رد: رحلات محتملات مع العملات
هل نحن أمام فقاعة أسهم أمريكية ؟
اقتصاد الفقاعة أو اقتصاد البالون (بالإنجليزية: The Bubble Economy) هو وصف لحالة تحدث عندما تتسبب المضاربة على سلعة ما في تزايد سعرها، بطريقة تؤدي لتزايد المضاربة عليها. وقتها يبلغ سعر هذه السلعة مستويات خيالية، في تشبيه انتفاخ البالون، حتى يبلغ مرحلة ما يسمى بانفجار الفقاعة أو البالون (الانهيار) وحدوث هبوط حاد ومفاجئ في سعر هذه السلعة.كذلك يُقصد بهذا التعبير وصف بعض الاقتصاديات التي تشهد رواجاً اقتصادياً كبيراً لفترات زمنية محدودة، دون أن تستند إلى قاعدة إنتاجية متينة قادرة على توليد الدخل المنتظم والاستمرار في الرفاهة والرواج على أسس دائمة ومتواصلة.
ولتوضيح الأمر حول الأسهم الأميركية سنأخذ مؤشر الداو جونز مقياسا لنا للتوضيح ,وبظرة تاريخية موجزة .
مؤشر الداو جونز أو الداو 30 وهو مؤشر صناعي لأكبر 30 شركة صناعية أمريكية في بورصة نيويورك أنشأ في 26 مايو 1896. وهو أقدم مؤشر في العالم وكان يحتوي على أكبر 12 شركة أمريكية وكانت أول شركاته شركة جنرال اليكتريك، وبدات اعداد الشركات المدرجة بالتزايد حتى وصل إلى 30 شركة عام 1928، ومن الشركات التي تم ادراجها في المؤشر شركتي شيفرون وبنك أوف أمريكا في 19 فبراير 2008.
مؤشر الداو فى شهر أكتوبر من عام 2007م وقبل الأزمة المالية كان يتداول حول مستويات 14,165 نقطة بعد اقل من 18 شهر ومع دخول البلاد في ازمة الرهن وما تبعها انخفض إلى أكثر من 50% عند مستوى 6594 نقطة وذلك فى شهر مارس من عام 2009م.
لكن منذ ذلك الوقت و حتى ألان و خلال الأربع سنوات الماضية (2009م- 2013م) ارتفع مؤشر الداو إلى أكثر من الضعف وبنسبة تجاوزت 110% وتجاوز المؤشر إغلاق أكتوبر 2007م قبل الأزمة المالية ووصل إلى مستويات غير مسبوقة. وصلت بأقفال السوق يوم أمس الاثنين 14440 نقطة وهو ارتفاع قياسي جديد و أيضا زمن قياسي للتعافي يعد الأقوى في تاريخ الداو خلال فترة 4 سنوات فقط مقارنة بالتعافي من انهيار عام 1929م والذي استغرق 25 سنة, أي خمس المدة التي تعافى فيها بدورته الاقتصادية والطبيعية !!
بكل بساطة ترجع ارتفاعات الداو نتيجة برامج التيسير الكمي والتي انطلقت في شهر ديسمبر من عام 2008م بدا الفيدرالي الأميركي العمل فيها والتي تعرف باسم التسيير الكمي الأول (QE1) , وكان لكل برنامج جديد الدور الرئيسي بارتفاعات وصولا للتيسر الأخير سنة 2012.
لو لاحظنا فأننا لم نتحدث عن أسباب طبيعية او أساسية تدعم الارتفاعات الشاهقة التي يسجلها المؤشر بالفترة الحالية او حتى خلال السنوات الماضية مع بداية الأزمة المالية , فتعافي الاقتصاد الأميركي لا يزال هشا 1% وأرباح الشركات بالسوق (1,18 % )وهى أرقام غير متواضعة .
نعم نميل للأخذ بان أسواق الأسهم الأميركية داخل فقاعة وقابلة للانفجار بأي وقت قد يكون اقرب مما نتصور , وان كانت بعض التحاليل تقول بانخفاض او تصحيح مع انفجار الفقاعة يصل 10% من الارتفاع المنطلق من مستويات قرب 6594 قاع مارس 2009 , فأننا نختلف هنا معهم ونميل لتجاوز 15% ولذلك أسباب سنتطرق لها مستقبلا ..
بقلم :قاسم العفوري