رد: الاخبار والتقارير الاقتصادية الهامة ليوم الاربعاء 15/ 7 / 2009
ارتفاع أسعار النفط تبعد شبح انكماش الأسعار في الولايات المتحدة
مؤشر نيويورك الصناعي يفاجئ الأسواق، بينما يؤكد تقرير أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة ما صدر الأمس عندما ارتفعت أسعار المنتجين، الأمر الذي يبعد شبح انكماش الأسعار التي كانت تقلق العديد من صانعي السياسات النقدية؛ لكن الأسواق تبقى على انتظار محضر اجتماع البنك الفدرالي على أمل أنه من خلاله قد تصدرت قرارات جديدة من شأنها أن تقدم العون للاقتصاد الأمريكي المصاب...
تقرير أسعار المستهلكين من أهم دلائل التضخم في الولايات المتحدة، حيث نجد أن الأسعار قد ارتفعت في حزيران بأكبر وتيرة لها في 11 شهرا بنسبة 0.7% أي بأكثر من الارتفاع السابق بنسبة 0.1% و الارتفاع المتوقع بنسبة 0.6%، أما على الصعيد السنوي فقد تراجعت الأسعار بنسبة 1.4% أي بأكثر من تراجع شهر أيار بنسبة 1.3% و لكن أقل من المتوقع -1.5%.
أما بالنسبة للأسعار المستهلكين التي تستثني الغذاء و الطاقة فقد ارتفعت في حزيران بنسبة 0.2% أي بأكثر من السابق و المتوقع 0.1%، فيما نجد أن أسعار المستهلكين الجوهرية السنوية قد ارتفعت بنسبة 1.7% أي كما تنبأت الأسواق و لكن بأقل من السابق 1.8%.
نجد أن ارتفاع أسعار النفط قد ساهم بشكل رئيسي في هذا الصعود لأسعار المستهلكين و ليس بدء المستهلكين بالإنفاق من جديد، حيث تخطت أسعار النفط مستوى 70 دولار للبرميل؛ بينما تبقي الشركات و المتاجر أسعارها منخفضة أملا في أن يزداد الطلب على مختلف السلع و الخدمات، و هذا بالأصل ما فتح الطريق للبنك الفدرالي بتخفيض أسعار إلى 0.0%-0.25% الأدنى لها على الإطلاق.
حيث تبين من خلال تفاصيل التقرير أن أسعار الطاقة التي تشكل 7.6% من مجمل قيمة المؤشر قد صعدت بنسبة 7.4% في حزيران من الارتفاع السابق 0.2%، فيما ارتفعت أسعار الخدمات التي تشكل 60.4% من قيمة المؤشر بنسبة 0.1% فقط من السابق 0.0%، أما أسعار الغذاء و المشروبات التي تشكل 15.8% من مجمل المؤشر فقد ارتفعت بنسبة 0.1% من السابق -0.2%، أما أسعار الكمبيوترات فقد تراجعت بنسبة 1.1% من السابق -1.6%.
نجد أن أسعار الملابس التي تشكل 3.7% من قيمة المؤشر قد ارتفعت بنسبة 0.7% في حزيران من السابق -0.2%، في حين ارتفعت أسعار المواصلات التي تشكل 15.3% من قيمة المؤشر بنسبة 4.2% من السابق 0.8%، أما أسعار السيارات فقد ارتفعت بنسبة 0.4% في حزيران من السابق 0.5%، أما أسعار وقود المحركات التي تشكل 3.0% من قيمة المؤشر فقد ارتفعت بنسبة 17.3% من السابق 3.1%.
ارتفاع الأسعار بشكل مفاجئ لن يكون أيضا عاملا مخففا بالنسبة لصانعي السياسات النقدية، لأنه من جهة مستويات البطالة التي وصلت إلى 9.5% تواصل ارتفاعها، و هذا يقلل من مستويات دخل الأفراد اللذين سيواجهون صعوبة في حال ازدادت عليهم تكلفة المعيشة بشكل مفاجئ؛ بينما البنك الفدرالي قد يجد نفسه ملزما لبدء رفع أسعار الفائدة من جديد للحد من انفجار الأسعار.
لكن حتى الآن التضخم ما يزال بعيدا عن المنطقة الملائمة للبنك الفدرالي، و بما أن الأوضاع الاقتصادية في أكبر اقتصاد في العالم ما تزال ضعيفة من حيث البطالة، الاستثمارات و الاستهلاك، فإن البنك الفدرالي سيجد من المناسب الحفاظ على أسعار الفائدة عند هذه المستويات المتدنية من أجل تقديم العون إلى الأمريكيين و الشركات.
ننتقل إلى مؤشر نيويورك الصناعي الذي يقيس نشاط الصناعات في ولاية نيويورك الذي فاجئ الأسواق اليوم بالتحسن الرئيس الذي طرأ عليه حيث سجل تراجع في تموز بقيمة 0.55 مقابل السابق -9.41 و المتوقع -5.00؛ حيث نجد أن هذا التحسن قد عاد إلى ارتفاع الأسعار المدفوعة بقيمة 10.42 في تموز من السابق -5.75، و ارتفع أيضا الشحن إلى 10.97 من السابق -4.84.
بالنظر إلى تفاصيل التقرير نجد أيضا أن الطلبات الجديدة قد ارتفعت بنسبة 5.89 في تموز من السابق -8.15، أما المخزونات فقد تراجعت إلى -36.46 من السابق -25.29، و أخيرا بالنسبة لمؤشر التوظيف نجد أنه تراجع إلى -20.83 في تموز أي بتحسن طفيف عن شهر حزيران عندما تراجع إلى -21.84.
هذا و لم تقتصر بيانات القطاع الصناعي الأمريكي على مؤشر نيويورك، حيث صدر تقرير الإنتاج الصناعي لشهر حزيران الذي تراجع بنسبة 0.4%، أي بأقل من المتوقع -0.6% و السابق -1.1% الذي تم تعديله إلى -1.2%؛ أما بالنسبة لمعدل استغلال الطاقة فقد ارتفع بنسبة 68.0% في حزيران من السابق 68.3% الذي تم تعديله إلى 68.2%، في حين توقعت الأسواق أن يتراجع على 67.9%.
حيث نجد أن الشركات و المصانع في الولايات المتحدة ما تزال تخفض من إنتاجها الصناعي في حزيران و للشهر الثامن على التوالي بسبب هبوط الطلب المحلي و العالمي على مختلف السلع المصنعة، و لكن من الواضح أن وتيرة تخفيض الإنتاج قد تباطأت، و هذه إشارة على أن الركود في الولايات المتحدة قد بدأ فعلا بالانحسار.
أسواق الأسهم الأمريكية تفاعلت بشكل إيجابي مع البيانات الاقتصادية لهذا اليوم و ما تزال كذلك تتأثر بالنتائج الأفضل من التوقعات التي صدرت الأمس من شركة Intel Corp، Johnson & Johnson و Goldman Sachs Group، حيث سجل مؤشر داوجونز ارتفاعا بنسبة 1.53% أي بقيمة 127.79 نقطة إلى 8487.28 نقطة، بينما ارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 2.17% أي بقيمة 39.01 نقطة ليصل إلى 1838.74، في حين ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 1.52% أي 13.81 نقطة إلى 919.65 نقطة.