• 5:28 صباحاً




حوار هادئ مع الغزالى للشيخ العودة 5

إضافة رد
أدوات الموضوع
عضو فـعّـال
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 1,999
معدل تقييم المستوى: 17
MatriX is on a distinguished road
16 - 04 - 2012, 07:10 AM
  #1
MatriX غير متواجد حالياً  
افتراضي حوار هادئ مع الغزالى للشيخ العودة 5







الأحكام العملية التفصيلية


فيما يتعلق بقضية الأحكام التفصيلية.. وهي قضية قد نقف عندها بعض الشيء، فقد اعتنق الشيخ عدداً غير قليل من الآراء الضعيفة والمرجوحة والشاذة وآراء أخرى لم يقل بها أحد من قبل، وسأشير إليها الآن إشارة، وأترك التفصيل لموضوعه:


ولا يخفى الشيخ أن قناعته بها إنما هي بتأثير ضغوط الواقع الجاهلي المسيطر، وهيمنة النظم والقوانين والنظريات الغربية.


• فمن ذلك محاربة الحجاب –أعني تغطية الوجه- وقد شن الشيخ عليه حملة ضاربة مستغربة في أكثر من سبعين موضوعاً في عدد من كتبه، حتى إن قضية الحجاب وتغطية الوجه من القضايا التي تقلق الشيخ وتقض مضجعه فهو يحشرها بمناسبة وبغير مناسبة –وسأتحدث عن ذلك في نقطة خاصة-.
• ومن الآراء الغريبة التي اعتنقها أن للمرأة الحق في تولي سائر المناصب بما في ذلك المناصب العليا كرئاسة الدولة والوزارات والقضاء، كيف لا. . . وهذه بلقيس. . . وهذه فكتوريا. . . وتاتشر. . . وجولد مائير. . . وغاندي!

• وحين يتحدث عن شهادة المرأة يؤكد أن شهادتها في الحدود والقصاص مقبولة، ويعلق هذا الترجيح بقوله: (ولست أحب أن أوهن ديني أمام القوانين العلمية لا يستند استناداً قوياً إلى النصوص القطعة).
• إذاً الشيخ محرج أمام القوانين العالمية، ولذلك يصر على قبول شهادة المرأة في الحدود والقصاص.
وليس مهماً ترجيح رأي على آخر، لكن الأكثر أهمية معرفة الدافع والمرجح. هل يجوز أن تشكل "القوانين العلمية" ضغطاً على حسي يجعلني أرجح قولاً على آخر مسايرة لهذه القوانين؟
• وماذا إذاً لو حدث العكس فرجح الرأي المضاد لأنه يخالف ما عليه الكفار الذين أمروا بمخالفتهم ومجانبة طريقهم وترك التشبه بهم؟ وهذا أصل عظيم تشهد له مئات النصوص!

لم نجعل ترجيحنا خاضعا لردود فعل ومجاملات لأوضاع وقوانين غربية جاهلة!

والقضية نفسها تبرز لدى الشيخ في حالات كثيرة تكشف عن سر توسعه في عدد من الآراء والاجتهادات التي لم تبن على أساس شرعي متين.


في كتابه( مائة سؤال حول الإسلام2\264) يقول:


(أريد وأنا أعرض الإسلام في بلاد أخرى ألا أغير سلوكا في هذه البلاد يرى بعض فقهائنا ألا حرج فيه، فإذا كانوا يقتنون الكلاب فليفعلوا.. وإن كانوا يسمعون الموسيقى فليفعلوا... وإن كانوا يولون النساء بعض المناصب المهمة فليفعلوا...)!


• وأطرف من ذلك وأعجب أن الشيخ -غفر الله لنا وله- في (مستقبل الإسلام ص82) تحدث عن رأيه في حل ما عدا الأربع المذكورة في قوله تعالى ( قل لا أجد فيما أوحى إلي محرما على طعام يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس، أو فسقا أهل لغير الله به...).


• فما عدا هذه الأربع المذكورة في الآية من الطيور والحيوانات وغيرها فهو عنده مباح، ثم قال:
(وأوصي الدعاة الذين يذهبون إلى كوريا ألا يفتوا بتحريم لحم الكلاب فالقوم يأكلونها، وليس لدينا نص يفيد الحرمة، ولا نريد أن نضع عوائق أمام كلمة التوحيد! وأصول الإسلام!).

• ألم يصرح الرسول صلى الله عليه وسلم بنجاسة ريق الكلب كما روى البخاري ومسلم ويقول: (طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبعاً أولاهن بالتراب)، إنه نجس مغلظ النجاسة لا يطهر إلا بسبع غسلات، إحداها مع التراب. . . فهل من معقول أن أهدر النص من أجل سواد عيون الكوريين؟ ومجاملة لأذواقهم وشهواتهم. . . إذاً، كيف سيرد الشيخ على من يقولون: إن الخنزير المحرم في عهد النبوة إنما حرم بسبب سوء تغذيته وعدم العناية به، أما اليوم فالخنازير تطعم طعاماً فاخراً، ويعتنى بها من الناحية الصحية فلا تحريم فيها!
كيف سيجيب الشيخ؟ خاصة وأنهم سيقولون له: لا نريد أن نضع عوائق أمام كلمة التوحيد!! وهكذا يكون التحاليل على النصوص والتلاعب بها!
المهم أنه أصبح واضحاً أن الشيخ حين يرجح قولاً ما، لا يرجحه لأن الدليل معه، آية أو حديثاً أو استنباطاً على وفق الأصول المقررة، كلا، وإنما يرجحه لأنه لا يريد أن يوهن دينه أمام القوانين الوضعية.. . أو أنه لا يريد يغير شيئاً درجوا عليه وألفوه.
• وهو يدرك أنه خسر الاثنتين، فلا القوم أسلموا حين أذنا لهم بأكل لحوم الكلاب، وأعطيناهم فرصة تنصيب المرأة، ولا نحن حفظنا كرامة النصوص، ووقّرنا الإجماع المستقر. . . وهل يمكن أن يصدق أحد أن المانع لهؤلاء القوم من الإسلام هي هذه الجزيئات؟
إذاً فلن يهتدوا أبداً، لأن ثمت جزيئات ثابتة بالنص القرآني، سوف تصطدم مع قناعتهم وواقعهم وقوانينهم، مثلاً: تحريم الخنزير –وهو نص صريح-، تحريم الأكل مما لم يذكر اسم الله عليه، تعدد الزوجات، نظام الطلاق، نظام الميراث. . . الخ.
• هل يشترط الشيخ في النص المعارض للقوانين العالمية أن يكون (قاطعاً)؟؟ إنه يقول: (ولست أحب أن أوهن ديني أمام القوانين العلمية بموقف لا يستند استناداً قوياً إلى النصوص القاطعة)!!
لا مانع أن يختلف اجتهاد أهل العلم في المسائل الفرعية بناء على ثبوت النص أو عدم ثبوته، أو على اختلاف الفهم، أو طريقة الجمع بين النصوص. . . الخ.
أما أن ينتحل منتحل قولاً غريباً لأنه يوافق القوانين العالمية، أو يوافق أمزجة الكفار المراد دعوتهم. . . فهذا منهج غريب.

ولا أدري لماذا نحتاج الآن إلى نص قاطع مع أن المسألة من المسائل الفرعية –وليست الأصولية-؟ لماذا غير المؤلف منهجه وخالف أصوله؟ !
• وفي هذا الإطار يأتي إصرار الشيخ على ضرورة إخراج المرأة إلى المسجد وأن هذا هو السنة إذ كيف يجوز أن نفتي بغير ذلك في عصر تمكنت فيه المرأة من غزو الفضاء؟ وصارت تنال الدرجات العليا والجوائز الضخمة! –وهكذا منطق الشيخ-!.
إنها الهزيمة النفسية أمام ضغوط الحضارة الغربية المتنصرة.
• وإذا تجاوزنا الحديث عن المرأة –فله مكان آخر- وجدنا الشيخ يشن هجوماً على الحرب في سبيل نشر العقيدة وينكر أن تكون حرب قامت من أجل نشر العقيدة، فحين يتحدث عن حركة الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) يقول: (إن الوسائل الرديئة هي التي هزمتها) ثم يقول وإن الإقناع أهم من التخويف، والدليل أهدى من السيف، وأنا أريد هداية الناس لا أسرهم، ومن نظر إلى الدنيا على أنها مغنم له إذا انتصر فهو قاطع طريق وليس داعياً إلى الله، وهو أجهل الناس بسيرة محمد صلى الله عليه وسلم وشريعته!!).
• هذا في كتاب (مائة سؤال حول الإسلام ص2/108) ويضيف الشيخ قائلاً: (وإذا كان القتال الغبي لا مساغ له من أجل العقيدة فكيف إذا كان في سبيل نقاب يوضع على وجه امرأة أو غطاء يوضع على قافية الرأس أو صورة ترسم على ورقة إن البعض مستعد لحرب أشد من حرب داحس والغبراء من أجل هذه القضايا المحقورة!!) ومن أجل ذلك –أيضاً- رد الشيخ حديث "بعثت بالسيف بين يدي الساعة" وأنكره، وبعد أن علق تعليقاً طويلا –قال: (ولم تبدأ سياسة العصا الغليظة -يعني في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم- إلا بعد أن أوجعت عصا الأعداء جلود المؤمنين وكسرت عظامهم).
• ثم شرح الشيخ ما يدل على أن الجهاد في الإسلام –عنده- دفاع فقط لا هجوم ثم قال: (وأنا وغيري من المشتغلين بالدعوة الإسلامية ننظر باهتمام بالغ إلى أحوال الناس وراء دار الإسلام ننظر إلى التيارات الفكرية التي تسودهم والمذاهب التي يصدرونها للعالم. . . الخ) (السنة النبوية ص111). وفي (113) يقول: (هذه أنباء السباق الحضاري بين الدول الصناعية في أوروبا وأمريكا وشرق آسيا، ترى ما أخبار العرب والمسلمين في هذا الميدان) إذاً ضغط الحضارة هو الذي يدعو إلى رفض الحرب الهجومية، ويكون الشيخ أكثر وضوحاً في كتاب (الدعوة

تستقبل قرنها الخامس عشر ص18) يقول وهو يتحدث عن الحرب الإسلامية( وما نلوم المبشرين والمستشرقين فيما اختلقوا من إفك وإنما نلوم نفرا من الناس لبس أزياء العلماء وهم سوقة وانطلق في عصبية طائشة يزعم أن الإسلام يمهد الحرب وينشر دعوته بالسيف وتتبعت كلام هؤلاء فإذا أحدهم يكتب تدليلا على وجهة نظره أن الإسلام حارب في بدر معثويا، وأنه شن هجوما على قافلة المشركين لأنهم مشركون مستباحون، قلت: هذا هو كلام الإسرائيليين في شتم الفدائيين الفلسطينيين).
• وقبل مغادرة هذه المسألة هناك تعليقان خفيفان:
التعليق الأول:
• حول قوله (إن الوسائل الرديئة هي التي هزمتها) يعني الدعوة الوهابية، وأقول أي هزيمة يعني؟ وهل حققت حركة من حركات الإصلاح الحديثة من النجاح مثل ما حققت حركة الشيخ "محمد بن عبد الوهاب"؟ وهل بقي لدعوة من التأثير والتأييد والواقع الذي ينتمي إليها مهما يكن فيه من التقصير والنقص والخلل، هل بقي لحركة مثل ما بقي لحلاكة الشيخ؟ كلا، وما هو النجاح الذي أحرزته الدعوات التي كانت تتدسس بالإسلام وتجامل على حسابه؟
التعليق الثاني:
• إن الذين يقولون الحرب هجوم يعنون أنها حرب هجومية لإزالة الفتنة عن الناس وإخضاع العالم لحكم الإسلام لا لإكراه الناس على الدخول في الدين، فإن الله عز وجل يقول:(لا إكراه في الدين). وهؤلاء معهم ظواهر القرآن الآمر بالقتال كما في قوله تعالى: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله). ومعهم أيضا نصوص السنة الصريحة في أن الناس يقاتلون على إحدى ثلاث، إما الإسلام وإما الجزية وإما القتال، ولا معنى لوصف المجاهدين الذين حملوا راية الإسلام وضحوا في سبيلها في العصر الحاضر بأنهم قطاع طريق وطلاب مغنم، ومعرفة نيات الناس ومقاصدهم ليست إلى العباد.
• إن التقدم الحضاري العالمي الذي يدندن حوله لم يمنع العالم شرقه وغربه من التواطؤ على المسلمين في فلسطين وأفغانستان وغيرهما وسلب حقوقهم في وضح النهار، أما وثائق حقوق الإنسان فهي حبر على ورق خاصة حين تكون القضية تتعلق بالأمة الإسلامية.

التعديل الأخير تم بواسطة خادم القرآن ; 21 - 04 - 2012 الساعة 06:56 PM
رد مع اقتباس


إضافة رد



جديد مواضيع استراحة بورصات

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتاب السنه النبويه بين اهل الفقه واهل الحديث للشيخ محمد الغزالى herohos القسم الاسلامي 1 18 - 12 - 2017 06:51 AM


05:28 AM