ما بين الدولار واليورو لعام 2012

انتهينا من عام وبدأنا عاما جديد 2012 ,عام يحاول البعض الترويج بكثير من الآمال والأحلام بان نشاهد ,حلولا جذرية وخروجا حقيقيا من الأزمات المالية العالمية ,وهذا ما لا نراهن عليه بدورنا ,تحت أي ظرف كان .

وسنحاول من خلال حديثنا لهذا اليوم التركيز على المطلوب والمخاطر التي تواجه مختلف الاقتصادالاميركي والاوروبي .

الولايات المتحدة الأميركية التحدي الأكبر الذي تواجه هذا العام ,الضغط من العجز المتزايد بميزانيتيها . والذي يتطلب العمل على خفض الإنفاق
وخفض الدين القومي العام, والعمل على دعم الأساسيات الاقتصادية, للمحافظة على النمو الهش الذي تحقق بالربع الأخير من العام المنصرم, ولأننا
بالعام الانتخابي فقد نميل لمشاهدة ,تحركات محدوده بالمجال الاقتصادي يكون هدفها الأول والأخير ,ترحيل مستحقات عام 2012 الحقيقة إلى العام
الذي يليه.

ندخل عام 2012 بدولار يميل للقوة مدعوم بكونه ملاذا استثماريا امن ,وذات عوائد منخفضة على السندات الأميركية ,وبدون أفق قوية لمشاهدة تخفيف كمي جديد وثالث . ولأننا نتعامل مع اكبر مديونية عانتها دولة بتاريخ البشرية فأننا لن نغفل وصولها قريبا إلى 16394 ترليون دولار هذا العام , ونلخص ما قد يفقد الدولار قوته بنقطتين لا غير .

ارتفاع الفوائد على عوائد سندات الخزينة (وهنا يفقد ميزة الملاذ الاستثماري الأمن )
ثانيا اضطرار الفدرالي الأميركي للجوء لبرنامج تخفيف كمي ثالث , وهنا نترحم على الدولار لهذا العام بلا شك , ونأخذ بالدولار الضعيف .بغض
النظر عما يحصل بباقي دول العالم .

اليورو الأوربي , سوف تبقى الأضواء مسلطة على اليورو كمركز الحدث الأهم , لهذا العام ,باستمرار لما شاهدناه بالنصف الأخير من العام الماضي
ويبقى التركيز على المسافة البعيدة والتي تفصلنا عن مشاهدة حلول حقيقة لازمات دول اليورو المتعاقبة ,وان تجاوزنا ايطاليا والبرتغال ومشاكل الدول التي انشغلنا فيها العام الماضي , فان سقوط فرنسا تحت مقصلة التخفيض ,لقدرتها الائتمانية , وقيام بعض وكالات التصنيف بالتطرق لها قد يكون من الأحداث المنتظرة ,المفزعة هذا العام .



وهنا يجب أن نركز على تحركات البنك المركزي الأوربي , وما قام به ,بعد فشل السياسيين بإيجاد الحلول المناسبة لازمات اليورو المستمرة
فقد قام المركزي الأوربي.بإعادة تخفيض الفائدة بآخر شهور العام الماضي ثم إغراق النظام المالي بالسيولة, وهذا يحمل اسما اقتصاديا واحد وان
كان مموه ((تخفيف كمي )) .


وحاجة الأوربيين, بضوء التدهور المستمر بالاقتصاديات الأوربية, للقيام بخطوة تخفيف كمي مباشرة, قد تكون من ضرورات هذا العام,وكما نعلم
فان أي رهان على قوة عملة معرضة للتخفيف الكمي يكون رهان خاسر بلا شك.

ومن الناحية الأخرى , نترقب هذا العام وبرهان منخفض ,التزام دول اليورو بما تم الاتفاق عليه بين ميركل وساركوزي ثم تم إقراره ببروكسل,
فقد يخفف هذا الالتزام من التدهور المستمر لأوضاع اليورو .

ملاحظه أخيرة بالتصريحات المختلفة التي صدرت من الأوربيين , كان التركيز على جملة استقرار اليورو والعمل على ذلك , واستقرار اليورو
لا يعني بالضرورة قوة اليورو , فقد يكون الاستقرار بين مستويات قرب 1.3600 -1.1800 , وليس كما فسرها المتفائلين البقاء ضمن مستويات العام الماضي 1.4950-1.2850.

ولنخرج بالنهاية من الاقتصاد , والأسباب الدنيوية , لما يعانيه الاقتصاد ونعود ونذكر بقوله عز وجل

( ويمحق الله الربا ويربي الصدقات )

وهذا هو السبب الحقيقي لكل ما يعانيه العالم. ونعانيه نحن معهم , واقصد هنا المسلمين الذي تخلوا عن اقتصادهم الإسلامي لصالح الاقتصاد
الصهيوني الربوي والذي حذرنا الله عز وجل منه , وبأكثر من موضع بكتابه القران الكريم.
وقد يأتي احدهم فيقول , قد عاش العالم سنين طويلة بسعادة مع النظام الربوي الحالي فنجيبة باية اخرى نختم فيها افتتاحيتنا لهذا العام

"ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"