انقضى أسبوع اقتصادي تمركزت فيه الأضواء على اعصار ساندي الذي اضطر هيئة الأوراق المالية الأمريكية لإغلاق البورصات الأمريكية ليوميين متتاليين و هذا ما شل الحركة في أسواق المال، و بقيت أسبانيا و اليونان هما محط انظار اهتمام المستثمرين خاصة بعد تقديم الحكومة اليونانية مشروع الميزانية العامة 2013 للبرلمان و عدم قدرة وزراء مالية منطقة اليورو على إضافة أي شي يذكر على مسألة حصول اليونان على الدفعة الثانية من خطة الإنقاذ.
عاد التركيز في الأسواق المالية على اليونان من جديد، بدأ الأضواء تنصب على اليونان بعد أن توصلت الحكومة اليونانية و الترويكا مساء الثلاثاء الماضية إلى اتفاق نهائي على حزمة تخفيض الإنفاق بقيمة 13.5 مليار يورو، و لكن هذا الاتفاق بحاجة إلى موافقة من البرلمان اليوناني لكي تستطيع الحكومة اليونانية فرض هذه السياسات التقشفية التي أشعلت الخلاف بين الأحزاب اليونانية.
استمرار الخلاف بين الأحزاب اليونانية المؤلفة للحكومة الحالية من المحتمل ان يؤجل تصويت البرلمان اليوناني على المشروع لأسبوع أخر، بعد ان كان من المقرر أن يقدمه رئيس الوزراء اليوناني أنطونيس ساماراس إلى البرلمان الأسبوع المقبل، و لكن اليونان بحاجة للحصول على تأييد البرلمان قبل 12 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل عندما يجتمع وزراء مالية منطقة اليورو للموافقة على صرف الدفعة الجديدة من قروض الإنقاذ لليونان بقيمة 31 مليار يورو تقريبا حتى لا تشهر اليونان إفلاسها.
كانت الحكومة اليونانية خلال تعاملات الأسبوع الماضي بتقديم مشروع موازنة العام المالي المقبل في الوقت الذي دعت فيه أكبر نقابتين للعمال في اليونان إلى مظاهرة في وسط أثينا مساء أمس احتجاجا على إجراءات التقشف التي تتضمن تخفيضات في الإنفاق العام بقيمة 13.5 مليار يورو وإصلاحات في قطاع العمل.
تفاقمت حدة رفض السياسات التقشفية مما دفع أحد أعضاء حزب الباسوك لاستقالة يوم الأمس احتجاجا على مقترحات السياسات التقشفية، و كانت المحكمة اليونانية بنهاية الأسبوع قد حذرت من عدم دستورية الإصلاحات المرتبطة بأنظمة المعاشات التقاعدية، فالمقرضين الدوليين يريدون تخفيض معاشات المتقاعدين من 5 إلى 10 % مع رفع سن التقاعد عامين إلى 67 بدلا من 65 عاما.
لم يستطيع وزراء مالية منطقة اليورو يوم الاربعاء الماضية في المؤتمر الصحفي عبر الهاتف من تحقيق أي تقدم يذكر في قضية حصول اليونان على الدفعة الثانية من خطة الإنقاذ، إذ لا يزال الخلاف قائما بين ألمانيا و صندوق النقد الدولي حول حاجة المقرضين الدوليين لقيام الحكومات الأوروبية بالمزيد من المشاركة الفعالة للحد من عبء الديون اليونانية.
و من أسبانيا كانت الرؤية أقل توترا، فقد أظهرت القراءة الأولية للناتج المحلي الإجمالي تراجع في وتيرة انكماش الاقتصاد الأسباني خلال الربع الثالث بأفضل من التوقعات ليسجل انكماشا عند 0.3% مقارنة بالانكماش في القراءة السابقة بنسبة 0.4% في حين كان من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد بنسبة 0.4%، و على المستوى السنوي انكمش الاقتصاد بوتيرة أسوا من الربع الماضي ليسجل 1.6% مقارنة بالانكماش في القراءة السابقة 1.3% إلا أن القراءة جاءت أفضل من التوقعات المتشائمة بانكماش بنسبة 1.7%.
و في بيان مستقل، أعلنت الحكومة المركزية الأسبانية أن العجز لديها قد تراجع إلى 4.39% في التسعة أشهر المنتهية في سبتمبر/أيلول من 4.77% للقراءة السابقة وذلك بدعم من تحسن الإيرادات بفعل ارتفاع الحصيلة من رفع الضريبة على المبيعات، و لكن عزيزي القارئ يبقى التركيز الأكبر في الأسواق طلب أسبانيا خطة إنقاذ من المقرضين.
و أخيرا، لا تزال فرنسا وبريطانيا تعارض لخطة التي تتضمن تخفيض الميزانية العمومية للاتحاد الأوروبي بقيمة 50 مليار يورو، فبريطانيا تعارض على وضع قيمة محددة لتخفيض العجز في الميزانية ما بين 2014-2020، فيما تعارض فرنسا خفض الدعم الزراعي.
ضمن الحديث الميزانية المقترحة من الاتحاد الأوروبي، خسر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خلال الأسبوع الماضي في التصويت البرلماني على مشروع القيود التي سوف يفرضها الاتحاد الأوروبي على الميزانية العامة للسنوات السبع القادمة، و تلقى هذه المقترحات رفضا من النواب حزب العمال وعدد كبير من المحافظين.
يتفاوض زعماء الاتحاد الأوروبي حاليا على موازنتهم للفترة 2014-2020 ، في قرار لابد أن يتفق عليه الأعضاء الـ27 ، على أن يتم طرحها في القمة الأوروبية التي تقام يومي 22 و23 نوفمبر/تشرين ثان المقبل.
التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لايموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير {الحمدلله الذي تواضع كل شيء لعظمته}
{الحمدلله الذي استسلم كل شيء لقدرته}
{الحمدلله الذي ذل كل شيء لعزته}
{الحمدلله الذي خضع كل شيء لملكه} 
أسبوع اقتصادي تسلط الأضواء فيه على اليونان و اعصار ساندي
المواضيع المتشابهه 
