آداب الحوار ....

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .......... وبعد

اخواني الأعزاء .... للنقاش ادآب ..... لا بد ان نتحلى بها جميعا ... خاصة رجال الاعمال والمضاربين والتجار ....... فالتاجر الناجح .........هو ذلك الرجل الذي يعرف قدر نفسه وقدر الآخرين ....... يعلم بأن فوق كل ذي علم عليم ........ وفوق كل خبير خبير ....... منهجه الحكمة ضالة المؤمن اينما وجدها اخذها وعمل بها .... المعلومة والفائدة هي الهدف سواء من صغير او كبير ...... ولا يهمك الشخص نفسه .........
وسوف اذكر بعضها وهو منقول من بحث د.عمر عبدالله كامل
الأصول والقواعد الرئيسة التي تضبط مسار الحوار

الأصل الأول : إرادة الوصول إلى الحق
فلا بد من التجرد في طلب الحق، والحذر من التعصب والهوى، وإظهار الغلبة والمجادلة بالباطل.
الأصل الثاني :تحديد الهدف والقضية
تحديد الهدف والقضية التي يدور حولها الحوار، فإن كثيرًا من الحوارات تتحول إلى جدل عقيم سائب ليس له نقطة محددة ينتهي إليها.
الأصل الثالث :الاتفاق على أصل يرجع إليه
الأصل الثالث: الاتفاق على أصل علمي يرجع إليه.
الأصل الرابع :عدم مناقشة الفرع قبل الاتفاق على الأصل
الأصل الرابع: عدم مناقشة الفرع قبل الاتفاق على الأصل فلا بد من البدء بالأهم من الأصول وضبطها والاتفاق عليها، ومن ثم الانطلاق منها لمناقشة الفروع والحوار حولها.
آداب الحوار النفسية :
هناك آداب تتعلق بنفسية المحاور وشخصه، وهناك ظروف نفسية قد تطرأ على الحوار فتؤثر فيه تأثيرًا سلبيًّا، فينبغي مراعاة ذلك حتى يحقق الحوار غاياته ويؤتي ثمراته.
وأهم هذه الآداب النفسية:
أولًا - تهيئة الجو المناسب للحوار
فلا بد من الابتعاد عن الأجواء الجماعية والغوغائية، لأن الحق قد يضيع في مثل هذه الأجواء. كما ينبغي اختيار المكان الهادئ وإتاحة الزمن الكافي للحوار.
ثانيًا - الإخلاص وصدق النية
لا بد من توفر الإخلاص لله وحسن النية وسلامة القصد في الحوار والمناظرة، وأن يبتعد المناظر عن قصد الرياء والسمعة، والظهور على الخصم والتفوق على الآخرين،
ثالثًا - الإنصاف والعدل
من المبادئ الأساسية في الحوار: العدل والإنصاف، ومن تمام الإنصاف قبول الحق من الخصم، والتفريق بين الفكرة وقائلها، وأن يبدي المحاور إعجابه بالأفكار الصحيحة والأدلة الجيدة .
رابعًا - التواضع وحسن الخلق
إن التزام الأدب وحسن الخلق عمومًا، والتواضع على وجه الخصوص له دور كبير في إقناع الطرف الآخر، وقبوله للحق وإذعانه للصواب، فكل من يرى من محاوره توقيرًا وتواضعًا، ويلمس خلقًا كريمًا، ويسمع كلامًا طيبًا، فإنه لا يملك إلا أن يحترم محاوره، ويفتح قلبه لاستماع رأيه.
خامسًا - الحلم والصبر
يجب على المحاور أن يكون حليمًا صبورًا، لا يغضب لأتفه سبب، ولا ينفر لأدنى أمر، ولا يستفز بأصغر كلمة.
سادسًا - الرحمة والشفقة
إن المحاور المسلم المخلص الصادق يحرص على ظهور الحق، ويشفق على خصمه الذي يناظره من الضلال، ويخاف عليه من الإعراض والمكابرة والتولي عن الحق.
سابعا - حسن الاستماع
لا بد للمحاور الناجح أن يتقن فن الاستماع فكما أن للكلام فنًّا وأدبًا، فكذلك للاستماع، وليس الحوار من حق طرف واحد يستأثر فيه بالكلام دون محاوره، ففرق بين الحوار الذي فيه تبادل الآراء وبين الاستماع إلى خطبة أو محاضرة.
ثامنا - الاحترام والمحبة على رغم الخلاف
الخلاف أمرٌ واقع لا محالة ولكن لا يجوز أن يؤدي الخلاف بين المتناظرين الصادقين في طلب الحق إلى تباغض وتقاطع وتهاجر، أو تشاحن وتدابر.
واخيرا دعني اهمس في اذنيك اخي الحبيب :
اذا رأيت معلومة خاطئة او تحليل غير صحيح لامانع من التنبيه ... والتصحيح ... بأسلوب راقي ومحترم ..... ودائما لاتتعرض للأشخاص .... ولكن تتطرق للموضوع وليس الكاتب .........لا تجعل النقد تصفية حسابات ...او فرد عضلات ...او شماته واستهزاء ........ فأنت لست كاملا ..... ولو فتشت في نفسك لوجدت العيوب الكثيرة .... فالأولى الانشغال بعيوبك عن عيوب الاخرين .........
احبتي .... هذا السوق بحر بل محيط .... ولم يأتي اليوم الذي تتوقع انك تحيط بكل شي .... فليس من امضى فترة فيه او عرف بعض مغازيه دليل على فهمه الكامل ... السوق له ابعاد وجزيئات ودلالات ...... السوق تتشعب فيه الاطراف ليست القضية تحليل فني او اساسي فقط .... بل هناك بنوك و شركات .. واقتصاد الدول ... واهداف عامة وخاصة ....
..... فالجدير بمن يلعب على شاطيء الفوريكس .... ولم ينزل البحر ولم يدخل المحيط أن يعرف قدر نفسه ...... ويحترم الاخرين ... فالجاهل جريء .........

من أهداف الحوار الناجح :

التعريف بالرأي الشخصي / الكشف عن الذات / التعرف على الرأي الآخر / الاعتراف بالآخر وقبوله دون حساسية وأحكام مسبقة / البحث عن المشترك مع الآخر في أقل قدر ممكن/ خلق جسور الثقة مع الآخر / التواصل والتعاون مع الآخر/ منع الخلاف وإقرار الاختلاف وتعدد الآراء / تجنب الإقصاء والاستئصال/ التراجع عن الخطأ أمام الحق / اعتماد العدل وتكافؤ الفرص بين الأطراف المتحاورة / الصراحة بدون مجاملة / الرصانة والهدوء والانضباط / العلم والمعرفة .

ومن الأمور المشجعة على الحوار الناجح ما يلي :

النضج والوعي والحكمة/ العلم والمعرفة / الموضوعية / سعة الصدر والصبر والتحمل والتسامح والمرونة / الانفتاح / التشاور / العدل والإنصاف / الإقرار بالحق / الحجة والبرهان والدليل / التواضع / قبول النصح والنقد.

ومن الأمور المعرقلة للحوار الناجح ما يلي :

جهل الآخر وسوء فهمه / التعصب والتشدد / التسلط والاستبداد / احتقار الآخر وقمعه والتعريض به والسخرية منه وشتمه / الحقد والكراهية / العداوة / الأنانية والأثرة / سوء الظن والنوايا المبيتة / الأحكام المسبقة والمطلقة والمسلمات الخاطئة / التبعية وعقلية القطيع وتغليب منطق الأغلبية على منطق الشرعية/ الإلغاء والإقصاء والاستئصال/ الخلط بين الخلاف والاختلاف / المجاملة الكاذبة/ تقديس الأشخاص / سيطرة عقلية التغالب بوجود غالب ومغلوب
واخيرا .... اقول هذه الكلمات وأنا احوج الناس اليها ولا اقصد احدا بذاته بل من باب

(وذكر فأن الذكرى تنفع المؤمنين )
..... اتنمى للجميع التوفيق والسداد ....

التوقيع

التوقيع

التوقيع