الآفاق الأساسية لليورو:محايدة
الأميركي مستويات رئيسيّة واجه اليورو موجة عارمة من السلبيّة الناجمة عن تدفقات الأنباء في الأيام المنصرمة، وأنهى الأسبوع الثاني من شهر نوفمبر على ارتفاع مقابل خمسة من سائر العملات الرئيسيّة السبع. ومع حلول نهاية الأسبوع، أقفل زوج اليورو/دولار على ارتفاع ناهز 0.68% عند 1.1382$، حذا حذوه اليورو/فرنك سويسري في الارتفاع متقدّمًا بنسبة 1.26% - أعانه في ذلك على الأرجح طيف تدخّل البنك الوطني السويسري. وفي هذا الصدد، باتت مقاييس نفور المخاطر بالنسبة الى اليورو تتلاشى، على الرغم من خلفيّة المفاوضات المتوتّرة ما بين الترويكا واليونان.
وفي جميع الأحوال، يبدو أن التصادم ما بين اليونان ومنطقة اليورو ككلّ بات وشيكًا: لا تبدو حكومة سيريزا مستعدّة لخرق وعودها الانتخابيّة بإنهاء مرحلة التقشّف؛ كما أن مجموعة الدائنين بقيادة ألمانيا لا تبدو مستعدّة للسماح بإعفائها من الديون خارج إطار البرنامج الحالي. مع ذلك، يأمل المسؤولون أن يتمّ التوصّل الى حل وسط: أعلن البنك المركزي الأوروبي أنّه سيقوم بتوسيع دائرة برنامج مساعدة السيولة الطارئة بمقدار 5 ملايين يورو وصولا الى 65 مليار يورو.
وفي خضمّ المفاوضات التي يقودها الساسة لتحديد شروط إنقاذ اليونان – إن كان على شكل قرض عبور، أو تدابير تقشّفيّة أقلّ تشدّدًا، الخ... – ينبغي أن ندرك أن موجة السلبيّة الواضحة التي برزت في الآونة الاخيرة في ما يخصّ اليونان لم تعزّزها المخاوف المتعلّقة بمنطقة اليورو ككلّ. هذا وقد انكمشت فروقات العوائد ما بين السندات اليونانيّة والألمانيّة المستحقّة في عشرة أعوام وصولاً الى 864.0 نقطة مع نهاية الأسبوع، أي أقلّ بكثير من الذروة التي بلغتها في أعقاب فوز حزب سيريزا عند 1049.0 نقطة. أما فروقات العوائد ما بين السندات الإيطاليّة والألمانيّة المستحقّة في عشرة أعوام فقد وصلت الى 125.8 نقطة، أي دون معدل الستّة الأشهر المسجّل عند 140.5 نقطة؛ وقد أقفلت نظيراتها الخاصّة بالسندات الإسبانيّة والألمانيّة عند 120.2 نقطة، متجاوزة بقدر قليل معدل الستّة أشهر المحدّد عند 11.8 نقطة. لا يزال احتواء مخاطر انتشار العدوى سيّد الموقف.
من الناحية الاقتصاديّة، باتت أوضاع منطقة اليورو في أفضل حال عمّا كانت عليه في حوالى ثمانية عشر شهرًا. وقد أنهى مؤشر Citi للمفاجآت الاقتصاديّة الأسبوع عند +43.7، وهو أعلى مستوى له منذ 30 سبتمبر 2013 (+47.0). كما توقّف تدهور تقديرات التضخّم في الأسابيع الأخيرة. أقفل مؤشر مستويات تعادل التضخّم لخمسة أعوام، وهو مقياس الأسواق لرصد ضغوطات الأسعار خلال الأجل المتوسط، عند 1.582% هذا الأسبوع. وقبل ذلك بأسبوع، كان قد بلغ 1.615%. أما قبل أسبوعين فقد كان عند 1.575%؛ في وقت سجّل معدل الأربعة أسابيع / المتوسط الحسابي لعشرين يومًا 1.605%.
أما على صعيد اليورو، يبدو أن المناخ بات مؤاتيًا لتسجيل ارتفاع كبير لولا العقبة المتمثّلة في اليونان. لا تزال سوق العقود الآجلة تشهد عمليّات بيع كثيفة، مع بلوغ صافي عقود البيع 194.6 ألف، أي أقلّ بقليل من المستويات المسجّلة في الأسبوع السابق والتي ناهزت 196.3 ألف، في وقت لا تزال تتمحور على مقربة من الذروة التاريخيّة المحقّقة خلال الأسبوع المنتهي في 5 يونيو 2012 عند 214.4 ألف.
وبناءً على الخلفيّة العامّة هذه، وقبيل إفصاح البنك المركزي الأوروبي عن برنامج التيسير الكمّي، من المستبعد أن تحول الحلول الإيجابيّة بعيدة الأجل للأزمة اليونانيّة دون بروز تسارع في تغطية مواقع البيع. مع ذلك لا تزال حلحلة الأزمة مستعصية: يبدو أن كلا الطرفين، سواء حكومة اليونان أو ممثلي المجموعة الأوروبيّة، لا يودّ التسوية. يجد التجّار أنفسهم في الموقف المتناقض عينه: بالطبع، إن الأوضاع الاقتصاديّة الخاصّة بمنطقة اليورو تفوق التوقعات، إلا أن مخاطر الأزمة الوجوديّة التي تهدّد اليورو هي كبيرة للغاية لبدء التخلّي عن مواقع البيع في الأسواق في الوقت الراهن.
DailyFX