يبدو أنّه تمّ التوصّل الى اتّفاق حول مأزق الديون اليوناني، بعد أن وافقت الأحزاب المتنازعة في الإئتلاف الحكومي في النهاية على تطبيق تخفيضات إضافية على الميزانية مقابل الحصول على المساعدة البالغة قيمتها 130 مليار يورو.
أبرز العناوين
* هوى اليورو من ذروة شهرين على خلفية تعليق الإتّحاد الأوروبي المساعدة اليونانية
* تراجع الدولار الأسترالي على خلفية رهانات تقليص بنك الاحتياطي الأسترالي معدّلات الفائدة وبيانات التجارة الصينية
* يتطلّع الدولار الأميركي الى الإرتفاع، إذ تدلّ العقود الآجلة لمؤشر S&P500 على تجدّد نفور المخاطر
يبدو أنّه تمّ التوصّل الى اتّفاق حول مأزق الديون اليوناني، بعد أن وافقت الأحزاب المتنازعة في الإئتلاف الحكومي في النهاية على تطبيق تخفيضات إضافية على الميزانية مقابل الحصول على المساعدة البالغة قيمتها 130 مليار يورو. مع ذلك، تلاشت الثقة بسرعة فائقة بعد أن اختار وزراء مالية منطقة اليورو تعليق عملية توفير التمويل الى حين مصادقة البرلمان من خلال التصويت على التدابير التقشّفية الجديدة. يعزّز تصرّف مماثل توقّعاتنا التي تشير الى استعداد الساسة الإقليميين للسماح بفشل اليونان في حال لم تمتثل لمتطلّباتهم. تجدر الإشارة الى أنّ البنك المركزي الأوروبي قام بتزويد ما يكفي من رؤوس الأموال عبر عملية إعادة التمويل البعيدة الأجل بغية تفادي نشوء أزمة ائتمانية حتّى في ظلّ الإفلاس.
تداول الدولار الأميركي والين الياباني- وهما من الملاذات الآمنة- على ارتفاع، بينما تراجع اليورو من ذروة شهرين عقب الإعلان. كما سجّل الدولار الأسترالي أداءًا مخيّبًا للآمال، إذ أدّت سلّة البيانات الاقتصادية الضعيفة الى تفاقم حدّة الضغوطات على شهية المخاطر والناجمة عن التوتّرات السائدة في منطقة اليورو. عمد بنك الاحتياطي الأسترالي الى تخفيض آفاقه للنمو الاقتصادي في العام 2012 وذلك في بيان سياسته الشهري، متيحًا المجال أمام تقليص معدّلات الفائدة في حال تعثّر الطلبات. كما أردف المصرف أنّ النمو الاقتصادي بإستثناء ذلك العائد لقطاع الموارد كان "دون المستوى"، وحذر من مغبّة ارتفاع معدّل البطالة أكثر هذا العام. علاوة على ذلك، رسّخت بيانات الميزان التجاري الصيني المتشائمة رسالة بنك الاحتياطي الأسترالي. لقد هوت الواردات بنسبة 15.3% مقارنة بيناير من العام السابق، وهو أكبر تراجع لها منذ أغسطس من العام 2009، ما يشير الى تلاشي طلبات أبرز شريك تجاري لأستراليا.
بالتطلّع قدمًا، من المحتمل أن تخرج المسألة اليونانية من دائرة الأضواء، بما انّه بات من الواضح للغاية أنّ موقف ساسة الإتّحاد الأوروبي الجديد يعكس بشكل ملحوظ تقلّص حدّة المخاطر التي قد تترتّب عن الإفلاس والتي تهدّد النظام بأكمله. في غضون ذلك، تشكّل آفاق النمو الاقتصادي العالمي الرياح المعاكسة الأقوى التي تعترض شهية المخاطر. في الواقع، يدلّ ذلك على أنّ التجدّد الأخير للمخاوف المحيطة بمنطقة اليورو يحجب تخفيض الخبراء الاقتصاديين لتوقعات الناتج المحلي الإجمالي العالمي للعام 2012 منذ أوائل أغسطس. سيعود ذلك الواقع الى الواجهة ويوفر الدعم للدولار الأميركي في الأسبوع القادم. بالإضافة الى ذلك، رزحت العقود الآجلة لمؤشر S&P500 تحت وطأة الضغوطات أواخر الدورة الآسيوية، لذا من المحتمل أن يبدأ السيناريو المذكور بالتبلور في الساعات الأخيرة من أسبوع التداول.
Daily FX