الدولار وثقة السوق يعتمدان على قرار مجلس الاحتياطي الفدرالي
نجح [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] الأميركي في تسجيل تقدّم طفيف في الأسبوع السابق على الرغم من الرياح المعاكسة التي عصفت بثقة المستثمرين (من خلال مقاييس كأس أند بي 500 ومؤشرات التذبذبات)، الى جانب استمرار هيمنة الحذر على توقعات المعدّلات. تعتبر مثل هذه المناعة نظرًا الى تراجع العائدات المحتملة والإبتعاد عن الملاذات الآمنة مشجّعة. مع ذلك، لا يدفعنا ذلك الى اعتبار أنّ العملة هي غير قابلة للإنهزام من الناحية الأساسية. الأسبوع السابق كان فترة من الراحة. فالتفكير عقب البيع الكثيف للمخاطر في النصف الأول من أكتوبر هو معقول عندما تكون المسائل الأساسية غير محلولة....وتواجه العقبات التي نتوقّع تبلورها هذا الأسبوع. من المحتمل أن يحدّد الأخضر وثقة السوق اتّجاههما استنادًا الى الحدث القادم.
من بين الأحداث المرتقبة في الأسبوع القادم، يتمثّل المحرّك الأكثر تأثيرًا بقرار فائدة مجلس الاحتياطي الفدرالي المنتظر يوم الأربعاء (18:00 بتوقيت غرينتش). سيكون ذلك ضروريًا بالنسبة الى الدولار على أصعدة عدّة. سيساهم في تأجيج التوقعات المحيطة بالعائدات المستقبلية النسبية للعملة الأميركية وأصولها. في الأسابيع القليلة الماضية، تدهورت توقعات معدّلات الفائدة الأميركية. أدّى تخفيض توقعات النمو العالمي وضعف البيانات المحلية والتعليقات الإستفزازية لعدد من مسؤولي الاحتياطي الفدرالي الى دفع توقعات أوّل زيادة للمعدّلات الى الوراء.
اعتبارًا من صناديق الاحتياطي الفدرالي والعقود الآجلة لليورو دولار، نجد أنّ السوق لا تقدّر زيادة معدّلات الفائدة حتّى الى حين حلول سبتمبر 2015. في السابق كانت التوقعات تشير الى بدء التحرّك منتصف العام 2015 استنادًا الى اجتماع 17 يونيو. علاوة على ذلك، تمّ تخفيض وتيرة التشديد، ليصبح المعدّل المرجّح 0.46% في ديسمبر 2015 و1.36% في ديسمبر 2016. التوقعات الخاصة لمجلس الاحتياطي الفدرالي للفترات نفسها هي 1.13% و2.50% تباعًا.
سيؤدّي هذا الإختلاف الحادّ الى رسم ردود فعل السوق أزاء الحدث المرتقب. نظرًا الى وجهة النظر الحذرة، سيبدي الدولار ردود فعل إيجابية قوية أزاء النتائج "المحايدة". في هذه الحالة، إنّ صحّة اتّجاه المصرف المركزي الذي برز في الإجتماعات السابقة للتقليص النهائي لبرنامج التيسير الكمّي ستشير الى تمسّك الاحتياطي الفدرالي بجدوله الزمني وتخميناته التي أطلقها في سبتمبر. من أجل الإمتثال الى مستوى الحذر نفسه السائد في السوق، نحتاج الى رؤية تأخير في التقليص الأخير (أمر مستبعد للغاية) أو اتّسام بيان السياسة النقدية الذي يرافق الإعلان بنبرة حذرة.
ما يجعل قرار الفائدة المرتقب أكثر أهمّية بالنسبة الى الدولار هو تأثيره المحتمل على الثقة. يعتبر العديدون أنّ الإنخفاض الحادّ للأسهم العالمية يعزى الى الخوف من إنهاء التقليص- أو إدراك التحوّل الذي يطرأ على أنظمة الحوافز. في حال كان هذا التقييم الأساسي دقيق، سيؤدّي حفاظ الاحتياطي الفدرالي على مساره نحو التشديد الى تبديد المكاسب المحققة في الأسبوع السابق وتقويض هيكلية السوق الحرجة من المشاركة الضعيفة والإعتماد على أوضاع التذبذبات المتدنّية.
في حين يعتمد مصير الدولار والسوق على قرار مجلس الاحتياطي الفدرالي، سيكون هنالك الكثير من الأحداث المحفوفة بالمخاطر من أبرزها قراءة الناتج المحلي الإجمالي الأميركي للفصل الثالث وتأثيره على اليورو (ثاني أكثر عملة ذات سيولة). مع ذلك، إنّ أي ردود فعل ملحوظة أزاء قرار الاحتياطي الفدرالي ستلقي بظلالها على أي بيانات أخرى.
الدولار وثقة السوق يعتمدان على قرار مجلس الاحتياطي الفدرالي
المواضيع المتشابهه 
