موديز تربك أسواق العالم بعد خفض تصنيف فرنسا

أربكت وكالة التصنيف الائتماني موديز الأسواق العالمية أمس إثر خفضها لتصنيف فرنسا. واستقر اليورو مقابل الدولار إذ طغى تفاؤل حذر بأن يصرف وزراء منطقة اليورو مساعدات لليونان المثقلة بالديون على خفض التصنيف الائتماني لفرنسا.

وتراجعت الأسهم الأوروبية وانخفض مؤشر كاك 40 الفرنسي لكن المحللين قالوا إن الخفض كان مستوعبا بالفعل في أسعار الأسهم مضيفين أن المكاسب القوية للجلسة السابقة ـ عندما سجل يوروفرست 300 أكبر مكسب يومي له في عشرة أسابيع ـ جعلت البعض يستغل القرار كمبرر للبيع لجني الأرباح.

أسواق أوروبا

وتراجع كاك 40 بنسبة 0.5% في حين انخفض يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 0.3% إلى 1088.66 نقطة بعدما ارتفع 2.3% أول من أمس الاثنين. وقال جراهام بيشوب كبير محللي الأسهم في اكزان بي.ان.بي باريبا إن خفض تصنيف فرنسا مخيب للآمال ويشير إلى أن قلب أوروبا يعاني بعض الشيء. لكن السوق تتحدث عنه منذ فترة. إنه مجرد رد فعل تلقائي ولا ينبئ بتغير جذري في قواعد اللعبة.

وأضاف: نتوقع بنهاية العام أن نعوض بعض الخسائر التي تكبدناها على مدى الشهر الماضي وأن نبدأ العام الجديد بصعود واسع النطاق. تعجبنا الشركات الصناعية والإعلام وخدمات الأعمال والبنوك ولا تعجبنا قطاعات مثل الأغذية والمشروبات والمنتجات الفاخرة.

وعانت أسهم الشركات المرتبطة بدورة الاقتصاد مثل البنوك حيث انخفض مؤشر القطاع 0.9% ومثل قطاع السيارات الذي تراجع مؤشره 0.6%. وفي أنحاء أوروبا انخفض مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني ومؤشر داكس الألماني بنسبة 0.4%.

نيكاي ينخفض

وأنهى مؤشر نيكاي للأسهم اليابانية موجة مكاسب دامت لأربع جلسات مع قيام المستثمرين بالبيع لجني الأرباح في أسهم الشركات المصدرة التي صعدت لآمال بأن حزب المعارضة الرئيسي في اليابان سيفوز بانتخابات الشهر القادم ويضغط على البنك المركزي لأخذ مزيد من إجراءات التحفيز.

لكن الخسائر جاءت محدودة مع تحول المستثمرين إلى قطاعات لم تلحق بموجة الصعود مثل الاتصالات والتجزئة. وأغلق نيكاي منخفضا 0.1% عند 9142.64 نقطة بعدما ارتفع 5.7% في الجلسات الأربع السابقة في حين استقر مؤشر توبكس الأوسع نطاقا دون تغير يذكر عند 762.04 نقطة.

طلب قوي

وعزز الطلب على اليورو دلائل على أن اليونان في سبيلها للحصول على المعونة لتعوض العملة الموحدة الخسائر التي منيت بها في وقت سابق بعد خفض وكالة موديز تصنيف فرنسا الممتاز في ساعة متأخرة من أول من أمس الاثنين.

واستقرت العملة الموحدة تقريبا عند 1.2802 دولار. ونزل الدولار 0.2% إلى 81.21 يناً واستقر قرب أعلى مستوى في سبعة أشهر الذي سجله في الجلسة السابقة عند 81.59 يناً وسط تصاعد المطالبات من قوى سياسية لتوسع نقدي كبير. وهبط اليورو بعد أن سجل أعلى مستوى في أربعة اسابيع عند 104.29 ينات وانخفض في أحدث تعاملات 0.4% إلى 103.87 ينات.

تحذير جديد

وحذرت موديز من خفض جديد لتصنيف فرنسا وذلك إذا أخفقت حكومة الحزب الاشتراكي في تنفيذ الإصلاحات المعلنة. وقال ديتمار هورننج كبير محللي تصنيف فرنسا لدى موديز: سنجري مزيدا من الخفض في حالة حدوث مزيد من التدهور في التوقعات الاقتصادية لفرنسا أو في حالة وجود صعوبات في تنفيذ الاصلاحات المعلن عنها.

وخفضت موديز تصنيف فرنسا مع نظرة مستقبلية سلبية متعللة بتحديات اقتصادية هيكلية واستمرار تراجع القدرة التنافسية لثاني أكبر اقتصاد في أوروبا. وقال هورننج إن فرنسا مازالت معرضة لصدمات خارجية جراء أزمة منطقة اليورو وبصفة خاصة في ضوء الصلات القوية التي تربط اقتصادها وقطاعها المالي بدول جنوب أوروبا المتعثرة.

وأضاف: إذا كانت هناك صدمات اقتصادية ومالية قوية جراء أزمة ديون منطقة اليورو فسيشكل ذلك ضغوطا نزولية على تصنيف فرنسا. وتابع أن ميزانية فرنسا لعام 2013 والتي تتضمن إجراءات لخفض العجز بمقدار 30 مليار يورو إضافة إلى وثيقة لزيادة القدرات التنافسية كشف عنها هذا الشهر تهدف إلى خفض تكاليف العمالة في الشركات تعدان خطوات مهمة.

باريس تقلل

وقللت الحكومة الفرنسية من اهمية قرار وكالة موديز خفض درجة فرنسا الممتازة، مؤكدة ان فرنسا تبقى "قيمة مضمونة" وتحتل المرتبة الثانية بعد المانيا. وقالت الناطقة باسم الحكومة نجاة فالو بلقاسم: اريد ان اقلل من خطورة هذا القرار.

وأكدت ان "فرنسا "تبقى قيمة مضمونة وتحتل المرتبة الثانية بعد ألمانيا. واضافت ان المستثمرين ما زالوا يقرضون فرنسا في شروط مناسبة جدا. نستدين مثلا بقروض قصيرة الامد وبفوائد بنسب سلبية وهذا لم يحصل منذ فترة طويلة وسيستمر. وتابعت ان الاسواق لا تبدو مضطربة كثيرا بسبب القرار.

وقالت الناطقة باسم الحكومة ان "هذا القرار لن يعاقب السياسة التي تتبعها الحكومة ـ وسنرى في الاشهر المقبلة ـ بل تلك التي اتبعتها الحكومة السابقة" في عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي.

الين يهبط

وحوم الين قرب أدنى مستوى في سبعة أشهر أمام الدولار وقال متعاملون إن من المرجح أن يظل معرضا لضغوط على الأمد القريب وسط تصاعد المطالبات السياسية لمزيد من التيسير النقدي.

ولم يطرأ تغيير يذكر على الين بعدما أحجم بنك اليابان المركزي عن أخذ مزيد من إجراءات التحفيز النقدي وهو ما كان متوقعا في أعقاب تيسير في سبتمبر وأكتوبر. وبلغ الدولار في أحدث سعر له 81.28 ينا منخفضا 0.1% عن أواخر التعاملات في الولايات المتحدة. ومازال الدولار قرب المستوى المرتفع للجلسة السابقة 81.59 ينا وهو أعلى سعر منذ أواخر ابريل.

استقرار الذهب

استقر الذهب في أعقاب أكبر مكسب يومي في أسبوعين مدعوما بآمال التوصل لحل للمشاكل المالية في الولايات المتحدة وبفعل التوترات في الشرق الأوسط لكن نال منه ارتفاع الدولار. وتحسنت المعنويات خلال اليومين الماضيين بعدما أبدى مشرعون أميركيون ثقتهم بتوصل الكونجرس لاتفاق لتفادي تحرك تلقائي لرفع الضرائب وخفض الانفاق في اوائل 2013 تحاشيا لتجدد الركود الاقتصادي. ولم يطرأ تغيير يذكر على سعر الذهب عند 1732.59 دولارا للأوقية بعد أن زاد 1% في الجلسة السابقة.بحسب البيان

واستقر الذهب في المعاملات الأميركية الآجلة عند 1733.10 دولارا للأوقية. واستقر السعر الفوري للفضة عند 3.13 دولارات للأوقية عقب ارتفاع 2.5% في الجلسة السابقة. ارتفع البلاتين 0.09% إلى 1572.25 دولارا للأوقية في حين صعد البلاديوم 0.28% إلى 638.79 دولارا.

التوقيع