نظرة على اتجاهات الصناعة في ختام أعمال مؤتمر أفكسبو للفوركس في قبرص

في ختام أعمال اليوم الثاني والأخير لمؤتمر أفكسبو في فندق جراند ريزورت في ليماسول، قبرص, عقدت المزيد من الحلقات النقاشية والتي واصلت تغطيتها للمواضيع المرتبطة باهتمامات الصناعة.
العديد من النقاشات تركزت حول قبرص باعتبارها احد المراكز الرئيسية لتجارة الفوركس والخيارات الثنائية خصوصا في أعقاب حزمة الإنقاذ الأخيرة والتي أثارت كثيرا من الجدل للدرجة التي دفعت السيد جايسون بالور, الشريك المؤسس لجاكفوما انفيستمنت ليمتد, إلى وصف هذا اليوم بـ "الاثنين الأخضر".
بدأت حلقة اليوم النقاشية في وقت مبكر من بعد ظهر الخميس وتعرضت خلالها للعديد من الموضوعات العامة المرتبطة بالصناعة من كافة أرجاء العالم. السيد عادل صدقي, محرر قسم الأعمال ذات الطبيعة المؤسسية في فوركس ماجنتيس للابحاث, افتتح جلسة النقاش التي استمرت على مدار أكثر من ساعة وشارك فيها العديد من المسئولين الرئيسيين في الصناعة وتناولت موضوع التخصيص وكيف يمكن مقارنته بالحلول التقنية الجاهزة كأحد طرق تنمية الأعمال بسوق الفوركس.
السيد جيف ويلكنز, العضو المنتدب في ThinkLiquidity بدأ النقاش بالإشارة إلى ملاحظته بخصوص الاتجاه المتزايد نحو جعل التكنولوجيا اقل تكلفة في كافة جوانبها, الأمر الذي من المفترض ان يساعد الشركات على تحقيق المزيد من التطور.
تيم هامان, الرئيس التنفيذي لشركة فير تريدنج تكنولوجي, قال "المتداولون باتوا أكثر ذكاءا مما سبق حيث يقومون الآن بطلب أشياء من وسطائهم بشكل لم يكن معتادا من قبل. مراكز البيانات باتت تحظى هي الأخرى باهتمام متزايد فيما مدى موثوقيتها باتت مثارا للنقاش. بكل تأكيد فان هناك حاجة لا يمكن التغاضي عنها بخصوص تطوير خطط عمل للوصول إلى التعافى من تبعات الأزمة الأخيرة وهو الأمر الذي من المفترض ان يدعم الثقة في المتداولين الذي بدئوا يعتمدون بشكل متزايد على نوعيات التقنية التي تتميز بطابع مغامر."
السيد هامان استطرد قائلا ان التطور المشار إليه آتى بشكل سريع نسبيا مضيفا. "قبل نحو خمس أو عشرة سنوات لم يكن لدى المتداولين المعرفة الكافية لتوجيه أسئلة لوسطائهم حول الأداء التقني, ولكن الأمور تغيرت تماما في عالم اليوم. الزيادة المضطردة في عمل منصات التداول عبر الجوال باتت لا تخطئها العين , الأمر الذي جعل من استخدام البرمجيات الذكية وإدارة منصات التداول الاجتماعي وتطبيقات الجوال من الأمور الجوهرية."
السيد ستانيسلاف ستوليار, نائب رئيس قسم منتجات الفوركس وعضو مجلس إدارة Devexperts قال معلقا على الأمر "التكنولوجيا باتت المحرك الرئيسي لكافة الأعمال خلال العام الماضي, فالهبوط الحاد في قيم التداول لدى كافة الشركات العاملة في الصناعة, دفع العديد منها إلى الاهتمام بتقليص التكاليف والتي كانت إحدى طرقها هو استبدال العمليات اليدوية بحلول تكنولوجية. "
ستانيسلاف أضاف بالقول "سعى البائعين إلى توفير حلول مخصصة لهذا الأمر بحيث تقلل من التكلفة مع الحفاظ نمو حجم الأعمال. احد الأمثلة الدالة على ذلك هو توفير فئات مختلفة من الأصول وإضافتها إلى منصات التداول الحالية. الوسطاء باتوا يتحدثون إلى البائعين عن هذه النقطة مركزين على ضرورة تسهيل عملية تخصيص منصات التداول بحيث تكون جاهزة لقبول نوعيات جديدة من الأصول."
عادل صدقي, مدير الحوار, وجه سؤالا مباشرا إلى الحضور قائلا "هل بإمكانكم كبائعين جمع فئات مختلفة من الأصول تحت نفس التكنولوجيا المتوفرة حاليا ومن ثم دمجهم معا في ذات الوقت؟"
توم هيجينز, الرئيس التنفيذي لـ Gold-I, أجاب "أفضل شيء يمكن ان يحقق رضا متداول التجزئة هو ان يجد منصة تداول واحدة متوفر عليها كافة فئات الأصول التي تجعل منه قادرا على تداول ما يشاء منها ومن مكان واحد"
الأرنب والسلحفاة – الفوركس في مقابل الأسهم
السيد هامان أضاف بالقول "عامل السرعة هو احد الأمور التي يجب وضعها في الاعتبار ودون ان يقتصر على مفهوم التطوير وحده بل يجب ان يشمل أيضا ضرورة خفض التكلفة. هناك اتفاق بين الحاضرين في هذه الجلسة النقاشية على ان سوق الأسهم شهدت تطورا كبيرا في مسألة سرعة التنفيذ والتي غادرت منطقة الميكروثانية باتجاه النانوثانية, وهو الأمر الذي لم يحققه سوق الفوركس حتى الآن حيث لا يزال قابعا في فضاء الميكرو ثانية."
المنتجات الخاصة مقابل منتجات الطرف الثالث
النقاش تحول إلى التساؤل عن ماهية الخيار الأكثر فاعلية وفائدة للوسطاء وهل هو الاعتماد على الأنظمة الجاهزة أو مطالبة المزودين بتخصيص حلول ذات مواصفات محددة. السيد ويلكنز أجاب بالقول "القرار في هذا الشأن لن يكون حاسما بل ومربكا في بعض الأحيان. نحن اعتادنا طوال الوقت على استخدام الحلول الجاهزة, ومع ذلك عملنا مع بعض البائعين الذين يوفرون حلول مخصصة بطريقة متميزة. يوجد مزيج صحي في هذا الأمر إلا أنني اعتقد أننا بالفعل بدأنا نبتعد نسبيا عن فكرة الحلول الجاهزة بشكل كامل".
السيد هامان التقط طرف الحديث وأضاف قائلا. "اتفق تماما مع جيف. أيضا فان أعمال البطاقة البيضاء تصبح أكثر سهولة مع المنتجات الجاهزة حيث يكون باستطاعتهم بدء التشغيل بشكل سريع. ولكن عندما يرغب الوسيط في تغيير منصة التداول لتتوافق مع احتياجات معينة لديه, وفي ذات الوقت الحفاظ على المتطلبات التنظيمية والسماح للوسيط بتجنب الأضرار المرتبطة بالنظام الحالي, فان مسألة التهيئة والتخصيص تبدوا أمرا لا يمكن التغاضي عنه."
السيد ستوليار اتخذ منحنى أخر وعلق قائلا: "في رأيي الشخصي فان أعمالنا مرتبطة بفكرة التخصيص بشكل كامل. قد يكون بالإمكان تقديم مجموعة من التقنيات التي تناسب الظروف الخاصة بكل شركة ولكن إذا رغبنا في بناء علاقات طويلة الأمد سيتعين علينا رفع مستوى الأداء ومساعدة الوسطاء على الوفاء بالمتطلبات التي تفرضها اعتبارات النمو اللاحقة. الأمر لن يخلوا من المخاطرة إذا كان القرار هو البدء في العمل خلال يومين اعتمادا على الحلول الجاهزة وحدها. فريق الإدارة لدى الشركة يتعين عليه تعلم طبيعة العمل خصوصا في أطوار النمو المتلاحقة ومن ثم اختيار الحلول المناسبة لكل مرحلة. الأمر يتعلق أيضا بجانب التسويق والمزايا التي يمكن ان يوفرها التخصيص لان السؤال الذي قد يطرح نفسه هو عن كيفية قيام المتداول بالمفاضلة بين منتجات متشابهة؟"
عندما طرحنا سؤالاً حول جانب التكلفة المرتبطة بعلميات التخصيص التي تتطلب تغيير عدد من الوظائف, وربما الكثير منها, فان إجابات الحضور كانت متقاربة إلى حدا ما.
السيد هيجنز قال "في اغلب الأحوال تلجأ الشركات إلى الحصول على منصة تداول قياسية ثم يقومون بإضافة ما يصل إلى عشر إضافات لاحقا لتهيئة المنصة وإعطائها طابع مختلف."
آلان بروين، الرئيس التنفيذي لبنك دوكاسكوبى اتخذ ذات المنحنى إلا انه شدد على ضرورة إتاحة بعض الجوانب المخصصة والتي يطلبها الوسطاء بشكل معتاد وبالتالي يرى ضرورة تضمينها كجزء لا يتجزأ من النظام الأساسي, شارحا الأمر بالقول "تم بناء منصة Jforex مصحوبة بواجهات مختلفة يمكن للوسيط ضبطها والاختيار من بينها. كل منصة تداول يجب ان تحظي ببعض التفاصيل المختلفة عن غيرها ومن ثم تساعد في ان تكون التنقية المستخدمة متوافقة مع المتطلبات التنظيمية والتي تتباين هي الأخرى من مكان إلى أخر."
تيم هامان, الرئيس التنفيذي لشركة فير تريدنج تكنولوجي قال "يرغب المتداولون عادة في استخدام اكسبرتات وإشارات التداول وغيرها من طرق التجارة الآلية. وبما أنهم عادة ليسوا مبرمجين سيكون من الضروري ان يكون بحوزتهم قائمة من الخيارات المجهزة سلفا لمساعدتهم في تخصيص منصة التداول بالطريقة التي تناسب أسلوب تجارتهم."
السيد هيجينز تعرض لمسألة الربط بين بائعي منصات الجوال ومتاجر التطبيقات المتاحة على الانترنيت. "مزودي البرمجيات المستقلين يمكنهم ربط الوسيط مع متاجر التطبيقات ومن ثم توفير برامج مفتوحة وقابلة للاستخدام أثناء التنقل وهو الأمر الذي يمكن ان يحدث فرقا في أداء الوسيط. "
وعند طرح السؤال حول مستقبل منصات التداول المفتوحة, كانت الإجابة بنعم مدوية. كافة الحضور اجمعوا على ان منصات التداول المغلقة لا توفر حلول كافية للوسطاء أو حتى المتداولين معربين عن اعتقادهم بان الطريق تماما أمام المبرمجين والمطورين لمواصلة هندسة منصات التداول المفتوحة.
لماذا نحن بعيدين حتى الآن عن فضاء النانو ثانية؟
السيد هيجينز تعرض لهذه النقطة موضحا انه في قطاع الأسهم يقوم المشاركون بتثبيت أجهزة قريبة من محل التداول ومتصلة ببنيتها الأساسية فضلا عن ان التداولات نفسها تتم في مكان ثابت. بينما في سوق الفوركس فان مراكز التداول متباينة وبلا حدود, لهذا فان التنفيذ عندما يستغرق ما بين 2 إلى 3 ملي ثانية لن يكون مشكلة كبيرة, بعكس ما يكون عليه الحال إذا استغرق 200 ملي ثانية. هيجينز استطرد قائلا. لا توجد حاجة ماسة للركض باتجاه عالم الملي ثانية في صناعتنا, فالتكلفة ستكون باهظة ولن تأتي سوى بفوائد ضئيلة"
من جانبه قال السيد ويلكنز "كافة مزودي جسور التداول يوفرون تنفيذ بهامش زمني بسيط للغاية ولكن مع الوضع في الاعتبار ان قاعدة العملاء تكون منتشرة في كافة أرجاء العالم, ومن ثم باستثناء حالات استخدام استضافة VPS, سيكون هناك بالتأكد تباين في أوقات التنفيذ بحسب الموقع الجغرافي. المتداول الذي يستخدم اتصال الدايل اب بالانترنيت سوف يستغرقه الأمر ما بين 3 إلى 4 ثواني لتنفيذ أمر التداول, بمعنى ان ضمان وجود معيار عالمي في هذه النقطة لن يكون متوقفا على مزود التكنولوجيا. ما يمكن قولة في هذا الصدد هو انه من الواجب السعي دائما إلى تقليل زمن الانتظار إلى أدنى حد ممكن بشرط ان يكون عمليا ولا يحمل الصناعة بتكاليف غير ضرورية في ذات الوقت التي لن يترتب عليها فوائد ذات أهمية."
حلول نقطة التواجد (PoP) باتت احد الأمور الشائعة في فضاء الصناعة خصوصا بعد تزايد عدد هجمات الحرمان من الخدمة أو (DOS) الحضور أشاروا إلى ان حلول PoPs توفر الحماية الكاملة من هجمات DOS وانه من المستحسن دائما توافر هذا النوع من البنى التحتية."
النقاش انتقل إلى مسألة زيادة استخدام PoPs, والتي يعود تاريخها إلى اعو أم 2005/6 حين بدئت هجمات DOS في الظهور. اغلب هذه الهجمات كان يستهدف مواقع الويب الرئيسية للوسطاء وهو الأمر الذي أدى في بعض الأحيان إلى تعطل التداول عليها لدقائق وأحيانا تصل إلى ساعات. كانت هذه هي النقطة التي بدأ من عندها النقاش حول PoPs فيما كان الهدف الثاني متعلقا بأغراض التحميل.
إن كانت لديك منصة تداول مكتبية تتعامل مع حركة مرور كبيرة فان حلول POP سوف تحافظ على سرعة العمل وأداء التحميل للمنصة. الحلول من نوعيه VMWare تظل خيارا جيدا في هذا الصدد حيث تزيد من سرعة الاتصال بين مراكز البيانات.

الجوانب القانونية
محور النقاش الأخير قام بإدارته جيسون بالور وانضم إليه عدد من المحامين القبارصة ممن تعمل شركاتهم في مجال مساعدة وتقديم الاستشارات لشركات الفوركس والخيارات الثنائية فيما يتعلق بالتراخيص والمواضع التنظيمية فضلا عن مساعدة الشراكات الراغبة في بدء أعمالها في قبرص.
النقاش كان عاصفا في هذه النقطة خصوصا بعد إشارة السيد بالور إلى ما سماه " الاثنين الأخضر" .
احد الحضور تعرض إلى تاريخ تطور صناعة في قبرص قائلا "قبل إقرار قانون توجهات الأسواق المالية (MIFID) كان هناك اثنين أو ثلاثة وسطاء يعملون في الفوركس وكانوا حاصلين على ترخيص هيئة الأسواق والأوراق المالية القبرصية (CySEC), ولكن وفقا للنظام القديم. عندما أقر قانون MiFID مصطلح في 2007 أرسلت CySEC خطابا إلى هؤلاء الوسطاء تخبرهم فيه بأنهم لن يكونوا قادرين بعد الآن على توفير خدمات تداول الفوركس الفورية. وكانوا هذا خطأ جسميا ارتكبته CySEC. الموقف الذي اتخذته هيئة الأسواق والأوراق المالية القبرصية كان غير ملائما بالمقارنة مع تصرف الهيئات التنظيمية الأخرى على شاكلة FSA والتي لجأت عوضا عن ذلك إلى تنظيم عمل هذه الشركات. طرحنا هذا الأمر على CySEC وأكدنا لهم ان هذا النوع من التداولات يعتبر احد الصكوك المالية الحقيقية وهو الأمر الذي قوبل بالموافقة في يونيو حزيران 2009 ومثل منذ ذلك الحين الأرضية الحقيقة لنمو صناعة الفوركس في قبرص."
المحامي تل اسحق رون، من احدى شركات المحاماة القانوية تحدث حول عوامل الجاذبية التي جعلت من قبرص احد الأماكن المفضلة للعديد من الوسطاء. قائلا "القرب من إسرائيل, والتي تعتبر موطن عدد كبير من المشاركين في سوق الفوركس فضلا عن مزودي التقنيات والبرمجيات. التكلفة التنافسية. الحصول على ترخيص من هيئية التنظيم القبرصية ارخص كثيرا من التكاليف التي تفرضها FSA\FCA. يمكنك هنا الحصول على ترخيص مقابل 200,00 دولار فيما سيتعين عليك دفع 5 أضعاف هذه التكلفة في المملكة المتحدة, في الوقت الذي ستحقق فيه نفس النتيجة. حيث يمكن الحصول على رقم تسجيل لدى FSA وفي ذات الوقت رخصة من CySEC بسبب وجودهما معا في دائرة الاتحاد الأوربي وهو الأمر الذي مثل إضافة بالغة الأهمية."
المشاركون اتفقوا على انه سيكون من الظلم إجراء مقارنة مع هيئات التنظيم مثل FSA البريطانية (والتي تحولت مؤخرا إلى FCA) فخبرة CySEC لا تتجاوز 10 سوات فيما تقوم FCA بالإشراف على الجوانب التنظيمية في اكبر مركز مالي على مستوى العالم. العديد من المحامين أشاروا إلى ان الهدف الرئيسي لـ CySEC هو تسهيل العمل التنظيمي لصناعة الفوركس وضمان سهولة ممارسة النشاط دون غض الطرف عن تأمين مصالح العميل.
ومع اقتراب هذا الحدث البارز من نهايته في ليماسول وبحضور 1,500 من كبار المسئولين في هذه الصناعة فان تجربة أفكسبو قبرص كانت بالفعل رائعة. نراكم جميعا المرة القادم في طوكيو ثم في لندن مجددا.

شكرًا جزيلًا أخي على المعلومات.

التوقيع

حلم المليون