خبراء: تدهور أسعار الذهب عالمياً يثير كثير من التساؤلات

المستثمرون يندفعون بقوة لشراء الذهب أو الاستثمار في الذهب باعتباره أداة تحوط ضد المخاطر المجهولة، ولكن لماذا هذا التراجع الحاد في أسعاره؟ ليس هناك موضوع يمكن الحديث عنه اليوم أفضل من الذهب باعتباره مادة لها صلة قوية بالاستثمار . ولذلك، فإن التراجع الحاد في أسعار الذهب في الآونة الأخيرة دفع إلى مناظرة حادة بين معسكرين لهما معتقداتهما الراسخة العميقة: أولئك الذين يرون في الذهب قيمة مبالغ فيها وتفتقر إلى كل من أسباب الحصول على الدخل والرأسمال الواقعي، وأولئك الذين يشعرون بأن المسألة مسألة وقت قبل أن يعظم آخرون الدور الفريد الذي يقوم به الذهب باعتباره الترياق الضروري بالنسبة إلى أية حالة ضعف قد يصاب بها أي اقتصاد التي يمكن أن تلحق الضرر بأي محفظة استثمارية متنوعة .
وكما أن هذه المناظرة لها أهميتها، فهي تؤكد الأهمية الكامنة حول ما يحدث حالياً . وتتحدث التخبطات الأخيرة عن وجود دينامية تثبت أهميتها في أماكن أخرى، وتؤكد الظاهرة المتسعة التي تستند إلى أنظمة السوق الغربية التي تنشط من خلال وضع تسعيرة اصطناعية لفترة طالت على نحو غير عادي .
والحقيقة أن هناك إجماعاً حول قصة الذهب التي باتت مسألة مألوفة لدى الكل . وقد اندفع المستثمرون بقوة لشراء الذهب أو الاستثمار في الذهب باعتباره أداة تحوط ضد المخاطر المجهولة مثل التضخم ومواجهة حالة العصبية تجاه أمور غامضة ذات أبعاد كبيرة تشمل اضطرابات الأنظمة الاقتصادية التي لم تكن تطرأ على بال .
والواقع فإن ارتفاع الأسعار يولد أسعاراً أعلى، وهي تفصل على نحو مهم التقويم عن الركائز القائمة حول مسألة العرض والطلب، هذا ما لم يحدث تطور جديد يؤدي إلى سحب البساط من تحت النموذج التشغيلي .
وبينما تلعب توقعات حدوث تضخم وارتفاع أسعار الأسهم دوراً، فإن المحفز الحقيقي لهبوط الأسعار الكبير لم يكن سوى شائعة، وهي أن قبرص قد تضطر إلى بيع حيازاتها من الذهب . وتضم هذه الحيازات كمية ضئيلة من الذهب لا تتجاوز قيمتها المليار دولار، ولكن هذا الموقف جعل المستثمرين ينتبهون على حين غرة لإمكانية أن تطرح كميات ضخمة من الذهب في الأسواق الأوروبية من قبل دول أوروبية أخرى، خاصة من قبل إيطاليا التي تمتلك حيازات من الذهب تقدر ب 130 مليار دولار .بحسب جريدة الخليج

التوقيع