رد: خيمة الذهب!!!! دببه ام ثيران
استهل الذهب اليوم بخسائر فادحة بعد ثلاثة أيام من المكاسب المتواصلة و ذلك نظراً لقوة الدولار الأمريكي اليوم و التي أقفت مسيرة الذهب الصاعدة و أجبرته على الهبوط خلال جلسة اليوم، و لم تكن البيانات الاقتصادية في أوروبا في صالح الذهب، حيث شهدنا تراجع مستويات التضخم في الاقتصاد الملكي و الذي يُشير إلى احتمالية تراجع الطلب على المعدن كتحوط ضد التضخم في المملكة المتحدة.
افتتح الذهب جلسة تداولات اليوم عند 1593.25 دولار للأونصة مسجلاً أعلى مستويات عند 1594.36 دولار للأونصة و أدنى مستويات عند 1572.89 دولار للأونصة، في حين أنه يتداول حالياً حول مستويات 1579.44 دولار للأونصة، أما الدولار فأنه قد انتعش من مستوياته الافتتاحية عند 80.92 ليصل إلى أعلى مستوياته حتى الآن عند 81.38.
و على الرغم من المخاوف و حالة عدم اليقين التي تتواجد بكثرة في القارة الأوروبية إلا أن المستثمرين قد فضلوا الدولار الأمريكي على الذهب اليوم ليطلبوه كملاذ آمن في ظل الظروف الاقتصادية المواتية و غموض الصورة المستقبلية لاقتصاد منطقة اليورو التي تعاني من تفاقم أزمة الديون.
و حتى الآن، لم نشهد مستويات طلب مرتفعة على المعدن الأصفر كملاذ آمن كما كنا قد شهدنا في مرحلة تفاقم الأزمة في الأوروبا العام الماضي و التي أوصلت المعدن إلى مستويات وصلت إلى 1920 دولار للأونصة، و ذلك نظراً لتوجه المستثمرين الحالي وسط الظروف الاقتصادية السيئة في أوروبا إلى الدولار الأمريكي، و حاجة العديدين سواء المؤسسات المالية او المستثمرين للمزيد من السيولة الذي يضطرهم لبيع المعدن و الحصول على السيولة المطلوبة.
هذا و قد أعلنت منظمة التنمية و التعاون الاقتصادي عن أن أزمة الديون السيادية في أوروبا تستمر بالتفاقم و بدأت بالخروج عن نطاقها لتصيب اقتصاديات خارج و داخل منطقة اليورو، بل لتصيب الاقتصاد العالمي بشكل عام و تثبط مسيرة نموه، و قد حثّت المنظمة البنك المركزي الأوروبي لأخذ المزيد من الاجراءات التحفيزية و رفع نسبة شراءه للسندات الأوروبية في سبيل خفض تكاليف الاقتراض في المنطقة.
هذا و قد أبقت المنظمة توقعاها المستقبلية للاقتصاد العالمي لتبقى عند نمو الاقتصاد عند وتيرة 3.4% للعام الجاري 2012 حيث أن التأثير السلبي القادم من منطقة اليورو سيتم إلغاءه من النمو الأمريكي و اشارات التحسن الأمريكية التي قد تحقق مسيرة تعافي قوية خلال العام الجاري.
إلا أن المنظمة قد قامت بتخفيض توقعاتها للنمو في منطقة اليورو خلال العام الجاري و القادم، مع احتمالية انكماش اقتصاد المنطقة بوتيرة 0.1% خلال العام الجاري مقارنة بالتوقعات السابقة بنمو عند 0.2%، في حين أنها ترى احتمالية نمو اقتصاد المنطقة بوتيرة 0.9% خلال العام القادم 2013 مقارنة بالتوقعات السابقة عند 1.4%.
هذا و قد قامت مؤسسة فيتش للتصنيفات الائتمانية اليوم بتخفيض التصنيف الائتماني لليابان بمقدار درجة واحدة مع وضع الاقتصاد ضمن التوقعات السلبية وذلك مع تنامي المخاوف بأن الياباني ستجد صعوبات كبيرة في تقليص عجز مديونيتها. واضعين بعين الاعتبار أن اليابان حافظت على التصنيف AA+ لفترة طويلة من الوقت، إلا أنها فقدته اليوم ليصبح A+.
و لا تزال الأسواق بانتظار المزيد من الاجراءات الداعمة للاقتصاد بأن يتبناها القادة الأوروبيين في سبيل دعم اقتصاد منطقة اليورو و الحد من آثار أزمة الديون التي أصابت سلباً الاقتصاديات المجاورة و الاقتصاد العالمي ككل، و تبقى الأسواق بانتظار تفاعل الأوروبيين مع مطالبات القادة الأجانب لأخذ المزيد من الخطط الجادة و محاربة أزمة الديون، خاصة وسط احتمالية خروج اليونان من منطقة اليورو أصبحت على وشك الحدوث فعلاً.
و السؤال الآن هو هل سيعود الذهب ليُصبح الخيار الأول للمستثمرين في ظل الظروف الاقتصادية السيئة و التي تجبر الأسواق على التوجه لشراء الذهب كملاذ آمن، أم أن الدولار سيستمر باكتساب هذه الصفة و يضغط على الذهب بشكل سلبي مجبراً إيّاه على الهبوط.
اي سي ان