صغار المستثمرين.. فرس الرهان.. المرحلة القادمة

لا شك ان بدء مجلس الشعب في انعقاد جلساته العامة والخاصة وممارسة عمله ومهامه التشريعية والرقابية بعد تشكيله بموجب الانتخاب الحر والتصويت النزيه الذي خرجت إليه جماهير مصر المحروسة لانتخاب ممثليها في أول عملية انتخابية حقيقية بعيدة عن التزوير الذي كان يسيطر علي العملية الانتخابية طوال السنين الماضية فكانت الآثار السلبية التي نعيشها الآن مازالت موجودة في جنبات الأمة.

لقد ألقي انتخاب مجلس الشعب وبدء ممارسة مهامه بآثاره الإيجابية علي كل المصريين حيث يتابع أبناء مصر جلسات مجلس الشعب من خلال قناة الشعب الفضائية التي تنقل كل شيء في هذه الاجتماعات وأصبح الآن كل شيء يناقش في العلن بكل الشفافية وليس في الخفاء.. الكل يناقش وينتقد في ظل وجود رئيس الوزراء وأيضاً وزير الداخلية ولا يخشون أية مساءلة يمكن أن تحدث كما كان يحدث في الماضي.. الكل يخطب ود وزير الداخلية بالذات لأن هناك مخالفات كانت تتم ويعلمها جهاز الداخلية..

أما الآن فالكل يناقش من أجل بناء مصر الحديثة ينتقد من أجل الإصلاح والبناء خاصة ونحن مقبلون علي فترة صعبة تحتاج منا كلنا العمل الدءوب حتي نبني الوطن ويجب علي الأعضاء الأفاضل الابتعاد بعض الشيء عن المطالب الفئوية من الوزراء وأن يقتصر دورهم في المرحلة الحالية علي التشريع والرقابة خاصة في هذه الفترة وأذكر هنا ما حدث في جلسة عامة أو خاصة وكان فيها وزير البترول وترك الزميل الذي ينقل الجلسة في قناة الشعب الميكروفون مفتوحاً دون تصوير فنقل علي الهواء ما دار بين الأعضاء ووزير البترول حول توصيل الغاز لأسوان وغيرها من الطلبات سمعت هذا في أحد البرامج الإذاعية منذ أيام أثناء قدومي للعمل صباحاً.

أعتقد ان نجاح جلسات مجلس الشعب سوف تؤدي إلي عودة الثقة لأبناء مصر من المستثمرين المحليين وأيضاً المستثمرين الأجانب خطوة خطوة لأن الاستثمار أياً كانت جنسيته ينمو في ظل الاستقرار الأمني وهذا هو المطلوب في المرحلة القادمة خاصة بعد حالة الاضطرابات الأمنية التي عاني منها الشارع المصري الأيام الماضية.

ان الأمل موجود وقدرات مصر الاقتصادية كبيرة لو أحسن استغلالها جيداً هذا ما قاله وزير الري الشاب الدكتور قنديل في برنامج "صباح الخير يا مصر" منذ أيام حيث قال انه موجود علي الورق امكانية استصلاح واستزراع 2.3 مليون فدان للإمكانيات المتاحة من الموارد المائية من مياه النيل والمياه الجوفية لم تتم حتي الآن يجب البدء فيها فوراً حتي نوقف نزيف الاستيراد الذي يستهلك مواردنا من الاحتياطي من النقد الأجنبي الذي ضاع منه 19 ملياراً في عام علي استيراد القمح والسلع الأساسية وهذا إنذار شديد اللهجة لابد من الحفاظ علي ما تبقي من الاحتياطي ونعمل علي زيادته بدلاً من الاستيراد بالسلف ونبحث عن مورد لهذه السلع يتعزز ويقدم لنا أسوأ وأردأ السلع كما كان يحدث بالضبط قبل أن يكون لدينا مثل هذا الاحتياطي حيث كنا نتعامل بالسلف من الدول الكبري لحين ميسرة فكانت تعمل لنا أسوأ السلع وإذا كان عاجبنا هكذا كان يقال للمسئولين عن عملية الاستيراد في الماضي.

إن الفترة الانتقالية الحالية التي نعيشها الآن تستوجب توفير المزيد من الاهتمام بكافة السلبيات التي كانت تقع في الماضي ومعالجتها فوراً وأيضاً الاهتمام بالطبقات المتوسطة من الشعب التي تعتبر العمود الفقري لأي شعب والتي ذابت وأصبح لدينا الآن طبقة غنية وطبقة فقيرة ويجب أيضاً الاهتمام بالطبقة الفقيرة خاصة ان هذه الطبقات لديها قدرات كامنة لم تستغل بشكل أمثل في كافة المجالات.

التوقيع