لقاءات مكثفة للرئيس مرسي في بكين‏

شدد السفير أحمد رزق سفير مصر لدي الصين علي أهمية زيارة الرئيس محمد مرسي المقررة للصين نهاية الشهر الجاري‏,‏ والتي تستغرق يومين‏.‏
وقال إنها زيارة التاريخية كونها الزيارة الأولي لأول رئيس مصري منتخب بعد ثورة25 يناير لدولة كبيرة في لفتة تعبر عن خصوصية العلاقات التاريخية بين البلدين, وما تتطلع إليه مصر في تعزيز العلاقات في مختلف المجالات وعلي المستويين الرسمي والشعبي, والإنطلاق إلي آفاق أرحب.
وقال السفير أحمد رزق, في اتصال هاتفي مع مندوب الأهرام إن زيارة الرئيس محمد مرسي تأتي تلبية للدعوة التي تلقاها من نظيره الرئيس الصيني هو جين تاو, وإنه بالرغم من ارتباطات السيد الرئيس المتعددة في هذه المرحلة, إلا أن الرئيس حرص علي أن تكون الصين في مقدمة زياراته الخارجية.
أشار السفير أحمد رزق إلي أن لقاءات الرئيس في بكين تعكس الاهتمام الكبير الذي يوليه الجانب الصيني للزيارة حيث سيلتقي السيد الرئيس مع نظيره الرئيس الصيني هو جين تاو في جلسة مباحثات بقاعة الشعب الكبري, كما يلتقي الرئيس مرسي أيضا مع كبار المسئولين الصينيين, وفي مقدمتهم نائب الرئيس شي جين بينغ, ورئيس الوزراء ون جيا باو, وكبير المشرعين الصينيين( رئيس البرلمان) وو بانغ قوه.
وقال إنه من المقرر أن يرافق الرئيس محمد مرسي خلال زيارته للصين وفد كبير رفيع المستوي يضم السادة الوزراء من المجموعة الاقتصادية, والوزرات الفنية, إضافة لوفد ضخم من كبار رجال الأعمال يضم عدة قطاعات كالكهرباء والطاقة, والزراعة, والاتصالات, والتعدين, واللوجستيات, وغيرها من المجالات التي يطمح الجانبان في دعم التعاون المشترك من خلالها, مشيرا إلي أن السادة الوزراء سيلتقون مع نظرائهم الصينيين وكذلك رجال الاعمال من الجانبين علي مدي يومي الزيارة حيث يعقد( ملتقي لرجال الأعمال المصري الصيني).
وأوضح أن زيارة الرئيس مرسي ستتطرق أيضا إلي بحث القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك, خاصة ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من تغيرات وتأثيراته علي الوضع الاقليمي والدولي, فضلا عن مواصلة التنسيق المشترك للبلدين لمواقفهما في المحافل الدولية بوصفهما بلدين كبيرين لكل منهما موقعه المؤثر علي الساحة بهدف خدمة مصالح شعبي البلدين وشعوب الدول النامية بشكل عام.
وأوضح أننا نتوقع أن تشهد العلاقات الاقتصادية بين البلدين طفرة كبيرة في المستقبل, خاصة في ظل الظروف التي تمر بها مصر وحاجتها لحذب رؤوس الأموال والسياحة, وكذلك اجتذاب التكنولوجيا والمعرفة والخبرات الصينية, حيث ان الصين تتوافر لديها رؤوس الأموال التي تبحث عن أسواق للاستثمار, ومصر تعد أرضا خصبة لمثل هذا الاستثمارات, لما يشهده مناخ الاستثمار في مصر من تحسن مستمر بعد إنتهاء فترة عدم اليقين السياسي التي خيمت علي مصر في الفترة الماضية.
وأضاف السفير أحمد رزق أن إمكانيات السوق في مصر واعدة بشكل كبير, فضلا عن موقع مصر المركزي في الاطارين العربي والأفريقي, ومن ثم فإن عائد الاستثمار يكون مضمونا من حيث مردوده الاقتصادي وتأمين مخاطره في مناخ الاستقرار السياسي الديمقراطي والبيئة القانونية والاقتصادية الملائمة التي نتوقع أن تسود خلال الفترة المقبلة, وهو ما يمكن أن يتيح للصين أيضا, طرق مجالات جديدة في مصر ودخول سوق البورصات الواعدة وسوق المال المصري.
وأشار السفير المصري إلي أن الصين يمكن أن تستفيد من الموقع الاستراتيجي المصري كمركز مهم, بموقعها الجغرافي في قلب الشرق الأوسط, والبوابة الشمالية للقارة الأفرقية والمجال الخلفي لأوروبا خاصة جنوبها, واستنادا إلي العلاقات المتينة التي تربط مصر بالدول العربية والأفريقية سواء جغرافيا, أو لمساندة مصر والصين لحركات التحرر العربية والأفريقية منذ الخمسينيات من القرن العشرين, وكذلك دور مصر المركزي في جامعة الدول العربية, ومختلف التجمعات الافريقية علي مستوي القارة, الاتحاد الأفريقي, أو علي مستوي الاقاليم لدول شرق وجنوب القارة الكوميسا, او المبادرات الهامة النيباد, فمصر تعد مدخلا مهما للنفاذ إلي أفريقيا والشرق الأوسط سواء من خلال مركزية دورها في منطقة التجارة العربية الكبري والتي تمثل سوقا يضم حوالي300 مليون مستهلك بحكم موقعها الجغرافي والذي جعلها داعمة للعديد من المشروعات الاستراتيجية والاقتصادية العربية, او ارتباطاتها مع الدول الافريقية.



المصدر: الأهرام المصرية