خبير نفطي: توقعات بعدم ارتفاع أسعار نفط خام الإشارة "برنت" عن متوسط 120 دولاراً للبرميل

قال "محمد الشطي"، الخبير النفطي، أن هناك عدد من المراقبين في السوق يتوقعون عدم ارتفاع اسعار نفط خام الإشارة «برنت» عن متوسط 120 دولارا للبرميل ويعزون ذلك إلى تطورات منها:

1 - الإعلان المتكرر للبلدان المستهلكة بأنها ستستخدم المخزون النفطي الاستراتيجي لها لتهدئه أسواق النفط والتخفيف من حدة تقلبات الاسعار خصوصاً اذا ما ارتفعت الأسعار عن 120 دولاراً للبرميل.

2 - قامت بلدان الخليج العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية برفع معدلات انتاجها في السوق النفطية في أوقات ارتفاع اسعار النفط الخام بشكل كبير وهو ما اسهم في تهدئه اسواق النفط.

3 - كفاية المعروض من إمدادات النفط في السوق النفطية.

4 - مستوى المخزون من النفط الخام في العالم يضمن إمدادات كافية في السوق النفطية، وفي هذا السياق فإن المخزون النفطي للبلدان الصناعية (OECD) بلغ بنهاية يناير 2013 عند 45 مليون برميل، أعلى من متوسط السنوات الخمس الماضية.

علماً بأن اسعار نفط خام «برنت» قد بلغت 114.7 دولار للبرميل خلال السنه المالية أبريل 2011 مارس 2012، وانخفض المتوسط الى 110.4 دولار للبرميل خلال السنة المالية ابريل 2012 مارس 2013، ولكن المتوسط مازال يفوق المئة دولار للبرميل.

وأضاف لـ (الراي): "في الجملة فإن اساسيات السوق قوية، وتفوق التوقعات، ولكنها ليست بدرجة ممكن تدفع اسعار النفط الى مستويات تفوق 120 دولارا للبرميل والتي يمكن ان يتوقع حدوثها في حال تعاف واضح في اداء الاقتصاد العالمي يرتفع معه الاستهلاك العالمي على النفط بشكل يفوق التوقعات بمعدلات ملحوظة، أو حدوث انقطاع كبير في إمدادات النفط في السوق النفطية لفترة".

ومن المؤشرات على متانة السوق النفطية هي (1) استمرار اسعار نفط خام «برنت» في الباكورديشين، (2) استمرار أسعار زيت الغاز في الباكورديشين، وهي دلائل على دعم مستويات الاسعار الحالية.

وعلى صعيد المعروض من النفط الخام من خارج الاوبك وعلى وجه الخصوص من الولايات المتحدة الاميركية، فقد صدر تقرير من ادارة معلومات الطاقة الاميركية يوضح آخر مستجدات انتاج النفط هناك، إذ ارتفع الانتاج بمقدار 790 الف برميل يوميا في عام 2012 عن المستوى في عام 2011.

ومن المتوقع ان تبلغ الزيادة خلال العام الحالي 815 الف برميل يوميا ليصل الانتاج الى 7.25 مليون برميل يوميا، ثم تكون الزيادة 570 الف برميل يوميا في عام 2014 ليصل المعدل الى 7.82 مليون برميل يوميا، ولكن على اساس انتاج شهري تتوقع الادارة ارتفاع الانتاج من 6.89 مليون برميل يوميا في شهر نوفمبر 2012 الى 8.15 مليون برميل يوميا في شهر ديسمبر 2014.

خلال السنوات 2010 2012 تم اضافة قدرات ما يقارب من 815 ألف برميل يوميا من شبكة الأنابيب التي تضمن نقل النفط من كندا الى كشينغ، بينما تمت اضافة فقط 400 الف برميل يوميا من شبكة الانابيب لضمان نقل النفط الي المصافي في خليج المكسيك في الولايات المتحدة الامريكيه، وهناك خطط خلال العامين المقبلين لإضافة قدرات ما يقارب 1.2 مليون برميل يوميا من شبكة انابيب لنقل النفط من كندا الى الولايات المتحدة الاميركية، وذاتها سيتم اضافته لنقل النفط الى المصافي في خليج المكسيك.

وتبين أحدث ارقام الواردات من النفط الخام للولايات المتحدة الاميركية هبوطا كبيراً الى مستوى لم تبلغه منذ 1998، إذ تبلغ الواردات عند 7.72 مليون برميل يوميا علما بأن الحصة التي تأثرت بشكل كبير هي النفوط الإفريقية، ومع ارتفاع انتاج النفط الخام في الولايات المتحدة من خلال حقول النفط (ايغل فورد)، (بيرميان)، و(باكان) وهي نفوط فائقة النوعية بدأت تشكل تهديد مباشر للنفط الافريقي الخفيف المستورد والذي من المتوقع ان يتلاشى وجوده في السوق الاميركي خلال عام 2013.

* التأثيرات المباشرة لذلك كثيرة:

1 - انفصال اسعار النفوط الأميركية عن التعبير عن اساسيات السوق العالمية وفقدان تواصلها مع نفط خام برنت على اساس فروقات طبيعية تعبر عن النوعية تلك النفوط وتفاضلها، وتفقد هذه النفوط هيمنتها كنفط اشارة.

2 - إن هبوط الطلب على النفط في الولايات المتحدة نتيجة رفع استخدام الوقود في السيارات بما تقدمه التقدم التكنولوجي في هذا المجال، انخفاض الواردات من النفط الخام، وارتفاع الصادرات من المنتجات البترولية خصوصا الديزل وزيت الغاز يعني خفض في الميزان التجاري US TRADE DEFICIT).

3 - وفّرت صناعة تطوير انتاج النفط والغاز من المصادر غير التقليدية ما يقارب من 1.7 مليون وظيفة الى الآن ومن المتوقع ان تسهم في اضافة ما يقارب 3 ملايين وظيفه بحلول عام 2020 (المصدر البيت الاستشاري سيرا)، واكبر المستفيدين في الولايات المتحدة المستهلكين النهائيين في الولايات المتحدة، صناعات الطاقة المحلية، منتجي الطاقة هناك، شركات خدمات توليد الكهرباء هناك.

4 - ضغوط كبيرة على مستويات اسعار النفط والغاز الطبيعي والذي يستخدم كلقيم في صناعه البتروكيماويات وتوسعها اضف الى ذلك صناعات أخرى مثل صناعات الحديد والالمنيوم والزجاج، ولأول مرة منذ عقود تم الاعلان عن خطط لبناء او التوسع في صناعة البتروكيماويات هناك في انتاج الايثلين على وجه الخصوص.

5 - التوسع في انتاج الغاز الطبيعي سيتحول معها الولايات المتحدة الاميركية وكندا الى مصدرين للغاز الطبيعي في السوق العالمية.

6 - من المتوقع ان نرى الولايات المتحدة الامريكيه تتوسع في صادرات المنتجات البترولية، البتروكيماويات، والاسمدة.

وبالرغم مما يتأمله الكثير من تعيين وزير للطاقة جديد يفتح المجال امام بيان الاهمية الاستراتيجية لخط انابيب ( KEYSTONE XL) لنقل النفط من البيرتا في كندا الي الولايات المتحدة الاميركية، ومع هذه الآمال، فإن هذا لا يعني ان هناك عدة عقبات امام تطوير الانتاج من النفط الخام في اميركا لعل من أهمها:

1 - السياسات الطاقوية التي تدفع بقوة في اتجاه رفع استخدام كفاءه الطاقة وتطوير الطاقات المتجددة على حساب الوقود الاحفوري.

2 - اسهامات التوسع في الغاز الطبيعي اثبتت نفعها في خفض انبعاثات الكربون خلال السنوات الأربع نتيجة إحلال الغاز الطبيعي مكان الفحم في توليد الكهرباء بشكل كبير.