سعى مسؤولون أمريكيون لتهدئة مخاوف عالمية بشأن أول اكتشاف لسلالة غير مصرح بها من القمح المعدل وراثيا محاولين معرفة كيف خرجت هذه السلالة من حقل تجريبي قبل نحو عشر سنوات. وفي أعقاب أنباء عن العثور على سلالة كانت تطورها شركة مونسانتو العملاقة للتكنولوجيا الحيوية في حقل في اوريجون في أواخر الشهر الماضي ألغت اليابان المشتري الكبير للقمح خططا لشراء القمح الأمريكي في حين قال الاتحاد الأوروبي إنه سيكثف الفحوص. وقالت مصر أكبر مستورد للقمح في العالم إنها لا تشعر بأي مخاوف بعد بشأن الإمدادات.
ويتساءل المزارعون الأمريكيون القلقون عما إذا كانت حقولهم قد لوثت بهذه السلالة.
وحتى بعد اسابيع من التحقيقات مازال الخبراء في حيرة من أمرهم بشأن كيف عاشت البذور سنوات بعد أن أوقفت مونسانتو جميع تجاربها لهذا المنتج. وقال باحث من جامعة اوريجون قام بفحص السلالة إنه تم العثور عليها في حقل ينتج نوعا من القمح مختلفا عن سلالة مونسانتو وبعيدا عن المناطق التي كانت تجري فيها تجاربها.
وقال إد كورليت المتحدث باسم وزارة الزراعة الأمريكية إن تسعة من محققي الوزارة يعملون الآن على الأرض في أوريجون وحولها لجمع الأدلة وشهادات الشهود والعينات.
وقالت مصادر من قطاع زراعة القمح تم إطلاعها على مجريات الأمور يوم الأربعاء الماضي إنه ليس هناك إطار زمني لاستكمال التحقيق.
وقال كورليت "زدنا عدد المحققين خلال هذا الشهر للعمل بسرعة ودقة على تغطية أكبر مساحة ممكنة كل يوم لتحديد المشكلة وكيف وصلت (السلالة) إلى هناك وإلى أين يمكن أن تكون قد ذهبت."
لكن هذا الاكتشاف يهدد بإثارة غضب المستهلكين من مخاطر تلويث منتجات طبيعية بأغذية معدلة وراثيا وقد يشجع منتقدي الأغذية المعدلة وراثيا الذين يقولون إن القواعد التي تنظم هذا النوع من الأغذية في الولايات المتحدة متراخية.
والأمر مقلق بدرجة أكبر لأن هذه السلالة من القمح يعتقد أنها اعدمت بعد انتهاء التجارب عليها عام 2005 إذ تخلت مونسانتو عن جهودها للحصول على موافقة الجهات التنظيمية بسبب معارضة عالمية. ولم يذكر تجار القمح الأمريكي أي إلغاءات لصفقات يوم الخميس وكان التأثير محدودا في بورصة شيكاجو على أسعار القمح التي تراجعت