ارتفاع فرص تصحيح الدولار الأمريكي وسط تزعزع شهية المضاربة
تحيط شكوك ضئيلة بحفاظ [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] الأميركي على أفضلية أساسية على معظم نظرائه. مع ذلك، لا يجعل هذا الأمر العملة محصّنة أزاء إعادة التوازن الموسمي الخاصّ بالمضاربة. عقب بلوغ الذروة واختبار العملة تسعة أشهر متتالية من التقدّم، هوت هذه الأخيرة لثلاثة أسابيع متتالية. التوطيد بنفسه لم يكن ليشكّل قلق ملحوظ بما أنّ فترات الراحة شائعة وسط تبلور اتّجاهات أكبر. هذا ومن المحتمل أن تكون شهية السوق للمضاربة أزاء العملة قد تجاوزت أكثر الوسائل الأساسية بساطة. في ظلّ تزايد اهتمام السوق بموعد بدء مجلس الاحتياطي الفدرالي برفع المعدّلات، يواجه الأخضر خطرًا متزايدًا بتسجيل تصحيح ملحوظ.
لو كنا في صدد تصنيف المسائل الأساسية التي كان لها التأثير الأكبر على إنشاء اتّجاه وتعزيز الزخم في سوق الصرف، كانت السياسة النقدية النسبية لتقود الدفّة بهامش ملحوظ. وسط اختتام بنك الاحتياطي الفدرالي مساعي التيسير الكمّي وتقييمه الإطار الزمني لأوّل زيادة في المعدّلات، يتّجه الدولار في المسار المعاكس لبعض أكثر نظرائه سيولة. سواء أكانت الزيادة المحتملة في يونيو، سبتمبر أو ديسمبر، يبقى المصرف المركزي الأميركي على مسار التشديد في وقت يعتمد الغير سياسة فضفاضة.
في الأسبوع السابق، وفر الجدول الاقتصادي الخليط المثالي من بيانات العمل ليعكس سيناريو يتلقى فيه الدولار الدعم من الإتّجاه الكامن ولكن بلغ حدوده الطبيعية نتيجة المضاربة. في تقرير مكتب إحصائيات العمل لشهر مارس، دعمت الإحصائيات الأساسية اتّجاه التحسّن في الأعوام الأخيرة. بقي معدّل البطالة ثابتًا عند قاع 7 أعوام عند 5.5% وارتفع نمو الأجور بشكل طفيف وصولاً الى عتبة 2.1%. مع ذلك، الأرقام التي جاءت مخالفة كانت الوظائف التي بلغت 126000، أي ما يقارب نصف التوقعات. في حين قراءة واحدة دون التقديرات – حتّى بذلك الحجم- لن تغيّر الإتّجاه الساسية للعمالة، إنّها تخفف من وهجه.
نظرًا الى الحساسية المتزايدة أزاء توقيت أوّل رفع للمعدّلات عقب تخلّي مجلس الاحتياطي الفدرالي عن نبرته المحيطة بمناقشة التغيير (ربطت السوق مصطلح "الحذر" بعتبة الثلاثة اشهر للتشديد)، لن تمرّ هذه القراءة المخيّبة للآمال مرور الكرام. في حين هوى الدولار في أعقاب الإصدار، لا تزال المستويات الرئيسية (قناة اتّجاه الدولار الأميركي، 1.1000 لليوور/دولار و1.5000 للإسترليني/دولار) متماسكة. من المحتمل أن تكون أوضاع سيولة العطلة قد ساهمت في ذلك التماسك، بيد أنّ التحوّل غير المحبّذ لن ينتسى خلال عطلة نهاية الأسبوع. مع استئناف النشاطات في الأسبوع القادم، سيعيد المستثمرون تقييم تحيّزهم أزاء الأخضر.
عند تقييم الأفضلية الأساسية للدولار، يجب أخذ بعين الإعتبار المسوحات والأصول التي تبني التوقعات. عمد مجلس الاحتياطي الفدرالي الى تخفيض توقعات نهاية العام لمعدّلات الفائدة في الشهر السابق، ولكنّ هذه الآفاق لا تزال بعيدة نوعًا ما عن توقعات السوق. عقب إصدار تقرير الوظائف غير الزراعية، هوت العقود الآجلة لصاديق الاحتياطي الفدرالي لشهر ديسمبر (وسيلة مستخدمة للتحوّط ضدّ تغييرات معدّلات الفائدة) الى أدنى مستوى إقفال تاريخيًا- ودفعت ثقة السوق الى الإنخفاض الى ما دون يقين تحقيق زيادة واحدة للمعدّلات في العام 2015 على الأقلّ. في الوقت عينه، تراجعت عائدات سندات الخزانة المستحقة في عامين الى 11.7%.
من الصعب معرفة عند أي مستوى تجاوز التسارع الصعودي للدولار الأميركي قيمته العادلة بما انّ الإطار الزمني لبنك الاحتياطي الفدرالي يتعارض بشكل تامّ مع ذلك العائد للبنك المركزي الأوروبي وبنك اليابان. مع ذلك، ثمّة مقاييس مضاربة من شأنها توفير مقياس لشهية السوق لإكتشاف اتّجاه متّسق عوضًا عن اتباع ذلك السائد نتيجة التيقّظ حيال القيمة الأساسية. لاحظنا ارتفاع صافي مواقع العقود الآجلة للدولار المبنيّة على المضاربة والمرصود من قبل هيئة تداول السلع والعقود الآجلة في الأشهر التسعة الماضية. وعقب تراجع الدولار وارتداد بعض نظرائه الرئيسيين (كالين والدولار الأسترالي)، نحن في صدد رؤية المراحل الأولى لإعادة التوازن. ليس هذا الأمر مقتصرًا على الدولار فحسب أو سوق الفوركس، فرط المضاربة موجود في معظم الأسواق؛ وفي حال تزايد الخروج من المواقع، من المحتمل أن يتكبّد الدولار بدوره الخسائر... الى حين بلوغ مستويات الذعر.
ارتفاع فرص تصحيح الدولار الأمريكي وسط تزعزع شهية المضاربة
المواضيع المتشابهه 
