"عمرو": مصر وأثيوبيا تمضيان فى طريق واحد إلى التنمية الاقتصادية

الثلاثاء، 31 يناير 2012


أكد وزير الخارجية محمد عمرو أنه ناقش مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأثيوبى هيلمريام ديسالين سبل دفع العلاقات التجارية والاقتصادية وتعزيز المشاورات والتنسيق السياسى بين مصر وأثيوبيا، مشيرا إلى أن البلدين أحرزا بالفعل تقدما على مسار العلاقات الثنائية خلال الأشهر الماضية.

وأضاف عمرو فى مؤتمر صحفى مشترك مع ديسالين، عقده الليلة الماضية عقب توقيع الجانبين اتفاقا لإقامة آلية دورية للتشاور السياسى بين البلدين تجتمع كل ستة أشهر بأديس أبابا، أنه تحدث مع الوزير ديسالين حول اللجنة الثلاثية للنظر فى القضايا الفنية الخاصة بمشروع سد النهضة الأثيوبى، وهذا يضع نموذجا لما يمكن أن نصل إليه فيما يتعلق بالمشروعات الزراعية ومشروعات المياه والطاقة الكهرومائية، مشيرا إلى أن "هذا السد يهدف بشكل أساسى إلى توليد الطاقة الكهربائية وأشرنا خلال مناقشاتنا إلى ضرورة الوصول إلى وضع يحقق فيه الجميع المكاسب".

وأضاف أنه ناقش أيضا مع الوزير ديسالين القضايا الإقليمية المهمة ذات الاهتمام المشترك، وعلى سبيل المثال قضايا شمال وجنوب السودان قائلا "أطلعنا الوزير ديسالين على جهود بلاده من أجل جمع الطرفين معا وكما قلنا فى بداية مناقشاتنا، فإننا نضع مصالح الشمال والجنوب فى اعتبارنا وليس لدينا دوافع أخرى سوى جمع الطرفين معا ليس فقط من أجل مصلحتهما ولكن أيضا من أجل مصلحة دول الجوار".

وقال عمرو "اطلعنا من الوزير ديسالين على تطورات الأوضاع فى الصومال حيث توجد تطورات مشجعة، كما ناقشنا أيضا مؤتمر لندن المقبل حول الصومال واطلعنا على موقف دول الإيجاد، ولدينا الآن موقف مشترك من قمة الإيجاد فيما يتعلق بالصومال، كما سنقوم بالتنسيق فى مؤتمر لندن فيما يتعلق بالموقف الذى سيتم اتخاذه".

وقال عمرو إن "البلدين أحرزا تقدما على مسار العلاقات الثنائية وقام زملاؤنا هنا بإعطائنا صورة مشرقة عما تحقق على مدار الشهور الماضية فى مختلف المجالات وعلى سبيل المثال فى قطاع الصحة، حيث إننا على وشك افتتاح وحدة لعلاج أمراض الكلى، وهناك أيضا تعاون فى مجال بناء القدرات".

وقال وزير الخارجية محمد عمرو فى المؤتمر الصحفى إن "دور القطاع الخاص فى البلدين مشجع للغاية ونقوم بإنشاء منطقتين صناعيتين مصريتين فى أثيوبيا، وسيتم افتتاح عشرات المصانع.. وهناك خلال الزيارة الحالية مجموعة من رجال الأعمال المصريين يلتقون بالوزراء والمسئولين المعنيين الأثيوبيين فى المجالات المعنية".

وشدد عمرو على أن "اقتصاد بلدينا تكامليا وليس تنافسيا ولدينا أشياء يمكن أن تفيد شعبينا ولدينا اشياء تفيدهما ولديهما أشياء تفيدنا، وهذا هو أساس التعاون ولن يكون هناك فائز وخاسر ولكن الفائدة للجميع".

وقال عمرو إن "حجم التجارة البينية فى القارة يقل عن 10 فى المائة من إجمالى تجارة القارة وهذا يعنى أن هناك 90 فى المائة من حجم التجارة مع دول خارج القارة، وهذا الأمر قد يعود إلى العقلية الاستعمارية، حيث كان المستعمرون يعملون على ربط اقتصاد دول القارة باقتصادياتهم، ولذا يتعين أن نعزز من التجارة البينية من خلال تحسن البنية التحتية مثل النقل والاتصالات".

وأضاف عمرو أن "مجموعة من رجال الأعمال المصريين تحدثوا معى عن خبرتهم فى القارة وقالوا إن تكلفة نقل البضائع فى بعض الأحيان تتخطى قيمة السلع نفسها، ولذا يتعين تأسيس شركات للشحن للتعامل مع هذا الأمر، وخاصة التعامل مع التجارة البينية الأفريقية"، مشيرا إلى أنه فى بعض الأحيان يتعين على أناس الذهاب إلى دولة أفريقية عبر أوروبا وأتمنى أن تقدم مصر وإثيوبيا مثالا على تعزيز التجارة البينية".

وحول إخفاق القمة الأفريقية فى انتخاب رئيس للمفوضية، قال وزير الخارجية محمد عمرو فى المؤتمر الصحفى إن "الانتخابات فيها الفائز والمهزوم، ولأننا لم نتمكن من انتخاب رئيس للمفوضية اليوم، فقد تم تأجيل هذا الأمر إلى القمة الأفريقية القادمة حتى يعطوا أنفسهم مزيدا من الوقت، ولكن بمجرد انتخاب رئيس جديد ستقف أفريقيا وراءه وتعطيه كل الدعم المطلوب، ولكن أقول مرة أخرى إن هذه هى الديمقراطية أن تبدأ بالانتخاب وأن تتقبل النتيجة".

وعبر عمرو عن تقديره وشكره لوزير خارجية أثيوبيا وقال "لقد اعتدنا على حسن الضيافة من أثيوبيا ونحن على درجة عالية من السعادة، وكما قال وزير الخارجية ديسالين فإننا لدينا الآن آلية للتشاور كل ستة أشهر، ولكن هذا اللقاء هو الثالث بيننا خلال 5 شهور، وهذا يوضح أننا نخطو بخطى أكثر سرعة مما اتفقنا عليه، وهذا يشير إلى أن أوضاع العلاقات الآن على المسار السليم".

وقال عمرو "هذا حقيقة ما ينبغى أن تكون عليه علاقات البلدين التى تعود إلى فترة طويلة"، مشيرا إلى أن "البلدين يربطهما مصير مشترك من خلال عدة عوامل ثقافية واجتماعية وأيضا أمنية".

ومن جانبه شدد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأثيوبى هيلمريام ديسالين فى المؤتمر الصحفى على قوة العلاقات بين مصر وإثيوبيا، مشيرا إلى أن الجانبين وقعا اتفاقات بالقاهرة خلال زيارة رئيس الوزراء ملس زيناوى فى مجالات التعاون والصحة والتعليم، وقال إن كلها تمضى وتسير باتجاه جيد، كما أن العلاقات الثنائية تمضى بشكل سلس على كافة المستويات وتعقد اجتماعات تجمع بين القيادات والخبراء من الجانبين كل ستة أشهر تقريبا.

وعبر ديسالين عن تقديره لزيارة وزير خارجية مصر لأثيوبيا، وخاصة اللقاءات التى تعقد بينه وبين وزير خارجية مصر على هامش قمم الاتحاد الأفريقى، وفيما يختص باللجنة الثلاثية حول سد النهضة والتى تضم خبراء من مصر والسودان وإثيوبيا، قال ديسالين إن "أعضاء اللجنة أجروا مشاورات وعقدوا ثلاثة اجتماعات حتى الآن وفقا للخطة المحددة ولدينا ثقة كبيرة بأن أهداف العمل والاستفادة بيننا تسير بشكل سريع"، مشيدا بقيادة مصر ولجنة الخبراء التى تقوم بتنسيق الجهود.

وأضاف أن "الاتفاق الذى وقع اليوم يهدف إلى استكمال المشاورات السياسية لكى نجعل هذه العملية أكثر قانونية ونضعها فى إطار إجرائى بشكل اكبر وأود أن أقول أن علاقاتنا تتحرك فى الطريق الصحيح، كما ناقشنا قضايا إقليمية فيما يخص عملية السلام بين جمهورية السودان والجنوب، وأكدنا على ضرورة العمل معا من أجل صالح شعبى البلدين

التوقيع