في منطقة الجمالية بشارع الدرب الأصفر يقع بيت السحيمي في مواجهة مسجد وسبيل أغا السلحدار، والذي تعود تسمية إلى آخر ملاكه وهو الشيخ محمد أمين السحيمي شيخ رواق الأتراك بالجامع الأزهر الشريف.
يتجاوز عمر البيت 360 عاما وقد بني على قسمين، القبلي وهو الأقدم، بناه الشيخ عبد الوهاب الطبلاوي عام 1648 م، والبحري بناه الحاج إسماعيل شلبي عام 1699 م .
وفي جولة بالبيت الذي يستخدم الآن كمتحف للعمارة التقليدية، نعبر الدهليز من خلال البوابة والذي يؤدي إلى الصحن وبه حديقة غناء زرعت بالنباتات والنخيل والأشجار، كما يوجد بئر بجوار حديقة النباتات لسقايتها.
ينقسم البيت إلى عدة طوابق تضم 119 قاعة مختلفة.. يخصص الطابق الأرضي لاستقبال الضيوف ويسمى بالسلاملك أما الدور العلوي فمخصص للنساء وهو الحرملك وبعض الأدوار العليا أغلب غرفها للخزين وبعض الغرف المخصصة للجواري والخدم.
وبالبيت عدة أسطح تميل كلها في اتجاه واحد بزاوية بسيطة وتوجد ميازيب للمياه تتجمع من خلالها المياة وقت سقوط المطر في غرفة بالجهة الشمالية من المنزل.
في الصحن الرئيسي تظهر مشربيات الحرملك والتي تسمح للنساء برؤية من في المنزل دون أن يراهن أحد من الرجال، كما توجد بداخل بعض القاعات المرتفعة والتي تصل بارتفاعها إلى الحرملك جسور خشبية جهة القاعة تعبر عليها النساء عاليا ومغطاه بالمشربيات وذلك حتى تتحرك النساء بحرية دون أن يراهن من بالقاعة وجميع قاعات المنزل زينت حوائطها بأخشاب ملونة ومنقوشة ولا تزال تلك الأخشاب تحتفظ بألوانها وحالتها الطبيعية رغم مرور ما يقرب من أربعة قرون على إنشاء البيت.
وأمام الحرملك مباشرة يقع الإيوان الرئيسي بالبيت (الإيوان هو قاعة مقفلة من ثلاثة جوانب والجانب الرابع مفتوح للهواء) ويطل على الحديقة ومنقوش عليه حائطة المزدان بالخشب بردة الإمام البوصيري.
كما زُينت أغلب أرضيات المنزل بالرخام أو بالفسيفساء وتوجد عدة نوافير رخامية كذلك ببعض قاعات السلاملك.
في الجهة الخلفية من المنزل يوجد بئر للمياه من ثلاثة آبار عددتها داخل المنزل وتوجد ساقيتان أحدهما لطحن الحبوب بجوار رحاة ضخمة والأخرى لنقل المياه.
توجد بخلفية المنزل قبة بنيت بالجص على أربعة أعمدة وزينت قمتها بالزجاج الملون وفي أركانها ودائر القبة شبابيك صغيرة من الزجاج الملون وهي تطل على المشربيات من الخلف كما تتزين غالبية المشربيات الخشبية بالزجاج المعشق والملون بألوان تعكس أشعة الشمس في أشكال رائعة الجمال.
وهندسة البيت تعتمد على مساقط الهواء صيفاً وشتاءً فبعض غرف البيت تجدها دافئة في حين أن بعض الغرف الأخرى تتميز بتيار من الهواء يسري دائماً فيها لتجديد هوائها هذا بخلاف أن أغلب قاعات المنزل مزينة بأبيات من بردة البوصيري ومنقوشة بخط النسخ على ألواح منقوشة وملونة من الخشب بداخل أُطُر بيضاء على ألواح من الخشب وتغطي كامل الغرفة بشكل دائري.
يحتوي البيت كذلك ضمن قاعاته على قاعة لقراءة القرآن تطل على الحديقة مباشرة وأكثر من مُصلى والعشرات من الأماكن المجوفة داخل أحجار المنزل والمعدة لحفظ الأطعمة والمشروبات.
شاهد الصور
بيت السحيمى سحر العمارة التاريخية
المواضيع المتشابهه 
