الدولار الأميركي يستهدف قيعًا جديدة ولكن سندات الخزانة الأميركية تظهر تنامي المخاطر
بدا مؤشر الدولار داو جونز- أف. أكس.سي.أم وكأنّه سيسجّل اختراقًا لما فوق الذروات الرئيسية لثمانية أشهر ويضع حدًا للإتّجاه الهبوطي السائد منذ فترة طويلة.
الآفاق الأساسية للدولار الأميركي: سلبية
* سعي الدولار الأميركي الى بلوغ الذروات المخترقة، بيد أنّ ارتداد S&P500 يبدّد الآمال
* في الأشهر الأخيرة، اعتمدنا آفاقًا إيجابية للدولار مقابل الين، بيد أنّ الدولار/ين يستعدّ للإنخفاض
* تعتمد آفاق الدولار الأميركي على سياسة بنك الاحتياطي الفدرالي- ما هي الخطوة التالية؟
بدا مؤشر الدولار داو جونز- أف. أكس.سي.أم وكأنّه سيسجّل اختراقًا لما فوق الذروات الرئيسية لثمانية أشهر ويضع حدًا للإتّجاه الهبوطي السائد منذ فترة طويلة، بيد أنّ التحوّل الملحوظ يترك الأخضر على أهبّة الإستعداد لتكبّد المزيد من الخسائر في أسبوع التداول الأخير من شهر مارس. مع ذلك، تنذر التحرّكات الحادّة والغريبة التي تختبرها أسعار سندات الخزانة الأميركية من مغبّة هيمنة أسبوع تجارات بعيد كلّ البعد عن الوضوح.
في الأسبوع السابق، أشارت التقديرات الى تراجع S&P500 وانتعاش الدولار الأميركي، بيد أنّ الأسواق ركّزت على أمور أخرى، إذ حافظت التحرّكات التي ظهرت يوم الجمعة على المستويات الفنّية الرئيسية العليا والسفلى. علاوة على ذلك، محدودة هي الأحداث الاقتصادية المحفوفة بالمخاطر المرتقبة للأسبوع المقبل، بيد أنّ أي مفاجآت تطرأ على المراجعات النهاية للناتج المحلي الإجمالي الأميركي للفصل الرابع أو على تعليقات بنك الاحتياطي الفدرالي من شأنها توليد تحرّكات كبرى. فماذا نرصد عن كثب؟
تبدو الأسواق نوعًا ما عند مفترق طرق مع استمرار فشل مؤشر الدولار في بلوغ مستويات المقاومة الرئيسية، وسط تراجع عائدات سندات الخزانة الأميركية بشكل حادّ من القمم المسجّلة مؤخّرًا. ليس من الضروري توافر ارتباط بين انخفاض عائدات الخزانة الأميركية وهبوط الدولار بحدّ ذاته. وبإستثناء زوج الدولار/ين ياباني، ثمّة علاقة غير تاريخية تجمع عائدات سندات الخزانة وأزواج الدولار الأميركي الرئيسية. مع ذلك، لا يسعنا سوى الإعتقاد بأنّ ذلك يعزى الى تحرّكات الخزانة الأخيرة عوضًا عن ديناميات تداول طبيعية. كما نعتقد أنّ عائدات سندات الخزانة المستحقّة في 10 أعوام وتلك المستحقّة في 30 عام بلغت قاعًا أساسيًا للأجل البعيد.
ماذا يعني ذلك بالنسبة الى الدولار الأميركي؟ على صعيد الإرتباطات الوثيقة القائمة بين سندات الخزانة وأسواق الأسهم والدولار الأميركي، قد يدلّ ارتفاع العائدات على تقدّم S&P500 وتراجع الدولار الأميركي. مع ذلك، لم تتسارع الأسهم صعودًا وفق الوتيرة عينها التي أوحت بها العائدات. ومن أجل ترسيخ حدّة الغموض، يبدو تجّار الأوبشينز في أسواق الأسهم وهؤلاء في أسواق الفوركس على قدر مفاجىء من الرضا؛ يتواجد مؤشر التذبذبات S&P500 (VIX) عند أدنى مستويات لم يطأها منذ المراحل الأولى من الأزمة المالية التي ضربت الأسواق في العام 2007 وتبلغ مؤشرات التذبذبات التابعة لدايلي أف أكس قيعًا مماثلة. بتعبير آخر- يراهن التّجار على بروز تحرّكات صغيرة في أسواق الأسهم والعملات ويسعون الى التحوّط ضدّها.
تبيّن دلائل مماثلة أنّ الأسواق هي طبيعية تمامًا، بيد أنّه لا يسعنا اعتبار هبوط سندات الخزانة الأميركية لليوم التاسع على التوالي وتسجيلها أكبر انخفاضات لها منذ بلوغ التوتّرات في منطقة اليورو الذروة في أكتوبر من العام 2011، بمثابة أمر طبيعي. في ذلك الشهر، انخفض S&P500 وصولاً الى أدنى مستوى له في عام. لربّما كان من السهل القول إنّ تحرّكات سندات الخزانة هي منعزلة بغالبيتها، إلاّ أنّ الحجم الكبير لسوق الخزانة يشير الى أنّ أحجام التداول قد تكون في صدد توليد تحرّكات أكبر في الأسواق الأخرى. ما هو المسار الذي نتّبعه اعتبارًا من هذه المرحلة؟
ثمّة أسئلة كثيرة تنتابنا حيال الدولار الأميركي وتتوافر أجوبة قليلة. وفي غياب أي محفز واضح على صعيد تحرّكات الأسعار، سنذعن دائمًا الى الإتّجاه العام. يتداول مؤشر S&P500 على مقربة من ذروات أعوام عدّة، في حين يواصل مؤشر الدولار داو جونز- أف. أكس.سي.أم الفشل في تجاوز المقاومة الرئيسية. كما نتوقّع هبوط الدولار الأميركي في الأيّام القادمة. هذا وتنذر ديناميات السوق الأخيرة من مغبّة تجدّد موجة التذبذبات في أيّ وقت، وينبغي توخّي الحذر.