• 9:08 صباحاً




شيخي وعودتي

إضافة رد
أدوات الموضوع
عضو فـعّـال
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 1,344
معدل تقييم المستوى: 14
lama23 is on a distinguished road
08 - 12 - 2011, 11:10 PM
  #1
lama23 غير متواجد حالياً  
افتراضي شيخي وعودتي


شيخي.. وعودتي..


إذا كنت تدعي أنك مسلم..
لن أسألك سوى سؤالا واحدا..

ما هي أركــانُ الصَّلاة؟

لا تتعجَّلوا بالحكم على الأشياء قبل أن أواصل حديثي.. فالأمر ليس بهذه البساطة..
حديثي هنا له ذبذبة ستكون عند البعض خافتة.. ولكنها ستدوِّي في بعض الآذان بذاتها.. فاعْرضُوها على آذانكم وقلوبكم..
أنا لا أوجه هذا السؤال لأحد بشخصه.. إلا ذلك الذي لا يشعر عند قراءته سوى بالاستخفــــاف..
فأقول له: توقف لحظة.. هل حقا تستطيع الرد.. هل تعرف أركان الصلاة حق المعرفة؟
وإذا قلت نعم سأسألك السؤال الثاني: هل تأتيها جميعها؟


وقبل أن تجيب، أريد منك أن تلتزم بمعرفة شيئين، وأن تتخيل شيئين،

يلزمك أن تعلم:

أولا:
يشترط حضور الإجابة بلا تلعثم ولا تردد، ألست تزعم أنك تقوم بنفس هذه الأشياء التي ستذكرها في اليوم خمسة مرات على أقل تقدير؟
ثانيا: غير مسموح بالخطأ.. أو النقص.. أو محاولة التخمين.. تخيل معي أن إقامة الدين تحتمل الخطأ أو النقص.. طبعا لا يسمح بذلك..

وأنت تجيب تخيل أمرين:

الأول: محمد بن عبد الله.. نبيك يجلس في مواجهتك مبتسما كالبدر في تمامه، ينتظر إجابتك.. من فضلك لا تفسد عليه ابتسامته..
الثاني: تخيل لو كانت هذه فرصتك الأخيرة للحكم على صلاتك من خلال إجابتك يوم التناد.. فلو صلحت إجابتك.. صلح سائر عملك.. وإلا ضاعت فرصتك..

خذ وقتك في التأهل للإجابة..
وأرجوك توقف لحظة..

كما توقفت أنا حين واجهت هذا السؤال منذ سبع سنوات..

كان شيخا أعرفه حق المعرفة..
كان قد جاوز الثمانين..
يشتغل بتعليم القرآن..
وأشهد الله أنني لا أذكر مرة رأيته فيها يمسك بالمصحف..
راودني سؤال عن ذلك مرة وأنا أجلس معه مقتربا في جلستي منه لضعف سمعه وكان أحد طلابه لم يكد يغادرنا حتى ابتدرته بالسؤال:

"جدي.. رأيته يقرأ عليك جزئين من القرآن.. وكنت تصحح له أصغر خطأ فلم يفُتْك شيء..
معذرة يا جدي.. ولكنك في الثمانين وقد ضعفت قوتك وسمعك وكاد بصرك أن يذهب.. من أين لك أن تحتفظ بحضور عقلك وذاكرتك بهذا الشكل دائما..؟ تبارك ربي سبحانه في رعايته لك.."

كان كعادته قد أمال رأسه باتجاهي قليلا ليُحسن استماعي..
يجدر بالذكر هنا أني قد لا حظت دائما أنه لا يضطر إلى أن يُصيخ سمعه وهو يسمع القرآن..، كان يسمعه بسهولة على أي وضع ومن على أي مسافة..
فلا تشعر بضعف سمعه إلا بعد انتهاء حلقة القرآن..
قال لي وكأنه قد سمع خواطري:

"أنا لا أسمع القرأن يا بني.. يمكنك أن تقول أنه يمر عليّ..، فأعرفه كما أعرف نفسي..، وحين يختل الحرف تؤلمني أذني، وأشعر بعدم راحة غير طبيعي لا يزول إلا إذا تم تصحيح الخلل.."

كنت أزور الشيخ ولكني لم أكن من طلابه..
كانت جلساتنا تطول وتقصر بحسب نظام أوقاته.. فكانت دائما تنتهي بوقت صلاة أو نوم..، ولم يكن يجد عند ميعاد نومه - الذي كان بالنسبة لي مبكرًا جدًّا - حرجًا فى أن يستأذن جلساءه بلطف.. وكان نومه بعد العشاء يوميا بنحو نصف الساعة..
أعود من استطرادي.. لتوقفي عند سؤالي الأول..
كان هذا الشيخ صاحب السؤال..
وكنت المسئول..

ولم ألبث أن وقعت في أغلب الأخطاء التي حذرتكم منها..
أحسست عند السؤال بأنه يمازحني نوعا.. وكان هذا من طبعه أحيانا.. وكنت قد قرأت عن الصلاة الكثير..
"حسنا يا جدي مادمت تصر على هذا السؤال السهل..
سأقول لك أنني أعلم أن في الأمر اختلاف مذاهب في عدد أركان الصلاة..
ولا يتطابق فيها مذهبين من الأربعة معا.."

قال:

"أريدك أن تذكرها جميعها على الخلاف في ذلك.. كم عددها وما هي..؟"

فكرت قليلا.. أذكر أنها ستة عشر ركنًا على الخلاف..
قطع الشيخ تفكيري بسؤال ثاني،
قال:

"وبما أنك دخلت في الناحية الفقهية فسأسترسل معك بأسئلة لا تقل أهمية..

ما هي شروط الصلاة..؟

ما الفرق بين الشرط والركن؟

وما الفرق بين الركن والفرض؟

ما هي شروط الصحة وشروط الوجوب؟

وحينما تأتي على ذكر الوضوء في حديثك..
سأسألك عن شروط صحته وأركانه..،
لا أريد منك ذكر سنن ولا مستحبات..
فقط الشروط والأركان.."


رجع بجسده بعدها إالى الوراء قليلا
ثم مد يده فقرّبَ منبِّهًا كان بجواره لوجهه حتى كاد يلصقه بوجهه..
فأسرعت قائلا: "المغرب بعد دقائق قليلة ياجدي.." وأخبرته بالساعة بالظبط
فاستأذن و قام وتركني لحظات لشرودي وذهب ليتوضأ..

فأقبلت على نفسي أسألها وأتمنى أن تكون عندي الإجابة الكافية على كل أسئلته..
والآن أنا أعرض عليكم ما تعرضت له من منحة.. متأملا من الله أن تستفيدوا بهذا الموقف..
فمن كان منكم عنده الجواب على أي سؤال جاهزا حاضرا في ذهنه فليتفضل مشكورا بالمشاركة بما لديه..
بشرط ألا يعود لقراءة مرجع قبلها..

أريد أن أستخرج منكم ما استخرجه مني هذا الشيخ الصالح.. بكلمة لا أنساها منه ما أبقاني ربي حياًّ قال:
"محمد.. إسمعني كويس يابني.. إنت ممكن تبقى دكتور شاطر وتمام زي كتير..
بس هافكرك بآية افتكرها كويس.. ربنا بيقول في سورة الروم:

"يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ"
ومن التفسير الجميل لها في كتب التفسير: "أنه يأتي زمان تذهب فيه إلى الصائع لتبيعه قطعة الذهب، فيضعها على ظفره فيقول لك إن وزنها كذا وكذا فتزنها فتجدها كما قال من براعته وخبرته في عمله..، ثم هو لا يدري كيف يصلي.." إفتكر الكلام ده كويس يا محمد..
إنت لازم تكون شاطر في صلاتك زي ما انت شاطر في شغلك.."


كلمات من ذهب..

اتذكرها وأظل أذكر نفسي بها..
وأطلب شخصيا من كل من يقرأ هذا الموضوع أن يتوقف لحظة عند كل سؤال..
ويطرح إجابته الحاضرة لديه..
فهو بذلك لا يخلو من شيئين أدناهما خير..:

إما ثواب يصيبه بنشر معلومة لابد وأنها سوف تمر على من لا يعرفها..
وإما تذكرة لنفسه ولغيره وقدح لفكره فيما يخص عماد دينه.. والعهد الذي بينه وبين ربه..

الصلاة جوهر الدين.. ولا يجزي ربنا على شيء من العبادات مثلما يجزي عليها،
حينما تفتتح مدرسة لتجويد القرآن، نجد الوافدين إليهل بالمئات بل والألوف أحيانا.. يبذلون المال والوقت لتجويد قراءتهم للقرآن..
ولكن شيخي الذي هو من أئمة قراءة القرآن.. كان الأبعد نظرا..
فاهتم في حياته بتجويد كل عباداته..
وعلى رأسها الصلاة..

إخواني وأخواتي لكم أن تتخيلوا ما فعلت كلمات هذا الشيخ بفكري ووجداني..
كلمات بسيطة.. وأسئلة أكثر بساطة.. في أمر من بديهيات وأساسيات الإسلام..
أرجو أن لا تمر على أذن لا تتوقف عندها لتتفقه في معناها..

جَــوِّدُوا صَلاتــــكُم..

كان ذلك من سنوات مضت..
مازلت أزور الشيخ حتى الآن..
ومازال الطلاب يفدون إليه بلا انقطاع..
شيخي ناهز الآن التسعين..
ازداد اقترابه منك حين يريد أن يسمعك..
ولكن حلقة القرآن ظلت متسعة الأركان كما هي..
وظل شيخي يشعر بالقرآن ولا يسمعه..


ليعم الخيـــــــــــــــر..
لا تنسونا بمشاركاتكم
ولا من صالح دعائكم
د/ محمد محمود

التعديل الأخير تم بواسطة خادم القرآن ; 08 - 12 - 2011 الساعة 11:37 PM
رد مع اقتباس

عضو الماسي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 37,798
معدل تقييم المستوى: 52
محمد حمدى ناصف is on a distinguished road
افتراضي رد: شيخي وعودتي
2#
08 - 12 - 2017, 06:53 AM
جزاكم الله خيرا

ودى واحترامى



سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
بعدد خلقه وزنة عرشه ورضا نفسه ومداد كلماته
محمد حمدى ناصف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس


إضافة رد



جديد مواضيع القسم الاسلامي

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل هذا صحيح الجبيري منتدى تداول العملات العام 1 27 - 07 - 2010 10:39 PM
USD/MXN هل هذا صحيح .... ؟!!! Marvey منتدى تداول العملات العام 8 07 - 05 - 2009 05:10 PM


09:08 AM