• 10:16 مساءاً




روايات احلام مكتوبه منتديات حكاوينا

إضافة رد
أدوات الموضوع
عضو فـعّـال
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 1,465
معدل تقييم المستوى: 10
Dr.Oz is on a distinguished road
08 - 05 - 2015, 06:47 PM
  #1
Dr.Oz غير متواجد حالياً  
افتراضي روايات احلام مكتوبه منتديات حكاوينا



امرأة تحت الرماد -كيم لورانس {احلام جديدة}





الملخص



نيكولاس لايكس أكبر أثرياء اليونان يبدو دائماً مسيطراً على نفسه متحكماً فى تصرفاته وجذاب بشكل مثير...
تزوج نيكولاس من امرأة لم يرها سوى مرة واحدة فى حياته عند إجراء مراسم الزواج.
ومع أن كاترينا هى زوجته لكنها لم تكن يوماً حبيبته
...جمعهما القدر بعد سبع سنوات ليضعهما فى مواجهة صعبة أيقظت فيهما مشاعر بدائية وشغفاً لا يقاوم.
فهل بإمكان كاترينا أن تحصل على الطلاق كى تتزوج من خطيبها صديق نيكوس وهل سيتمكن كلاهما من تجاهل النار تشتعل تحت رماد الماضى؟


الفصل الاول



{-عينان لا تنسيان-}



قلة من الناس تتاح لهم فرصة رؤية الطابق الخير من مبنى لايكس الزجاجى الشاهق . أما الدخول لقاعة المحاضرات فهو غير متاح إلا للنخبة بينهم لذلك شعر المجتمعون بنوع من الصدمة عندما فُتح الباب المزدوج بقوة
تطاير الشرر من عينى نيكوس لايكس اللوزيتين الداكنتين وهم بتوجيه تأنيب حاد إلا انه عاد فتراجع ما أن تبين هوية الدخيلة دخلت ذات الشعر الأحمر إلى القاعة بخطى واسعة وثابتة ووضعت يديها على خصرها النحيل وما لبثت أن ظهرت خلفها مساعدة نيكوس الخاصة لاهثة مضطربة ووجهت إلى رئيسها نظرة إعتذار قبل أن تنسحب بسرعة قصوى
مرت دقيقة طويلة من الصمت المتوتر قبل أن توجه كاتيلين لايكس ضربتها:"هل الخبر صحيح نيكوس؟هل تخطط فعلاً للزواج من تلك المرأة؟هل فقدت صوابك؟"
لم تتوقع كاتلين أن يبرر لها أبن زوجها طريقة تصرفه فقد أثبتت لها خبرتها أن اليونانيين بشكل عام ورجال عائلة لايكس خاصة لا يميلون إلى تبرير تصرفاتهم
من بين جميع الجالسين حول الطاولة المستطيلة بدا نيكوس الشخص الوحيد الذى لم يضطرب بشدة من جراء هذا الهجوم مع أن هذه الاتهامات القاسية كانت موجهة إليه بالذات فقد بقى جالساً بهدوء طوال فترة الصمت المثير الذى تلا خطاب زوجة أبيه وهو يدير قلماً بين أصابعه الطويلة
"أن لم يكن لدى أى منكم مانع....؟"
لم يُظهر رجال الأعمال المجتمعون أى ميل للمعارضة فمعظمهم يفضلون أن يرموا بأنفسهم من الطابق العشرين للمبنى المطل على المدينة على معارضته.مع أنهم قبل سنتين تقبلوا وجوده على مضض إكراما ً لأبيه ليس إلا.وكانت الغالبية تعتقد إنه لن يصمد طويلاً.أما الأن فباتوا يكنون له الأحترام لمعرفتهم بأنه يفى بوعوده دائماً .فقد تبين أن الرجل وإن كان زئر نساء يملك أعصاباً متينة ودماغاً صلباً كالحديد وقد كرس نفسه كلياً للعمل وتوقع أن يتمثل به من حوله "أظن أن هذا كل شئ بالنسبة لهذا اليوم.شكراً لكم أيها السادة"
سارع أعضاء مجلس الإدارة بالوقوف فسالها"كيف حال أبى؟"
أجابت كاتلين :"والداك بخير . لا تغير الموضوع"
بدت التسلية على نيكوس بسبب هذا الكلام القاسى إذ رفع حاجبه القاتم وأشار بنظره إلى الرجال الذين كانوا يسرعون فى جمع أغراضهم.وبالرغم من شعورها بالغضب تمكنت كاتلين من ضبط نفسها إلى أن خرج أخر أعضاء مجلس الإدارة وأغلق الباب خلفه حتى إنها أجابت بتهذيب على التحية المتكلفة التى ألقاها عليها البعض
تسلل وميض من التسلية إلى عينى نيكوس وهو يراقب جهودها لاحتواء إحباطها.فالمرأة التى تزوجت والده منذ حوالى ثمانية عشرة سنة تتحلى بصفات عديدة ولكنها ليست صبورة على الأطلاق.مع أنه يعترف أن كاتلين أظهرت صبراً كافياً حتى كسبت ثقة أولاد زوجها المشككين فهو لا يزال يذكر اللحظة التى كسبت وده فيها يومهابدا عليها الجهل والجوف وهى تقف أمام طاولة مليئة بالفضيات الثمينة والخزف الصينى الفاخر فقال لها مفسراً "لا يهم حقاً أى شوكة تستعملين.عليك فقط أن تتصرفى وكأنك تعرفين ماذا تفعلين فيظن الناس أنهم هم المخطئون"
نظرة كاتلين للحظة إلى الصبى البالغ من العمر أثنتى عشر سنة قبل أن تهز رأسها وتهتف:"شعرت لوهلة أن والداك يتكلم"
شعر نيكوس بتورد دافئ فى وجنتيه عند سماع كلماتها :"لابد أنك تقصدين ديمترى"
كان ديمترى البن الأكبر المفضل الذى يعده والده ليتسلم الأعمال .
فأعترفت كاتلين:"ديمترى يشبه سبايروس فى شكله.ولكن أنت...."وأشارت إلى رأسها وقالت:"أنت تفكر مثله"
حالياً تملك كاتلين الجذابة البالغة من العمر خمس وأربعون سنة دار أزياء ناجحة لكنها لا تبدو مختلفة عما كانت عليه وهى شابة . ما أن أقفل الباب حتى قالت:"حسنا . لقد خرجوا مع أننى أظن أن الأوان قد فات للتكتم فمنذو وصلت إلى أثينا وكل ما أسمعه هو:"متى يتم الزفاف؟" وأضافت بإستهزاء:"لا تقل لى أنك تحب ليفيا نيكولايدس!"
"وما هو الحب؟"
أشاحت كاتلين بنظرها عنه وأطلقت صفيراً خافتاً لدى سماعها هذا القول الأستفزازى الوقح ثم أجابت بحدة:"أعر أنك مررت ببعض العلاقات السيئة....لكن هذا يحصل للجميع لذا أرجو أن تعفينى من هذه السخرية المضجرة وتكف عن تجنب الموضوع يا نيكوس"
تقبل نيكوس التأنيب بابتسامة حزينة فلان تعبير كاتلين القاسى بشكل ملحوظ ولكن لفترة قصيرة ثم عادت لتقول بلهجة لاذعة:"عليك أنت تبتسم أكثر"
مع إنها أتعرفت فى سرها أنه لا يملك الوقت أو السبب للابتسام منذ وقعت على كتفيه مسئولية إمبراطورية لايكس بأكملها.أعترفت بهدوء:"لست مغرمة بـ ليفيا"
لو وقع فى حب ليفيا لكان هذا عائقاً فى وجه أرتباطهما الناجح.لأنه فى هذه الحالة لن يتمكن من ملاحظة مدى أنانيتها بل سينشغل كلياً بسحرها وجمالها.أما فى وضعه الحالى فهو يتوقع منها أمور كثيرة قد تؤدى به فى ما بعد إلى خيبة أمل . هى من وجهتها لن تطلب منه وقته وما لا يستطيع تقديمه لأنها تربت أيضاً فى بيئة مشابهة للبيئة التى تربى فيها .تنفست كاتلين الصعداء وقالت:"إذاً فالأمر ليس صحيحاً.لم تكن تتردد على بيتها....."
"وهل قلت ذلك ؟تحلم العديد من النساء بالزواج من رجل غنى...."
"يا إلهى ! أنت تقدر النساء حقاً"
تقبل نيكوس ملاحظة زوجة أبيه باستهزاء : "يمكننى الحكم عليهن من خلال تجربتى الخاصة فقط"
"وهى واسعة ومتنوعة"


روايات احلام مكتوبه منتديات حكاوينا

بالرغم من الأستنكار الواضح فى صوتها إلا إن كاتلين لم تستغرب عدائيته تجاه النساء.فمنذ أن بلغ نيكوس سن الرشد وهو يتمتع بجاذبية تؤثر فى الفتيات والنساء على حد سواء .وأن كان يظن أن ثروته فقط هى ما يهمّهن حقاً فهو يستخف بنفسه كثيراً
"قلة من النساء من يمكنها تحمل الزواج من الرجل المسؤول عن الإدارة اليومية لأعمال لايكس"
"أنا فعلت" ذكرته كاتلين ثم لانت تعابيرها القاسية وأضافت: "مع مساعدة صغيرة من أصدقائى"
"أنت امرأة أستثنائية.ليفيا ليست كذلك لكنها ولدت لهذا النوع من الحياة.أظن أننا-أنا وليفيا- مناسبان جداً لبعضنا البعض"
حدقت كاتلين إليه باشمئزاز.يبدو أن زير النساء تحول إلى رجل غبى مثير للضجر:"يا إلهى....!"
"أستنتج أنك لا تحبين ليفيا" قال نيكوس ذلك وأبتسم بطريقة متفهمة وجدتها زوجة أبيه مثيرة للغاية : "ليس لحبى لها أى دخل فى الموضوع"
وراحت تفكر فى السمراء ذات التربية الممتازة والابتسامة الماكرة والعينين القاسيتين بينما نظرة بقلق إلى وجه أبن زوجها الوسيم.أختفت عدائيتها ليحل محلها تعبير قلق :"نيكوس حبيبى ليفيا ليست مناسبة أبداً لك لا يمكنك الزواج بها "
"هذا صحيح . لا يمكننى ذلك.....لا سيما وأنا متزوج أصلاً"

***********
"يا إلهى!يا له من حجر كريم!"
قالت سايدى ذلك وأمسكت باليد الصغيرة قبل أن تتمكن صاحبتها من إخفاءها تحت الطاولة.طرفت بعينيها عندما أنعكس الضوء على الماسة التى بدت ثقيلة فى إصبع صديقتها الشابة وقالت بلهجة حاسدة :"إنه رائع"ثم أضافت متاملةبينما رفعت نظرها إلى وجه كايتى المتورد:"ظننت أنك ستختارين شيئاً غير...."
أجابت كايتى من دون تفكير:"غير ملفت للنظر إلى هذا الحد؟"
تجهمت لسماع هذه النبرة الكئيبة فى صوتها ووبخت نفسها بغضب فعارضتها سايدى بلباقة:"أعنى غير....تقليدى شئ يتماشى أكثر مع عملك"وأضافت بحزن:"هذا ليس عدلاً.أنفق على الملابس فى أسبوع أكثر ما تنفقين أنت طوال السنة وأنظرى إلى.أن توقفت عن تناول الطعام مدة شهر قد تبدو علىّ الملابس هكذا..."
وتفحصت بنظرة حاسدة قامة صديقتها الطويلة والنحيفة ثم قضمت بهدوء أخر قطعة حلوى الكريما التى فى الطبق.
أنجرفت كايتى وراء أفكارها بينما جلست تنظر إلى أصبعها .تذكرت بقليل من الحزن ذلك الخاتم المرصع بالياقوت واللآلئ الذى رأته فى واجهة متجر مجوهرات صغير والذى بدا أنه أعجب توم إلى أن ألقى نظرة على سعره المعتدل ثم أبعده وكأنه خرقة غير جديرة بالأهتمام.
وراح يشرح لها فى ما هما خارجان من المتجر صفرى اليدين :"كلما كان الثمن مرتفعاً كلما كانت البضاعة التى تشترينها أكثر قيمة "وعلت الحيرة وجهه المشرق الجميل عندما أضاف:"لا تسيئ فهمى حبيبتى.ولكن أى فتاة كانت ستتوجه إلى أرقى المحلات عندما تعلم أن الرجل مستعد لدفع ثمن ما ترغب فى شرائه"
"أعلم ذلك.فى الواقع أنت كريم أكثر من اللزوم يا توم"
ظهر العبوس على جبهة كايتى العريضة الناعمة . لم يكن توم قادراً على تقبل فكرة أن تذكاراً صغيراً يسعدها أكثر من الهدايا الباهظة الثمن التى يمطرها بها .
أعلن توم :"حسنا عليك أن تعتادى على ذلك عندما نتزوج.أنت امرأة جميلة وتستحقين الهدايا الباهظة الثمينة وأنا سأسعى إلى تقديمها لك سواء أعجبك ذلك أم لا "أضاف ذلك بابتسامة مصممة فأجابته بجدية :"ولكن كل ما أريده هو أنت يا توم"
فوجئ توم بردها وبدا عليه السرور فجذبها نحوه:"حقاًًً....؟"
"طبعاً"
أدركت كايتى ان كلامها ليس سوى محاولة لإقناع نفسها فاعترفت على مضض:"أظن أننى ليست.....شخصاً يعبر عن عواطفه ببساطة"
أجابها توم بهدوء :"أقدر مبادئك حبيبتى وأنا مستعد للأنتظار
تجاهلت كايتى الصوت المضطرب فى رأسها: )مبادئ أم برود عاطفى؟)
ذكرت نفسها أنها محظوظة إذ وجدت رجلاً حساساً متفهماً يحبها بجنون ثم قالت فى سرها ولكن حبه ليس بالجنون الكافى بحيث لا يستطيع إبعاد يديه عنك)
عانقت كايتى توم بحماسة مبالغ فيها كان لابد من أن تكون الكلمة النهائية للصوت الساخر الذى أضاف فى رأسها فى النهاية لما قد ترغبين فى أن تكونى مع رجل لا يستطيع كبح حاجاته الغريزية الدنيئة؟)
قالت لصديقتها :"هذا الخاتم أعجب توم حقاً"
"هذا واضح"
عضت سايدى شفتها وأضافت معتذرة :"عذراً حبيبتى ولكن عليك الإعتراف بأنه يتصرف تبعاً لسياسة صارمة تقول :"أن كنت تملكين المال فتباهى به"
تنهدت كايتى وأجابت الفتاة الأكبر سناً بجدية :"أعلم ذلك لكنه طيب سايدى وهو حقاً ألطف رجل أتقيته فى حياتى"وأضافت فى سرها وهو أيضاً ممل كفصل الشتاء) ثم تابعت قائلة :"لذا فخطوبتنا أصبحت رسمية"
كان توم برسيفال قد طارد كايتى بعزم وإصرار طوال ستة أشهر .
أسندت سايدى ذقنها إلى راحة يدها وسألت:"كيف تقبل الأمر عندما أخبرتيه ؟"
كشرت كايتى وأجابت متجنبة النظر إلى صديقتها:"حسناً.....فى الواقع......"
فتعجبت سايدى :"أخبرتيه,أليس كذلك؟"
جعلتها إجابة سايدى المصدومة تشعر بالذنب فأحنت كتفيها بطريقة دفاعية ثم أجابت :"بدا سعيداً للغاية وأنا فضلت أن أنتظر الوقت المناسب"
بدا العذر ضعيفاً للغاية حتى بالنسبة إليها
تأوهت سايدى بقوة جعلت معظم رواد المقهى يستديرون لينظروا إليهما :"ومتى يكون الوقت الأفضل؟يوم الزفاف عند المذبح؟"قالت ذلك بصوت خافت أجش وهى تنظر إلى المرأة الشابة غير مصدقة وأضافت:"أسمعى ,أنا اول من يعترف بأن ما حدث قبل دخوله حياتك ليس من شأنه.فحياة المرأة تخصها وحدها .لكن هذا لا ينفى كونك متزوجة حبيبتى . وهذا يعطى توم كامل الحق فى معرفة ذلك"
"أعرف......أعرف!"
أغمضت كايتى عينيها وطقطقت أصابعها ثم أضافت:"فى الواقع أنا لا أشعر أننى متزوجة . كنت سأخبره....سأفعل ذلك فعلاً ولكن فكرة فى أن أنتظر حتى تصلنى أخبار من هارفى"
"هارفى هو المحامى الوسيط فى عقد الزواج؟"
أومأت كايتى برأسها فأكملت سايدى :"لا يبدو لى أنه موضع ثقة"
لدى سماعها هذا الوصف لـ هارفى رينولدز ابتسمت كايتى وشعرت بحاجة للدفاع عنه :"ربما لكنه أحد المحامين الجنائيين الممتازين فى البلاد وأنا أعرفه منذ كنت طفلة صغيرة "
ثم عضت بلطف شفتها السفلى الزهرية اللون وأضافت:"لا أرى أى مانع فى الحصول على طلاق سريع.....؟"
رفعت سايدى حاجبيها بطريقة ساخرة وأجابت بجفاف:"ليست على الأرجح الشخص المناسب لتسأليه عن الطلاق الودى"
منتديات *****
"هذا ليس زواجاً حقيقياً مما يشكل فرقاً بدون شك"
"ألم تريه حقاً منذ الأحتفال بالزواج؟"
هزت كايتى رأسها نفياً.لم تفاجئها نبرة عدم التصديق فى صوت صديقتها .هل يمكن لأحد ما ألا يشعر بصدمة عندما يسمع إنها تزوجت من شخص غريب.تباً,لقد فعلت.....لكنها تشعر احيانا أن الأمر حدث مع شخص آخر غيرها:"لا لم أره منذ سبع سنوات.صلتى الوحيدة به هى هارفى.لطالما كانت كذلك
يومها لم يوافق المحامى المتيم بأمها على تقديم المساعدة لها إلا عندما أخبريته أنها ستمضى بخطتها مع مساعدته أو بدونها.
وقد قال لها هارفى فى مكتبه آنذاك :"أن كنت تفكرين بالزواج من شخص يريد البقاء فى البلاد فيما شارفت إقامته على الأنتهاء فأنسى الأمر.إلا إذا أردت أن تعرضى نفسك للملاحقة القضائية"
ونظر إليها بقسوة فاعترفت كايتى بعينين يملؤهما الرعب :"لم أفكر بهذا؟"
"يبدو لى أنك لم تفكرى كثيراً بالأمر برمته"
"إذا كنت ستحاول منعى......"
"لو كنت اعلم أن لدى فرصة للنجاح لفعلت"أعترف الرجل بذلك بصدق وأضاف :"سأقوم بمساعدتك من اجل أمك,لكننى أريدك أن تفكرى بهذا الأمر جيداً قبل ذلك"
"على فكرة أمى معجبة جداً بك أيضاً"
مسكين هارفى فأمها أحبت رجلاً واحداً فى حياتها وهو والد كايتى وضحت بكل شئ لتكون معه.تساءلت كايتى إن كانت ستجد يوماً ما حباً كهذا حب لا يفكر بالعواقب ويدوم إلى الأبد.لم تكن متأكدة تماماً من إنها تريد ذلك ففكرة بالوقوع ضحية شغف أعمى كهذا تخيفها
"تدركين طبعاً أن الرجل الذى سيتزوج بك قد لا يرضى بدفعة واحدة من المال؟"
"ماذا تقصد؟"
"أقصد أنه قد يعود ليطلب بالمزيد.لا يمكنك أن تثقى بشهامته "شرح هارفى الأمر بفظاظة وأضاف :"ربما يسعى إلى إبتزازك لاحقاً"
"لكن لن يتبقى لدىّ الكثير من المال .فأنا ساتبرع بالباقى"لم تستطيع كاتيى أن تمنع نفسها من التفكير فى أن التعامل مع المجرمين والمتهمين جعل هارفى يشك فى كل شئ
"وهذا أمر آخر. هل تعتقدين أن التخلى عن إرثك بكامله قرار حكيم أيضاً؟"
قاطعته كايتى بحدة :"لا مجال للمناقشة"
فتنهد المحامى قائلاً:"فى هذه الحالة ما رأيك بزيادة المبلغ الذى ستدفعينه للعريس؟"
"كم ؟"
ذكر لها هارفى المبلغ فأصيبت بالهلع :"لابد أنك تمزح....؟"
"قد يبدو المبلغ كبيراً....حسناً فى الواقع إنه كبير بالفعل ولكن على المدى الطويل أظن حقاً أن هذا خيارك الأفضل . أعرف شخصاً يحتاج إلى السيولة وبفضل عدم اللجوء إلى المصادر المعتادة لأسباب لا أستطيع ذكرها...."
فقالت بارتياب :"خمسمائة ألف باوند مبلغ كبير للغاية"
"صحيح.ولكن رأس المال الباقى سيكون أكثر من كاف لتأمين مدخول جيد لعائلة غراهام.كما أن هذا الرجل لن يطالبك بأى شئ آخر أو يزعجك بأى شكل من الأشكال.أضمن لك هذا شخصياً"
فسألته بفظاظة :"ولماذا يحتاج هذا الشخص إلى هذا المبلغ من المال؟"
"لا يحق لى مناقشة الأمر . الخيار يعود إليك كل ما يمكننى قوله هو أننى أضمن شخصياً أمانة هذا الشخص"
حتى ولو كان هذا الرجل مشبوهاً فما هى خيارتها البديلة ؟ يمكنها أن تنشر أعلاناً فى صفحة الأحوال الشخصية ولكن هارفى على حق لا تعرف أى نوع من الرجال سيجيب على إعلان تبحث صاحبته عن الزوج !
"حسنا إذا"
"رائع....! علىّ الآن إلا أقنع نـ.....أقنعه هو....."
"تقنعه هو.........؟"
فهدأها هارفى قائلاً:"لا تقلقى عزيزتى أن متأكد أنه سيوافق"
وقد وافق الرجل ولم تندم كايتى على قرارها حتى الآن.
"إذا هذا الرجل الذى تزوجته يمكن أن يكون فى أى مكان يفعل أى شئ.....كما يمكن ان يكون ميتاً.والأحتمال الآخير قد يناسبك أكثر"
عادت كايتى إلى الواقع لدى سماعها مزاح صديقتها:"سايدى!!"
أرتسمت على شفتى سايدى ابتسامة عريضة خجولة وقالت:"حسناً قد يكون كذلك فعلاً أنا أحاول أن أكون موضعية"
"أريد أن أطلق الرجل لا أن أقتله !"
لطالما أحترمت سايدى رغبة صديقتها الشابة فى التكتمك ولكن فضولها تغلب عليها فسألت:"إذا كل ما تعرفينه عن الرجل هو أسمه؟"
لم يسبق لـ كايتى أن تحدثت عن الأمر بأكثر من أن الزواج كان الطريقة الوحيدة لتتمكن من الحصول على المال الذى ورثته عن جدها اليونانى . وهذا جعلها عاجزة عن الأجابة عن سؤال يفرض نفسه : لم هى مفلسة تماماً هذه الأيام؟
أومأت كايتى برأسها :"نيكوس لايكس"
ووجدت نفسها تكره لفظ أسمه
"أهو يونانى؟"
"هذا ما ظننته آنذاك"
"نيكوس لايكس.....هل بدا مثير بقدر ما يوحى أسمه؟"
ضحكت سايدى بصوت أجش وأكملت:"أم كان قصيراً وبديناً وأصلع؟"
أجابت كايتى :"لا أذكر"
لم تعرف حقاً لما كذبت.فمعظم ذكرياتها عن ذلك اليوم مشوشة لكنها لم تنس وجه الرجل الذى وقفت إلى جانبه ليتبادلا النذور المقدسة . لم تعرف يومها ماذا كانت تتوقع ولكن ليس نيكوس لايكس بالتأكيد!
كان هارفى يراقبها بقلق عندما وصل يونانى طويل القامة ولابد أنه لاحظ تأثير الصدمة على قسمات وجهها فتمتم:"أفترض أنه يشبه أخاك قليلاً.كان يجب أن أخبرك بذلك"
منتديات *****
هزت كايتى رأسها وقالت:"ليس مثله تماماً"
لم تقل ذلك لتطمئن هارفى فقط فوجه بيتر جذاب للغاية لكن لا يمكن مقارنته بوجه هذا الرجل.فشقيقها التوأم لا يملك الحضور القوى الذى يتمتع به هذا الغريب
أحنى الرجل رأسه القائم وحيا هارفى ثم وجه انتباهه إليها لبرهة.لاحظت كايتى أن هذا الوجه الجميل الصارم يخلو من أى أثر لوقاحة بيتر كما انه يخلو أيضاً من اى أثر للدفء . فى الواقع لاحظت وهو يقترب منها انه لا يشبه شقيقها التوأم على الطلاق.فهذا الرجل بارد كالثلج
والان بعد مرور سبع سنوات تذكرات تنيك العينين اللامعتين بلون السماء عند منتصف الليل المظللتين بأهداب سةداء فى وجه برونزى شديد الصرامة فشعرت بأرتجاف خفيف وكأن تياراً كهربائياً تخلل فى عمودها الفقرى.
بدا رجلاً ملفتاً للنظر يبلغ طوله الستة أقدام ونصف وبنيته قوية وعضلاته مفتولة. كان يتحرك بخفة طبيعية وكانه رياضى من الدرجة الأولى.أما عيناه....من يستطيع نسيان عينيه....؟هى لم تنساهما قط.فلطالما ظهرتا فى أحلامها المثيرة المربكة وأقلقتا سباتها على مر السنوات
"أنه حى"
رفعت سايدى حاجبيها عندما سمعت صوت صديقتها الملفت
"فى الواقه لم أرا أحد يبدو حياً لهذه الدرجة طوال حياتى "
كانت حيويته أشبه بتيار كهربائى فقد جعلتها لمسته الطفيفة تشعر بوخز فى بشرتها وقد سرها أن هذا الأتصال لم يدم أكثر من الفترة الضرورية لأتمام مراسم الزواج
"ظننت أنك لا تذكرين شكله"
"لا أذكره. أنه شعور ليس إلا"أجابت كايتى بسرعة.فعنادها يجعلها ترفض الأعتراف حتى لنفسها بتأثير العريس الذى أشترته عليها
"إنها لصدفة أن يكون كلاكما يونانى"
تصلبت شفتا كايتى الرقيقتان وامتلأت عيناها بإزدراء:"أنا نصف يونانية"
وكان هذا النصف ظاهراً فى خطوط وجهها البيضاوى ذى الجبهة العالية الفخورة والأنف الكلاسيكى المستقيم والشفتين المنحوتتين بدقة والعنق الرقيق .وهذا النصف الذى كانت مستعدة دائماً لإنكاره.النصف الذى يذكرها بجدها الذى نبذ بوحشية أبنته لأنها (أهانت شرف العائلة الغالى)
لم تحاول والدة كايتى الأتصال بعائلتها التى نبذتها يوم زفافها حتى بعد أن توفى زوجها وتركها لتربى وحدها ولدين صغيرين بالراتب المتواضع الذى كانت تتقاضاه من عملها
وقد كبرت كايتى مع شقيقها التوأم ولم يعرفا إلا القليل عن ثقافة والدتهما , وهذا ما ناسب مايتى جداً فهى لا تملك وقتاً تكرسه لأشخاص قادرين على معاقبة امرأة لوقوعها فى حب شاب لا ينتمى إلى طبقتها وثقافتها لذا فى تعتبر نفسها بريطانية بالكامل

الفصل الثاني


{- هذا لا يحدث-}



اضطرت كايتى للتأخر بسبب عمل طارئ فأتصلت بـ توم وأتفقت معه على الذهاب إلى الفندق حيث سيتناولان العشاء . أسرعت إلى المنزل وأطعمت هرتها ألكساندر ثم بدلت ملابسها.عندما ترجلت من سيارة الأجرة لم يبدو عليها مطلقاً إنها لم تمض سوى لحظات فى تجهيز نفسها.
عبرت كايتى الباحة بسرعة لم تستطيع أن تتجاهل الشعور المزعج بإنها نسيت شيئا ما.دخلت الردهة ذات الإضاءة الساطعة ومررت يدها فى شعرها الذى غسلته للتو دون أن تجففه كما يجب فتساقط كالشلال وكاد يصل إلى خصرها .بدت الخصلات الكستنائية متوهجة كخيوط الحرير الغالى الجودة تحت الأضواء الساطعة
كان توم بإنتظارها .أشرق وجهه عندما رآها فشعرت كايتى بالرضى لإرتدائها الثوب الذى أعطتها أياها سايدى.فاجآها عناق توم القوى فهو عادة متحفظ فى العلن.وقال لها بصوت أجش ما أن ابتعدت :"تبدين رائعة!"
حاولت إخفاء قلقها بمزاحها.هل من الطبيعى أن تفكر الآن إن كانت قد فتحت الباب الخاص بهرتها بينما خطيبها يعانقها بشغف؟قالت له:"لابد أنه الفستان"
مع أنه لم ينتقد ابدأ ملابسها بصراحة إلا ان كايتى تعرف أنه يفضل أن تكون أكثر أناقة .فأجابها توم باللهجة ذاتها:"لم ألاحظ الفستان حتى"
"حسناً لا شئ يستحق الملاحظة , أليس كذلك؟"
أجابته بذلك بينما ألقت نظرة مترددة على الفستان الأسود الذى التصق بجسمها بطريقة مثيرة :"ألا تظن أنه.....فأضح بعض الشئ!؟"
جعل هذا القول توم يرفع رأسه ضاحكاً "تبدين جميلة ونبيلة حتى لو حاولت العكس وأنا أعتبر نفسى الرجل الأوفر حظاً فى العالم"
فقالت كايتى فى سرهاقد لا يعتبر نفسه كذلك عما قريب) ثم أخذت نفساً عميقاً.لن تجد أبداً الوقت المناسب لإخباره لذ فكرة فى أن اللحظة الحاضرة مناسبة كغيرها فقالت له بإلحاح:"توم.لدى ما أقوله لك"
ظهرت نظرة تدل على نفاذ الصبر على ملامح خطيبها الصبيانية الجميلة وقال لها:"سنتكلم لاحقاً حبيبتى"ثم أمسك ذراعها وأضاف:"لقد تأخرنا ونيكزس لا يحب الأنتظار"
لم تتوقع كايتى الأسم أبداً فكان له وقع الصاعقة عليها وكأنه أنتزع الهواء من رئتيها والأفكار من رأسها.لزمها ثوان عديدة قبل أن تستعيد رباطة جاشها .قالت متلعثمة:" نيكوس؟....هذا أسم غريب حقاً"
"ليس فى اليونان"
لا يمكن أن يكون القدر بهذه القسوة"أهو يونانى؟"
فأومأ توم برأسه :"هذا صحيح.أرتدنا معاً جامعة أكسفورد مع أن نيك تخلى عن الدراسة قبل التخرج"
"لا يبدو كشخص يمكن أن تتباهى بمعرفته...."وأبتلعت ريقها بصعوبة .لم تشعر بالأرتياح للقاء هذا الشخص.....وقالت لنفسها بقسوةتوقفى عن ذلك أنت شديدة الأرتياب .)
"تعنين أننى عجوز ممل؟"
فاعترضت كايتى كابتة بعض الغضب:"ليست عجوزاً..."ثم أضافت:"ولا مملاً.أنت بالأحرى صلب ومسؤول"
أجاب توم وقد تلاشى سحره فجأة:"يجعلنى كلامك أشعر بحال أفضل بكثير"
أدركت كايتى أنها أذت مشاعره.حاولت أن تسترضى كبرياءه المجروحة فقالت له بإقتناع :"لا ترغب النساء عادة فى الزواج من رجال مثيرين إذ أنهم غير جديرين بالثقة أبداً "
توقفت عن الكلام مدركة إنها تزيد الأمور سوءاً ليس إلا.ولكم شعرت بالراحة عندما أستعاد توم روحه المرحة وضحك عالياً فهو يظن إنها تبدو رائعة بشكل خاص عندما ترتبك وتتورد وجنتاها خجلاً:"إلا إذا ما رغبن بعلاقة حب جنونية "
منتديات *****
"بعض النساء قد يرغبن بذلك ولكن ليس أنا" أصرت كايتى على أجابتها بحزم ثم أضافت بإستهزاء :"فهولاء الرجال سخيفون وسطحيون ولا يهتمون سوى بمظهرهم"
أجفل توم:"لن تقولى رأيك هذا لـ نيكوس أليس كذلك حبيبتى؟"
"سأوافق على كل آرائه إذا أردت ذلك" وعدت كايتى بذلك وهى تنوى أن تمدح صديقه إن كان هذا سيسعد توم.
"ستحبينه"
لم تستطيع كايتى إخفاء تشاؤمها. أكد لها توم"عادة تحبه النساء"ثم أضاف :"حسناً.أنت محقة.لم يكن نيك ضمن دائرة أصدقائى .فى الواقع كان منعزلاً نوعاً ما.أعتاد ركوب تلك الدراجة النارية الكبيرة الوسخة...."
أومأت كايتى برأسها .بدأت تكون صورة عن صديقه ولم تجدها مريحة .شخص متهور يحب المخاطرة ولم يجد خيالها أى مشكلة فى تصور نيكوس فى بزة جلدية خاصة بركوب الدراجة النارية .
"أنحرف ذات مرة عن الطريق ليتجنب ولداً ثم وقع أرضاً.كنت فى الجوار فساعدته .لم أفعل الكثير لكنه أقتنع بأننى أنقذت حياته"
أستمعت كايتى إلى إعلانه المتواضع بابتسامة حنونة :"ما يعنى أنك على الأرجح فعلت ذلك"
"فعلت فقط ما قد يفعله أى شخص آخر"أصر توم على الأمر بلا مبالاة و استنكار ثم أضاف:"بصراحة,لم أعتقد أنه سيبقى على أتصال بى بعد رحيله .يبدو أنه تخلى عن الدراسة بسبب شجاراً عائلياً عانيفاً ولكن الأمور تغيرت الآن.أصيب والده بنوبة قلبية فأستلم نيك مؤسسة العائلة....تعمل عائلته اليونانية فى قطاع الشحن البحرىومنذ سنوات توسعوا بعملهم بشكل مفأجى....أنهم يملكون المليارات...."ثم أضاف وهو يراقب وجهها الشاحب بقلق:"هل أنت بخير؟"
منتديات *****
أخذت كايتى نفساً عميقاً ثم نظرت إلى وجهه القلق .أبن ملياردير يونانى! شعرت برغبة فى الضحك من مخاوفها غير المنطقية.رفعت يدها قليلاً إلى جبينها وشعرت بطبقة رقيقة من العرق على بشرتها:"أجل .أنا بخير.يبدو أنه دوار بسيط لم يكن لدى الكثير من الوقت لتناول وجبة الغداء اليوم"أعترفت بهذا وتعهدت فى سرها بإخبار توم الحقيقة قبل انتهاء السهرة.
عقد توم حاجبيه:"أنهم يستغلونك كثيراً فى هذا المكان"ضغط على كتفها وأضاف:"لا بأس . لن يطول بك الأمر حتى تتمكنى من تقديم أستقالتك"
"تقديم أستقالتى؟"كررت كايتى كلماته مذهولة فضحك توم وقال:"ستكونين مشغولة للغاية عندما تصبحين زوجتى .بحيث لن تتمكنى من العمل. بالطبع أن كنت ترغبين بممارسة القليل من الأعمال الخيرية...."
لم تستطيع كايتى تصديق ما تسمع...توم يتوقع منها أن تترك عملها عندما يتزوجان!لا مجال لذلك!
"عاد اللون قليلاً إلى خديك الآن"لاحظ توم ذلك غير مدرك لحسن الحظ أن سبب عودة اللون الوردى الخفيف إلى بشرتها العسلية الباهتة هو رفضها للفكرة التى تفوه بها للتو .
"هيا بنا يا حبيبتى من الأفضل أن تأكلى الآن"
"وصديقك لا يحب الأنتظار"لم تستطيع كاتى منع نفسها من إضافة ذلك بلهجة جافة.ثم أكملت فى سرها صديقه الذى يدعى نيكوس).
كم كانت غبية لخوفها من الأسم فهناك فى العلم مئات الرجال الذين يدعون نيكوس .قالت كايتى ذلك لنفسها بينما تبعت توم إلى غرفة الطعام ثم حيث أضاف ذلك الصوت الداخلى غير مصدق لا يمكن لهذا أن يحدث!)
-هاهى يا نيكوس
غفل توم عن حالة الجمود التى مرت بها المرأة الشابة ودفعها للأمام بفخر فأستجابت بتصلب كالدمية وأضاف: "هذه كايتى.ألم أقل لك أنها رائعة للغاية وذكية أيضاً؟هيا حبيبتى لا تكونى خجولة...."
خجولة ؟إنها بالأحرى مشلولة بفعل الصدمة و الرعب ! يا إلهى يبدو إنها لن تنسى هذا العشاء بسهولة!
تمنت كايتى أن تنشق الأرض عند قدميها لتقفز فى الهوة السوداء على أن تعيش تلك اللحظة .حتى فى أفضل الأوقات تكره أن يقدمها توم لأصدقائه متفاخراً بها كما فعل .
كان الرجل يرتدى بذلة قاتمة اللون .بدا وجهه المستطيل زهرى اللون حين وقف برشاقة كسولة شبه وحشية وأجاب:"قلت ذلك بالفعل يا توم"
تبخرت كل الشكوك .لم تسمع كايتى هذا الصوت العميق المثقف منذ سبع سنوات لكنه لا يزال كما تذكره تماماً فهذه اللهجة اللأذعة ذات اللكنة البسيطة جعلت القشعريرة تسرى فى عروقها
"أخبرنى توم الكثير عنك مما جعلنى أشعر أننا نعرف بعضنا"
لم يلاحظ توم اللهجة الشريرة التهكمية فى كلماته اللطيفة لكن كايتى لاحظتها ورأت النفور فى عينيه المميزتين وهما تطوفان على جسمها .
أصابها الذهول لهول الصدمة وكادت تبدى الأعجاب ببرودة أعصابه لأن أعصابها أوشكت أن تنهار .
تشابكت نظراتهما .لم يظهر على ملامحه أى تعبير ولكن عندما ألتفتت عيونهما للحظة شعرت كايتى أنه يستمتع بكل ثانية من خيبتها فدفعها هذا الأكتشاف إلى التماسك
رحبت كايتى بومضة الغضب المشجعة التى ساورتها فقد شكلت طوق نجاة تتمسك به .بدت عاجزة عن تفسير السرور الماكر الذى رأته فى عينيه القاتمتين اللتين يصعب سبر غورهما .شراء زوج قد يجعلها تستحق السخرية والضحكة المكبوتة فى نظر بعض الأشخاص التقليديين ولكن إن كانت أشترته فهو باع نفسه وهذا لا يجعل وضعه أفضل من وضعها....فلم يبدو معتداً بنفسه إلى هذا الحد؟
أيكون هذا الأعتداد بالنفس والفخر بسبب المليارات التى يملكها؟وأنا من أعطيته المال....عندما يبدأ عقلها بالعمل مجدداً قد تتمكن من فهمهذه النقطة ولكن حالياً عليها أن تكبت دفقاً من الضحك الهستيرى فالوضع يتخطى حدود المنطق
منتديات *****
"كايتى عزيزتى أقدم لك نيكوس لايكس"
على غرار توم كان نيكوس يرتدى بذلة رمادية قاتمة ولكن البذلة .ولكن البذلة لم تكن مفصلة لإخفاء الوزن الزائد كما فى حال توم . يصعب تخيل هذا الرجل مسرفاً فى تناول الطعام إلى حد يسبب زيادة الوزن عند الخصر....فهو يبدو قاسياً تحيط به هالة تقول(أن المسيطر) لم تلتق كايتى بالكثير من الرجال من هذا النوع لكنها لم تحب الذين ألتقتهم فهم يظنون أنهم محور الكون
وعادت بها أفكارها إلى غرفة الأنتظار الصغيرة المملة لمكتب الزواج تذكرت الشخص الطويل القامة الذى بدأ أصغر سناً مما توقعت .دخل فارضاً حضوره المثير للأعصاب وقد غاب عنه كل تواضع كانت تتوقعه من رجل بلغ اليأس حد الزواج من أجل المال.فهمت الآن سبب غروره فقد ولد فى عائلة ثرية للغاية ولكن ما لا تفهمه هو سبب اضطرار أبن الميلياردير للزواج من أجل المال .قالت فى نفسها :يا إلهى ! كنت متزوجة من مليو....لا بل ملياردير يونانى مدة سبع سنوات ولم أعرف بالأمر حتى؟
أعادت كايتى النظر فى رأيها على قدرة الرجل على السيطرة على نفسه ما أن تحولة عيناها الواسعتان المصدومتان إلى شفتيه المكتنزتين....شعرت بإرتعاش خفيف .حاولت السيطرة على مخيلتها المتمردة عندما ابتسم كابوسها,لم يساعدها هذا الأمر مطلقاً.أطلقت ابتسامته تهديداً مثيراً يتناسب تماماً مع تخيلاتها المجنونة.على مر السنوات أقنعت نفسها بأن مخيلتها بالغت بتقدير الإثارة التى يتمتع بها نيكوس لايكس...ولكنها الآن تعرف عكس ذلك ! فجاذبية الرجل تكاد تكون بلا حدود
ارتسمت على شفتى كاتى المطيعتين ابتسامة أجتماعية ملائمة ولكن عينيها استمرتا تعكسان الرعب والحيرة والارتباك.
كان توم غافلاً لحسن الحظ من التوتر والنفور اللذين ظهراً جلياً عليها فدفعها إلى الأمام بفخر
"سررت بلقائك كاترين"التوى حاجبه القاتم وأضاف:"الأسم هو كاترين.....؟"
حملقت فيه بغضب....فهو يعرف تمام المعرفة أن أسمها ليس كذلك فهو يملك مثلها نسخة من شهادة الزواج التى احتفظ بها هارفى ....هارفى!لابد أن صديق العائلة الوفى عرف هويته ولم يخبرها....فكرت كاتيى فى أن ازدواجية الرجال مربكة حقاً
"لا,فى الواقع أسمى كاترينا"وأضافت وقد جعل الرعب والنفور صوتها الناعم صارماً وجارحاً:"ولكن لا أحد يدعونى بهذا الأسم"
"هذا مؤسف فهو أسم جميل"قال ذلك بطريقة شاعرية...إن كان لهذا الكلام المخملى لون فسيكون أرجوانياً قاتماً
هزت رأسها قليلاً وقد أغضبتها أفكارها .أرجوانياً كان أم أخمر صوت كهذا يوحى بقدرة خطيرة جداً خاصة وأن كان صاحبه على هذا الشكل.
إن كان مصدوماً مثلها لاكتشافه هوية رفيقة العشاء فهو يخفى الأمر جيداً.هل يعنى ذلك أنه كان يعرف؟أو ربما لم يعرفها؟وأبعدت هذا الاحتمال على الفور .هل هو هنا لأن هارفى أتصل به بشأن الطلاق؟أم أن هذه صدفة رهيبة مروعة؟
ضج فى رأسها الكثير من الأسئلة لكنها لم تحصل على أى أجابات فشعرت وكأنها مصابة بدوار
يا إلهى!لَم لم أخبر توم عندما سنحت لى الفرصة؟تأوهت فى سرها.فات الأوان الآن...سيكرها.ومن يستطيع لومه؟كل هذا يحدث لأنها أخفت عنه الأمر.بدا الوضع وكأنه عقاب وقد جاءت عقوبتها على شكل رجل يملك السحر الخطير لملاك أسود
ضغطت شفتيها لمنعهما من الأرتجاف ورمقت الوجه المستطيل القاتم بنظرة مبطنة من تحت أهدابها الطويلة .ما رأته فى وجهه النحيل لم يكن مريحاً وقالت فى سرها أرجوك يا إلهى لا تدعه يقول شئ قبل أن تسنح لى الفرصة لإخبار توم بنفسى)
هذا هو الحل! أن تشرح لـ توم بنفسها وولد فى أعماقها أمل مفأجى . أن تمكنت من الأنفراد بهذا المخلوق الذى يدعى نيكوس وأيضاح الأمور له ربما تستطيع ألتماس سكوته المؤقت إلى أن تحظى بفرصة.تصادمت عيونهما وكان ذلك كافياً ليجعلها تنسى أمر ألتماس طيبته.وكبتت أرتجافها...لا يمكن لشخص يملك مثل هاتين العينين أن يكون طيباً!
من بين كل رجال العالم لم أنتهى بها الأمر متزوجة من هذا الشخص؟إذا ما تكتم نيكوس لايكس حول زواجهما فسيكون ذلك لأسباب خاصة به وليس مراعاة لها أو لـ توم. افترضت أن الاعتراف بأنه تزوج من أجل المال لا يتناسب مع صورته الذكورية مع أن اليونانيين واقعيون فى مثل هذه الأمور.صرت على أسنانها مدركة أنه لن يلتزم الصمت إلا لأسبابه الخاصة .
لم تعرف كايتى كيف تمكنت ركبتاها حملها بينما أطبقت قبضة جامدة على يدها تقلصت عضلات جسمها بقوة عندما التفت أصابعه الطولة على أصابعها .التناقض بين الصغير والكبير القاتم والشاحب ....فقد عقلها مرة أخرى قدرته على التركيز هل عليها لكمه وأخبار توم الحقيقة الآن؟)وتساءلت كيف ستفعل ذلك...؟هل تقول له فى الواقع يا توم التقيت بـ نيكوس من قبل...نعم,أليست هذه صدفة ؟ لا أعرفه حق المعرفة ولكننا متزوجان ليس إلا.....)
كان الرجلان يتكلمان لكن كلماتهما لم تكن إل طنيناً متنافراً فى أذنيها.وجدت نفسها جالسة فى مقعد لكنها لا تذكر أنها جلست كما لا تذكر كيف وصل الكأس إلى يدها . أبعدت شعرها إلى الوراء وأكتشفت أن الرجلين ينظران إليها.
كانت عينا توم ترمقانها بنظرات غاضبة متوعدة . بدا يائساً فهو يريدها أن تترك أنطباعاً جيداً على هذا الرجل الذى يقدره
صدمتها سخرية الوضع بقوة وحاولت جاهدة أن تسيطر على موجة الهستريا التى اجتاحت حلقها الجاف فنوبة الضحك بجنون ستجذب إليها اهتماماً غير مرغوب فيه....
"واجهت كايتى يوم عصيباً فى العمل"
علا حاجب كايتى الرقيق....مجدداً هذه الرغبة الجامحة فى إرضا الغير فى تصرفات توم .ربما لم يكن الأمر مفاجئاً تماماً فشيئان فقط يبهرانه : المال & السلطة . وهذا الرجل يملك الأثنين معاً .كان توم يملك المال والسلطة ولكن ما لا يملكه هو تلك الثقة البالغة بالنفس التى يتحلى بها اليونانى الطويل القامة
"أنت تعملين كاترينا؟"قطب نيكوس لايكس حاجبيه القاتمين المقوسين بينما ظهرت نبرة الاستغراب فى سؤاله العرضى .فتقلصت عينا كايتى ما أن رأت فى تنيك العينين السوداوين اهتماماً زائفاً . بدا لها أن الكراهية التى شعرت بها نحوه متبادلة
"أعمل عندما لا يتعارض ذلك مع التسوق أو طلى أظافرى"
لم يكن توم قد سمع من قبل هذه النبرة فى صوتها الناعم الجميل فضحك بأنزعاج كما لو أنها أخبرت نكتة لم يفهمها تماماً ولكن نيكوس لم يضحك وتابعت عيناه القاسيتان تفحص وجهها الغاضب . فجأة التفت أصابعه الطويلة على يدها اليسرى لتثبتها بأحكام على الطاولة وأدار يدها مظهراً أظافرها القصيرة الخالية من أى طلاء .فتوترت أعصابها من جديد فى تلك اللحظة تمنت كايتى أن تختفى أما هو فقال بهدوء :"ليس اليوم"
كان لصوته الناعم تأثير مزعج عليها كلمسته الخفيفة . سحبت يدها من قبضته وراحت تتنفس بصعوبة ثم رفعت رأسها بتعال وقالت : "أنا منسقة أجتماعات "
ومنسقة جيدة جداً أيضاً . شعرت برغبة فى إضافة ذلك للأحمق المعتد بنفسه.
لم يبدُ متأثراً أبداً لكنه تشدق قائلاً"مؤثر"ثم أضاف كما لو أنه أن علمها لا يمكن أن يكون مهما :"وماذا تفعل منسقة اجتماعات بالضبط ؟ "
شعر توم بتوتر الجو للمرة الأولى فبدا منزعجاً قليلاً : "تعمل كايتى فى مؤسسة خيرية لكنها ستقدم أستقالتها بعد الزواج "
منتديات *****
"الزواج....نعم....ومتى سيتم؟"
"لا أستطيع حمل كايتى على تحديد الموعد بعد"
نقل نيكوس نظرته الكسولة إلى كايتى قائلاً :"حقاً!أنت تفاجئيننى"
ذكرها تصرفه بهر أملس الشر يلعب بفأرة ليس لأنه جائع بل لأن القسوة تسرى فى عروقه.كلما زادت معرفتها بهذا الرجل كرهته أكثر. أتسع أنف كايتى بينما رسمت على شفتيها ابتسامة باهتة .فكرة بتجهم أن بإمكانها الأشتراك فى هذه اللعبة فالمماطلة سترضى غروره لكنها لن تنفعها.
هذه الأستراتيجية الخطيرة جعلت كايتى تتصرف باستهتار مع إنها فى العادة لا تفعل ذلك .فبهذه الطريقة ستعرف نيته وسألت بلطف:"وأنت سيد لايكس....هل لديك سيدة لايكس؟أو أى أولاد لايكس صغار؟"
حبست كايتى أنفاسها وبدا لها أن الصمت الذى تلا سؤالها دام للأبد.عندما رفعت نظرها دهشت لرؤية ما قد يكون إعجاباً فى عينى نيكزس لايكس القاتمتين اللامعتين:"هناك سيدة لايكس واحدة فقط فى عائلتى هى زوجة أبى وهى قوة ناشطة فى حياتى"أبتسم ولم تكن ابتسامته زائفة,متكبرة أو مشمئزة....بل على العكس تماماً فغرت كايتى فاها وهى تراقب القسمات القاسية لوجهه المصقول تلين وقد أرتسمت على شفتيه ابتسامة حقيقية صادقة وطيبة .كان التغيير ساحقاً وبالكاد منعت كايتى نفسها من الابتسام بحماقة وأصرت بعناد:"إذاً أنت لست متزوجاً؟"فضحك توم وأجاب :"لو تزوج نيك لقرأنا الخبر فى الصحف ولواجهت وسائل الأعلام نهاراً حافلاً"
فكرت كايتى فى سرهاأنت لا تعرف شيئاً.)وشعرت بموجة من الذنب تجتاحها بالكامل فضغطت بيدها على خدها المتوهج.
شعرت بالاشمئزاز من نفسها فرغبتها فى تسجيل النقاط ضد نيكوس لايكس أنستها ما هو أهم قد يكون الإذلال العلنى وفضيحة إكتشاف الزواج السرى لخطيبته و نيكوس لايكس مدمرين بالنسبة إلى توم.
"لا مفر من الزواج لإنجاب....ماذا أسميتهم؟....أولاد لايكس صغار.نحن اليونانيون تقليديون فى مثل هذه الأمور"
"كنت لأقول باردين"
بدا توم منزعجاً بحق عندما وضع يداً دافئة على كتفها . أجفلت كايتى من جراء ضغط يده فيما تابعت عينا نيكوس حركة الرجل الآخر فازداد تجهماً.سأل توم وبده تربت على ذراعها :"هل نطلب الطعام؟"
"ليست جائعة"شعرت كايتى بأنها لن تتمكن من تناول أى شئ حتى لو كانت حياتها تعتمد على ذلك.فالوضع خيالى بقدر ما هو حقيقى....مستقبلها هى وتوم يعتمد على تكتم رجل بدا مزاجياً بقدر ما بدا مستبداً !
"اليونانيون ليسوا معروفين ببرودة دمهم يا كاترينا"
"عفوا هل هذه كبرياؤك التى دست عليها؟ولكننى متأكدة من أنهم عشاق رائعون." أتسعت ابتسامتها قبل أن تتحول إلى ابتسامة رضى شرسة :"أعذرنى إن فكرت فى أن اختيار فتاة مسكينة مناسبة للحمل و(لإنتاج) وريث ينم عن برودة قصوى"
"كايتى !"
ارتسمت على شفتى نيكوس المثيرتين ابتسامة جامدة ورفع يده بحركة مهدئة لمنع توم التعبير عن احتجاجه ثم تشدق قائلاً : "سوف تتزوج امرأة رومنسية يا صديقى .امرأة تعتبر الزواج المدبر محرماً"ثم تفحص وجهها بعينين ساخرتين :"هل أنا محق يا كاترينا؟لن تتزوجى لأى سبب كان غير الحب؟وبالتأكيد ليس لسبب منحط جداً....كالشعور بالأمان؟"
لمست سبابته الطويلة الماسة فى إصبعها.كانت سخريته حارقة مما جعل الابتسامة المتكلفة تختفى من على شفتيها وقالت له بجفاء:"فى العالم المثالى يتزوج الجميع بدافع الحب"
زم نيكوس شفتيه بإزدراء :"أنت إذا عملية فى النهاية وهذا بالتأكيد أفضل من النفاق"
ولدت كلماته الناعمة موجة غضب عنيفة داخل كايتى محت كل أثر للخوف.لقد زادت سخريته عن حدها.رفعت عينيها الالمعتين الغاضبتين إلى وجهه النحيل القاتم....كيف يسمح لنفسه بالنظر إليها من فوق؟
قد يكون شراء زوج أمراً مثيراً للشفقة ولكن كان لديها سبب قوى للقيام بذلك.فما حجته هو؟بدا ان الحجة الأقوى هى حاجته الملحة إلى المال لمتابعة أسلوب حياته المترف وفكرت كايتى باحتقارأن كان من أحد منافق هنا فليس أنا)
بدا توم يشعر بأن شيئاً ما يفوته فى هذا الحوار لكنه شعر بالارتياح عند ذكر أمر أحس أنه خبير فيه فقال:"فى الواقع كايتى عملية جداً"
ألمتها كثيراً رؤية توم مسروراً لا يشك فى شئ فبالرغم من ذكائه لم يستطيع رؤية ما يجرى امام عينيه لأن الأمر يتعلق بـ نيكوس لايكس . لعل وهج ثروته جعل توم أعمى.بالنسبة إليها كان الرجل بغيضاً إلى أقصى حد.
فكرت كايتى بتجهملابد أنه خبير أيضاً فى العلاقات مع النساء الجميلات أو ليس هذا ما يمضى المستهترون وقتهم فى فعله ؟وتكمن السخرية فى أنها على الأرجح مُوّلت بعض هذه العلاقات) تصلب فكها
منتديات *****
بحزم . كان بينهما أتفاق وقد حصل على ماله مقابل جهد قليل . أما الآن وقد نظمت حياتها كما تريد فلن تتركه يقضى عليها بتهديداته الصامتة. ستقول له ذلك ما أن تسنح لها الفرصة.
كان العشاء تعذيباً لها.أطلق نيكوس ملاحظات كثيرة جعلت كايتى تخشى أن يلاحظ توم الموضوع.واحتاجت لكل طاقتها لئلاً تظهر أى رد فعل . شعرت بالارتياح عندما رن هاتف توم فاعتذر لكى يتلقى الأتصال وتكلم لعدة دقائق مع شخص ما . بدا جلياً من تجهمه أن الأخبار التى سمعها سيئة .قال للمتصل:"سأصل بعد ثلاثين دقيقة تقريباً" ثم أضاف قبل أن يعيد الهاتف إلى جيبه :"أنا آسف فعلاً أيها الصديقان"
أنتقلت نظراته المعتذرة من كايتى إلى نيكوس وتابع يقول :"علىّ الذهاب فالمشروع الذى أعمل عليه لم يجلب إلا النتاعب منذ البداية. يبدو أن المدافعين عن البيئة سبقونا إلى الموقع"
علا التجهم وجهه وهو يقف:"هل تصدقان ذلك؟كل هذا بسبب قطعة أرض فيها مستنقعات وشجيرات برية . والآن يتكلمون عن طحلب بحرى نادر.....تصوروا طحلب بحرى!"
التزمت كايتى الصمت بتهذيب إذ إنها تتعاطف قليلاً مع المؤسسات والسكان المحليين الذين رفضوا هذا المشروع . أحتج توم بعبوس :"بعض الأشخاص لا يتحملون التطور"
فأجاب نيكوس:"المستقبل عملة صعبة يا صديقى"
أشارت ضحكة توم إلى أنه يعتبر ملاحظة صديقه نكتة . ولكن كايتى لم تجدها كذلك وهمت بالنهوض من مقعدها فأومأ إليها توم بالجلوس :"لا يا عزيزتى.أنهى طعامك....لا داعى لأن تزعجا نفسيكما سيرافقك نيك إلى المنزل؟"ونظر مستفهماً إلى الرجل الآخر الذى أجاب بنعومة الحرير:"من دواعى سرورى"
تقلصت معدة كاتيى بقوة لكنها تمكنت من السيطرة على نفسها لئلا ترضيه وتدعه يرى رعبها.فقال توم :"شكراً يا صديقى . تمتعا بالعشاء"
قالت له بسرعة:"ربما يمكننى المساعدة.فأنا أعرف والدك مارك روجرز"
تذمر توم عند ذكر أسم قائد المعارضة المحلية لمشروعه.وقال وقد بدا عليه نفاذ الصبر :"هذه أعمال ولا يمكنك استخدام المنطق مع مثير للشغب مثله....فهم يرون فى المنطق ضعف.سأتصل بك فى الصباح
أحست كايتى بالانزعاج لكنها لم تستطيع فعل شئ بهذا الخصوص و راقبت رحيل توم ورغب جزء منها فى مواجهته أرادت أن تسأله لماذا تتصرف وكأنك قادم من حقبة ما قبل التاريخ؟لماذا تعاملنى وكأننى أداة للزينة لا عقل لها؟)
تنهدت عندما وصل إلى الباب وعادت إلى الطاولة فأكتشفت أن نيكوس لايكس يراقبها .


[عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ]


روايات احلام مكتوبه منتديات حكاوينا



التوقيع

توقيع
رد مع اقتباس


إضافة رد



جديد مواضيع استراحة بورصات

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
روايات احلام المكتوبة الارشيف منتديات ملاذنا Dr.Oz استراحة بورصات 0 08 - 05 - 2015 06:38 PM
روايات احلام المكتوبة من منتديات ليلاس Dr.Oz استراحة بورصات 0 08 - 05 - 2015 06:16 PM
روايات عبير واحلام مكتوبه UoZa استراحة بورصات 0 10 - 06 - 2012 10:37 PM


10:16 PM