تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 1,159
خبرة السوق: أكثر من 5 سنوات
معدل تقييم المستوى:
13
رد: الانهيار ,,,, ساعة الحقيقة
الطب الصيني عاجز عن مساعدة أوروبا العليلة
جون أوثرز من لندن
في عام 2008 الصين أنقذت العالم. فبعد انهيار ليمان براذرز والاستيلاء على النظام المالي العالمي، أدت حوافز الصين البالغة أربعة تريليونات يوان (570 مليار دولار) إلى عكس مسار أسعار الأصول والاقتصاد.
ويبدو أن هذا يؤيد نظرية ''الفصل'' التي تقول إن الأسواق الناشئة طورت قدرة على النمو بشكل مستقل، حتى وإن كان العالم المتقدم في حالة ركود.
إلا أن العالم (أو على الأقل أوروبا) بحاجة للإنقاذ مرة أخرى ولا يبدو أن الصين قادرة على فعل ذلك مرة أخرى. فبعد طفرة الإنفاق الائتماني الأخيرة، لم تعد لديها الموارد لإطلاق حوافز بحجم الحوافز السابقة. وتتزايد الأدلة على أن الاقتصاد الصيني الذي كان مسؤولا عن معظم النمو في العالم في سنوات الأزمة الائتمانية، آخذ في التباطؤ الآن وأن واردات البلاد تراجعت قليلا، على أساس 12 شهرا متتالية، وبيانات ناتج المصانع ضعيفة. كل ذلك والأسواق العالمية مرتبطة أكثر من أي وقت مضى.
وعلى الرغم من القلق الذي يسود أوروبا، قد يعتبر التاريخ أن أهم عنوان لهذا الأسبوع يأتي من الصين. فقد قالت وكالة الأنباء الرسمية، شينخوا، إن نية الحكومة ''واضحة جدا: لن تكشف عن خطة حوافز كبيرة أخرى لتحفيز النمو الاقتصادي. والسياسات الحالية لتحقيق استقرار النمو لن تكرر الطريقة القديمة لتحفيز النمو التي استخدمت قبل ثلاث سنوات''.
وأثارت الحوافز السابقة الطلب على السلع الصناعية، مثل النحاس، وساعدت على تشكيل فقاعات العقارات. وبدلا من تضخيم الفقاعات وزيادة اعتماد البلاد على الصادرات، تريد القيادة الصينية تحسين البنية التحتية والطلب المحلي. والعمل بهذه الطريقة على إيجاد ''نمو اقتصادي سريع نسبيا ومستقر''، على حد تعبير نائب رئيس مجلس الدولة الصيني، لي كي تشيانغ. وتم تقليل النمو المستهدف إلى 7.5 في المائة ـ أبطأ نمو صيني منذ 13 عاما ـ كجزء من ''هبوط ناعم'' لتحقيق الاستقرار.
وللأسف، في حين قد تكون هذه السياسة هي ما تحتاج إليه الصين، إلا أن بقية العالم كان يأمل في تكرار علاج عام 2008. والصين كبيرة جدا بحيث لا يمكنها التصرف دون أن يكون لتصرفها آثار عميقة تتجاوز حدودها.
وتأثير الصين، الذي غالبا ما يكون غير ملحوظ، يظهر في جميع أنحاء العالم. ففي أوروبا كان من الممكن أن تكون الأزمة أقل حدة بكثير لو أن الضعف لحق باليورو في وقت مبكر. فلماذا ظل قويا جدا؟ إحدى النظريات المثيرة للاهتمام هي أن هذا يعود إلى استخدام الصين لاحتياطات العملات الأجنبية.
فحين يتم تنويع الاحتياطيات الصينية يكون ذلك عن طريق بيع الدولارات وشراء اليورو. وهذا يقوي العملة الأوروبية. وعندما رسم سيمون ديريك، من BNY Mellon، تراكم الاحتياطيات الصينية مقابل اليورو، كان النمط واضحا: أصبح اليورو أقوى حين كانت الصين تبني الاحتياطات - حتى في وقت متأخر مثل العام الماضي، حين كانت الأزمة السياسية في منطقة اليورو في مرحلة حادة. وجاء انخفاض اليورو في صيف عام 2010، بعد أول عملية إنقاذ لليونان، حين سمحت الصين للاحتياطيات بالانخفاض.
انظر أيضا إلى الدولار الأسترالي، الذي غالبا ما يعتبر داعما للصين، والذي تبيع به المواد الخام. فقد انخفض 10 في المائة في الأشهر الثلاثة الماضية. وأسعار المعادن، المدفوعة أيضا بالطلب الصيني، في حالة ركود.
وإذا نظرت بعمق إلى سوق الأسهم تجد تأثير الصين أكثر وضوحا. وقد ألقيتُ بعض الضوء على ذلك قبل البحث الذي أجراه دويتشه بانك والذي قسم فيه الأسهم الأوروبية وفقا للمكان المعرضة إليه بشكل أكبر. وكل الأسواق ستتأثر بالأزمة في منطقة اليورو، لكن منذ بداية العام الماضي حدت الشركات الأوروبية المعرضة للولايات المتحدة خسائرها بـ 5 في المائة فقط، بينما انخفضت الأسهم المعرضة للصين نحو 41 في المائة.
ويعمل التأثير في كلا الاتجاهين، إذ لا يمكن للصين التخلص من تأثير تدفقات رأس المال العالمية. وتخصيص الأصول مدفوع بتطبيق مبسط يتعلق بـ ''ارتفاع أسعار الأصول الخطرة'' و''انخفاض أسعار الأصول الخطرة''. وحين تبدو الأمور مخيفة، يتم بيع الأصول التي تبدو خطرة نسبيا - بما في ذلك أسهم الأسواق الناشئة.
ومنذ أن بلغت الأسهم الأمريكية أدنى مستوياتها في آذار (مارس) 2009، فاقت بصورة ملحوظة أداء مؤشر MSCI للأسواق الناشئة. والنمط الذي ظل سائدا لسنوات وأدى إلى أزمة الائتمان أعاد نفسه مرة أخرى.
وبموجب الفصل، من المفترض أن يفضي الأداء الضعيف للعالم إلى أداء متفوق أكبر للأسواق الناشئة، لكن العكس هو ما يحدث. وإذا أبدى الناس شعورا إيجابيا بشأن أوروبا والولايات المتحدة، سيشترون مزيدا من الأسهم في العالم الناشئ. وإذا كانوا يشعرون بالقلق من الغرب، سيبيعون الأسواق الناشئة أكثر.
والحجة على المدى الطويل لصالح الصين لم تتأثر، وعلى المدى القصير ستتفوق الأسواق الناشئة في أدائها إذا انخفض التوتر بشأن أوروبا. لكن على المستثمرين الذين يأملون في عزل أنفسهم عن المخاطر الأوروبية أن يعلموا أن تدفقات الأموال العالمية تضمن أن لا تؤدي الأسواق الناشئة هذه المهمة على المدى القصير. والصين لن تنقذ الأسواق الغربية مرة أخرى عن طريق إطلاق كثير من المال ليتم إنفاقه على الأشياء الغربية.
التوقيع
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات...