتشابهه 
