من الممكن أن يبدّد الدولار الأميركي ومخاوف الأزمة آمال اليورو بإعادة إحياء الإتّجاه الصعودي
الإزدحام كان عنوان النمط الذي هيمن على تجارات اليورو/دولار في الأسبوع السابق.
الآفاق الأساسية لليورو: سلبية
* تتسلّط الأضواء على البرتغال وإيرلندا وأسبانيا وإيطاليا وسط غياب اليونان عن الواجهة
* انكمشت منطقة اليورو على نحو مفاجىء في مارس وفقًا لقراءات مؤشر مدراء المشتريات
* اليورو/دولار: هل ينشىء نمط انعكاس أم يستعد لإختراق مستوى 1.35؟
الإزدحام كان عنوان النمط الذي هيمن على تجارات اليورو/دولار في الأسبوع السابق، ويبدو ذلك منطقيًا عندما نلقي نظرة على الخلفية الأساسية للزوج، الى جانب المستويات الفنّية التي تقيّد تحرّكاته مؤخّرًا. وفي ظلّ تماسك حدود الإتّجاه الهبوطي الأوسع نطاقًا (1.3300/3500)، ثمّة فرص كبيرة بتكرار السيناريو عينه- أمر مقنع أكثر من الإرتداد الناجم عن إرجاء حلول التوتّرات المالية القائمة في المنطقة وحزمة التقشّف التي تعيق النمو. ثمّة موضوعان أساسيان ينبغي على تجّار اليورو رصدهما عن كثب: اتّجاهات شهية المخاطر والتطوّرات التي تطرأ على العافية المالية.
من الممكن أن يصبّ هذان الموضوعان لصالح اليورو أو يلحقا الضرر به. خلال الأعوام القليلة الماضية، تمّ استبدال المخاوف المحيطة بقدرة منطقة اليورو على موازنة متطلّبات أعضائها الرامية الى تقويض العجز بالدعوات الى الإبتعاد عن الدولار والإنكباب على ثاني أكثر العملات سيولة. وعقب بلوغ الإضطرابات الراهنة ذروتها مع حصول اليونان على احتياجات التمويل، من الطبيعي بروز خطر "الإنهيار". مع ذلك، يهدّد ارتداد هذه المرحلة على وجه الخصوص بأن يكون أكثر تحفظًا. أوّلاً، إنّها سلسلة طويلة جديدة من المواقف المصيرية. ثمّة فرص ضئيلة بأن يصبح المستثمرون متفائلين بعد العديد من البدايات الخاطئة. في المقابل، إنّه من الأسهل رصد الإضطرابات المقبلة، إذ باتت التهديدات المختلفة أكثر وضوحًا.
بناء عليه، ستكون الأسواق حسّاسة للغاية أزاء التطوّرات السلبية، وثمّة العديد من المواضيع التي من شأنها توليد اتّجاه هبوطي. ما يثير للإهتمام أنّ أعضاء المنطقة غير البارزين (اليونان) لا يشكّلون خطرًا محدقًا. على الرغم من ذلك، ثمّة العديد من الضغوطات السلبية: كيفية إجراء المناقشات المتعلّقة بمقايضة السندات، تحذير صندوق النقد الدولي من تأخير المساعدات في حال لم تبلغ البلاد الأهداف المنشودة وتهديدات بروز ثغرات تمويلية في المستقبل.
باتت الأسواق أكثر اعتيادًا على التوتّرات اليونانية. يتجسّد الخطر الأكبر بإنتشار الأزمة. فمن جهة، يتوافر خطر احتياج عضوي منطقة اليورو اللّذين حصلا على حزمات إنقاذ الى جرعة ثانية من المساعدة. أوردت إيرلندا مؤخّرًا انكماش اقتصادها بنسبة 0.2% في الفصل الرابع، وباتت تتطلّع الى تمديد مهلة دفع 3.1 مليار يورو المستحقة في آخر الشهر وثمّة فرصة طلبها الإستفادة من آلية الإستقرار الأوروبي في المستقبل. تشكّل البرتغال قلقًا كبيرًا على صعيد طلب المزيد من المساعدة نظرًا الى آفاق نموّها القاتمة. لربّما يتجسّد الخطر الأكبر بأسبانيا. يطيح قرار رئيس الوزراء راجوي القاضي برفع سقف العجز للعام 2012 بمتطلّبات الإتّحاد الأوروبي. في غضون ذلك، من المرجّح أن تشكّل اضطرابات التمويل الإقليمية والقطاعات المصرفية مشكلة خطيرة.
لا تنفكّ مخاوف الأزمة تستحوذ على الأنظار بسبب سلسلة التوتّرات التي تضرب المنطقة، بيد أنّ الأسواق باتت معتادة نوعًا ما على سيناريوهات مماثلة. كما يساهم ذلك بالتخفيف من حدّة تأثيرات الأجل القريب، بما أنّنا بحاجة الى بروز خطر أكبر. بناء عليه، من المحتمل أن تدفع اتّجاهات المخاطر الأسواق الى إبداء ردود فعل ملحوظة. كما يواصل مؤشر S&P500 ارتفاعه، وقد يرتبط موقف البنك المركزي الأوروبي المتفائل بالتقدّم الكبير لشهية المخاطر، بيد أنّ أي تصحيح يبرز في أسواق رؤوس الأموال قد يمهّد الطريق أمام تراجع اليورو.
من الممكن أن يبدّد الدولار الأميركي ومخاوف الأزمة آمال اليورو بإعادة إحياء الإتّجاه الصعود
المواضيع المتشابهه 
