أكد د. رشيد حمد الحمد سفيرنا في القاهرة أن العلاقات الكويتية - المصرية قوية ولن تتأثر بصعود التيار الإسلامي موضحا أن نسبة كبيرة من الشعب الكويتي تميل للتعاملات الإسلامية فى حديث حاص له مع "النهار".
وأضاف أن الكويتيين جميعا متشوقون لهدوء الأوضاع في مصر واصفا مصر بأنها قبلة الخليجيين السياحية.
وأوضح أن الكويت لم تسحب أي استثمارات خلال الثورة مشيرا إلى أن الكويت تنوي التوسع في مشروعات عديدة ومنها تطوير الأرض المحيطة بقناة السويس والذي سيكون نقطة مضيئة في الشرق الأوسط بأكمله من الناحية السياحية والاستثمارية.
كيف ترون العلاقات المصرية الكويتية؟
علاقات قوية ومتينة كانت ولاتزال والكويت ومصر من القدم همومهما واحدة وأراؤهما مشتركة بالنسبة للقضايا العربية والدولية دائما كان هناك تنسيق بينهم في القضايا التي تخص العالم العربي ويدل على ذلك القمة الاقتصادية التي عقدت كأول قمة اقتصادية عربية حيث كانت فكرة مشتركة واستمرت حين عقدت القمة الاقتصادية الثانية عام 2011، ونأمل أن تزداد العلاقات قوة في ظل التغيير الذي حدث في مصر.
في ظل التغيير الراهن وصعود التيار الإسلامي في مصر كيف ترون مستقبل العلاقة بين البلدين على جميع الأصعدة؟
هذا شأن داخلي مصري فالشعب هو الذي اختار وهي ارادة شعبية لذلك فإن الكويت تحترم إرادة الشعب ولا يوجد تدخل في أي شيء يخص اختيارات الشعب المصري ومن سيختاره الشعب هو من ستتعامل معه الحكومة الكويتية.
لكن تتردد تصريحات متشددة من الجانب السلفي المصري فيما يخص تطبيق الاقتصاد الإسلامي الا يوجد تخوف من تأثر الاستثمارات الكويتية بذلك؟
كل ما يقال حاليا مجرد توقعات لم يتم تولي الحكومة من قبل أي تيارات وكيف ستمارس الحكومة التشريع داخل الدولة كلها متروك للتجربة والواقع ونحن نتابع هذه التصريحات واغلبها يشير إلى انه لن يوجد تغيير يذكر.
هل تجد الكويت صعوبات في الاستثمار في البلدان التي يحكمها تيار اسلامي؟
بالعكس كل الأمور تسير بشكل جيد فالكويت لديها تعاملات في جميع المجالات مع دول كالسعودية وباكستان وإيران والعلاقات طبيعية جدا ولدينا في الكويت نظم اسلامية موجودة وتتنامى الآن وتفتح مجالات أكثر في مجال البنوك والاستثمار ومجموعة من الشعب تميل إلى أن يكون التعامل الاقتصادي تعاملاً إسلامياً.
الكويت لديها استثمارات سياحية ضخمة في مصر كيف يمكن للكويت أن تلعب دورا في عودة السياحة لمصر؟
الكويت مثلها مثل غيرها من البلدان تنتظر هدوء الأوضاع وبهدوء الأوضاع فان الجميع متشوق للعودة لمصر فالمعروف أن مصر بالنسبة للكويتيين هي الجهة المفضلة للسياحة لأسباب كثيرة منها قرب الشعوب الخليجية من الشعب المصري ومدى المعاملة الطيبة التي يجدونها في مصر مع قرب المكان وتوافر كل المقومات السياحية داخل مصر من حيث الأمور التراثية والسياحية والأدبية كل هذا يشجع على أن تكون مصر قبلة الخليجيين للسياحة ومن واقع وجودي هنا دائما أسأل عن الأوضاع في مصر واستقرارها وأنا اقصد هنا القاهرة أما بالنسبة لشرم الشيخ أو الغردقة فإن الأمور طبيعية.
وهناك مجموعة من المثقفين والفنانين كيوسف العميري جاءوا إلى مصر بهدف تنشيط السياحة بالإضافة إلى أن الكويت كانت من أول البلدان العربية التي عقدت مؤتمراً اقتصادياً لدعم الاقتصاد المصري عقب الثورة وكل هذا يؤكد رغبة الكويت في أن تعود مصر إلى وضعها الطبيعي.
ما حجم الاستثمارات الكويتية في مصر؟ وهل انسحبت أي استثمارات بعد الثورة؟
حجم الاستثمارات قبل الثورة وصل إلى 7 مليارات دولار.. ولم تنسحب أي استثمارات كويتية من مصر خلال الثورة ونأمل بعد عودة الاستقرار أن تزيد الاستثمارات فالحكومة المصرية فاتحة ذراعيها للاستثمار وتذلل الكثير من الصعاب أمام المستثمرين.
وما مدى استجابة الحكومة المصرية لحل المشكلات في ظل تغير العديد من الوزراء؟
أنا أريد توجيه شكر لحكومات مصر خلال الفترة الماضية لأنه تم تسهيل العديد من العقبات التي كانت تواجه المستثمرين وكانت استجابتها سريعة فلقد كنا نعاني أيام نظام مبارك من البطء وعندما كنا نرجع للحكومة قبل الثورة كنا نصطدم بكثير من الروتين والبيروقراطية والتشتت بين الجهات المسؤولة التي كانت تعيق الاستثمارات، وأنا أخص بالذكر د. عصام شرف فقد شكل لجنة لبحث المشاكل التي تتعلق بالاستثمار وهي لجنة تتبعه مباشرة وقد استطاعت هذه اللجنة أن تقدم العديد من الحلول فيما يخص مشاكل ميناء دمياط وارض العياط وسنجني ثمارها قريبا وهي إلى الآن مستمرة في وزارة الجنزوري وتتابع د. فايزة أبو النجا هذا الملف.
ما المجالات الواعدة في مصر التي ترى الكويت الاستثمار فيها؟
هناك مشروع عرض أيام الدكتور عصام شرف وهو تطوير الأرض المحيطة بقناة السويس وهناك مشروع ضخم جدا من الممكن أن يكون نقطة مضيئة في الشرق الأوسط بأكمله من الناحية السياحية والاستثمارية ونتوقع بعد الاستقرار استكمال المشروع.
ما المشروعات الجديدة للصندوق الكويتي للتنمية؟
سيتم توقيع قرض كبير على نهاية الشهر الحالي بحوالي 30 مليون دينار لمشروع كهرباء في مصر ومشروع كهرباء بنها.
وما المشروعات الجديدة لبيت الزكاة الكويتي؟
بيت الزكاة دائما مشروعاته متجددة وفي معظم المحافظات المصرية من مساجد ومستوصفات ومعاهد إلى جانب كفالة الأيتام والأسر فقيرة والكويت تحرص على ذلك.
كيف ترى موقف المحامين الكويتيين للدفاع عن مبارك؟
بالنسبة لهذه القضية فمعروف رأيي الكويت فيها فهؤلاء المحامون قاموا بذلك بشكل شخصي فهم متطوعون برغبتهم وليس للحكومة أو الشعب الكويتي أي دخل ودولة الكويت تعتبر موقفهم شأناً فردياً ولا تتدخل في ذلك.
الا يوجد لديك تخوف من تأثر العلاقة بين البلدين بسبب دفاعهم عن مبارك؟
لاشك أن دفاعهم عن الرئيس السابق له جانب سلبي وخاصة عندما ينشر ذلك في وسائل الإعلام ويتردد كلمة المحامين الكويتيين يعطي انطباعاً ان الشعب الكويتي كله وراء هذا الموضوع وهناك تخوف بالطبع وكثير من الزملاء المصريين الذين نعتز بهم اتصلوا وسألوا عن ذلك الأمر ووضحنا لهم الصورة والجميع اقتنع بان هذا الموضوع محكوم بأشخاص.
هناك من يتهم هيئات ومؤسسات وأفراداً في الكويت بدعم جمعيات أهلية ذات نشاط ديني وسياسي فما تعليقكم؟
في المجال الديني نعم ولكن ليس في المجال السياسي وهذا موضوع قديم منذ زمن وهو نوع من شعور الشعب الكويتي بالشعب المصري وكانت رغبة أن تكون للكويت مساهمة في مساعدة كثير من الأسر المحتاجة فكانت جمعية التراث الكويتي تقوم بذلك من خلال اتباعها للسبل الرسمية حيث لم تقم الجمعية بإعطاء الأموال مباشرة للأسر ولكنها تعطيها من خلال جمعية أنصار السنة المحمدية وهذه الجمعية توصل الأموال للمحتاجين وهي مشهرة بوزارة التضامن الاجتماعي، ويتم كل هذا تحت غطاء وزارة التضامن الاجتماعي ولكن ما تردد بشأن تمويل للأمور السياسية فنحن ننفيه نفياً باتا وأي واحد يمتلك دليل فليقدمه.
ما دور السفارة الكويتية في تأمين الطلبة خلال هذه الفترة؟ وما الجهود التي اتبعتها السفارة لطمأنة الأهالي لدعوة الطلبة للدراسة من جديد؟
عندما بدأت الدراسة وشعرنا بعودة الأمور لطبيعتها ووضحنا ذلك من خلال وسائل الإعلام وطمأنا الأهالي وقد اجتمع المكتب الثقافي بالطلبة بعد أحداث محمد محمود وحضرت اللقاء وطمأنهم على الأمور وأعطيناهم التوجهات اللازمة وألا يختلطوا بالأماكن التي بها مظاهرات أو اضطرابات وصرحنا للكويت بان الأمور هادئة ووجدنا استجابة عالية وعاد الطلبة للدراسة
وكانت الطائرات تأتي يوميا من الكويت لمصر والحمد الله الآن جميع الطلب موجودون ويباشرون امتحاناتهم. ما خطة السفارة للاحتفال بالأعياد الوطنية للكويت؟
هذا العام سنحتفل بالعيد الوطني ونتمني ألا تكون هناك ظروف تعطل ذلك ففي العام الماضي قامت الثورة وكنا ننوي أقامة احتفال كبير لوجود ثلاث مناسبات على ثلاث ليال، لكن شاءت ارادة الله ألا يحدث ذلك وقد وزعنا تكاليف الاحتفال على جمعيات خيرية مصرية وهذا العام الأمور جيدة، وقد شكلنا لجنة لوضع برنامج للحفل وسيوافق 23 فبراير واحتمال أن يتم خلاله افتتاح مقر السفارة الجديد.
"الحمد" : الحكومة المصرية تفتح ذراعيها للاستثمار وتذلل الكثير من الصعاب
المواضيع المتشابهه 
