حامت أسعار خام برنت قرب 100 دولار للبرميل يوم الثلاثاء في تعاملات متقلبة بعد بيانات عن الصناعات التحويلية من الصين وألمانيا جاءت أضعف من المتوقع مما أضفى مسحة قاتمة على آفاق الطلب على الوقود. وهبط مؤشر اتش.اس.بي.سي لمديري المشتريات إلى 50.5 في ابريل نيسان من 51.6 في الشهر السابق مع انكماش طلبيات التصدير الجديدة في الصين.
ومستوى 50 نقطة على المؤشر هو الحد الفاصل بين النمو والانكماش عن الشهر السابق. وجاءت تلك البيانات في أعقاب نمو أقل من المتوقع للناتج المحلي الإجمالي الصيني في الربع الأول من العام وهو ما أطلق موجة بيع قوية الأسبوع الماضي.
وهناك أيضا انخفاض غير متوقع في أنشطة الأعمال بين الشركات الألمانية رغم ارتفاع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات في منطقة اليورو قليلا متوافقا مع توقعات المحللين.
وانخفض سعر مزيج برنت تسليم يونيو حزيران أكثر من 1.50 دولار لكنه تعافى ليجري تداوله مرتفعا بواقع خمسة سنتات عند 100.44 دولار للبرميل الساعة 1806 بتوقيت جرينتش.
وهبط الخام الأمريكي الخفيف تسليم يونيو ثلاثة سنتات إلى 89.16 دولار.
وأمس اغلق برنت فوق 100 دولار لاول مرة في خمس جلسات مع اقبال تجار على الشراء نظرا لهبوط النفط دون هذا المستوى المهم من الناحية النفسية.
وانخفض برنت أكثر من عشرة بالمئة من نحو 111 دولارا للبرميل في اوائل ابريل نتيجة بواعث قلق تجاه النمو العالمي.
وأطلق الانخفاض تكهنات بأن منظمة أوبك ربما تعيد النظر في الامدادات في اجتماعها في 31 مايو آيار رغم أن ليبيا قالت إنها تسعى لزيادة حصتها الإنتاجية في المنظمة.
وفي ضوء النمو المتوسط في الصين من المتوقع أن تبقي السعودية على إنتاجها دون تغيير خلال الربع الثاني من العام بعدما خفضت الإنتاج 700 ألف برميل يوميا في الشهرين الأخيرين من 2012.
وساهمت المخاوف حول الامدادات بفعل العنف في دول منتجة للنفط في تقليص هبوط الأسعار.
فقد قتل 23 شخصا على الأقل يوم الثلاثاء في اشتباكات بين قوات الأمن العراقية ومحتجين من المسلمين السنة بعدما داهمت القوات مخيم احتجاج مناهض للحكومة بالقرب من كركوك بحسب ما قالته مصادر عسكرية.
وقالت الشرطة إن سبعة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 17 آخرون في تفجيرين استهدفا مصلين أثناء خروجهم من مسجد للسنة في جنوب العاصمة بغداد.
وتضررت السفارة الفرنسية في ليبيا اليوم فيما يبدو أنه تفجير سيارة نتج عنه إصابة إثنين من الحراس في أول هجوم من نوعه في العاصمة طرابلس منذ انتهاء حرب 2011 التي أطاحت بمعمر القذافي.
واستفاد سعر برنت أيضا من الاشتباكات في نيجيريا أكبر منتج للنفط في أفريقيا وتوقف صادرات خامها بوني الخفيف لأسباب قاهرة.
ويتعرض إنتاج نيجيريا النفطي لسرقات على نطاق واسع وهو ما دفع رويال داتش شل الأسبوع الماضي لإغلاق خط أنابيب نيمبي الذي ينقل 150 ألف برميل يوميا من الخام.
وربما يرتفع الإنتاج في أنحاء أخرى في أفريقيا والشرق الأوسط مع استئناف ضخ النفط من جنوب السودان وتخفيف عقوبات الاتحاد الأوروبي على سوريا لإتاحة المجال أمام المعارضة لبيع النفط