لا يكفي أن نقوم بتعريف البطالة على إنها الحالة التي يكون فيها الشخص عاطل عن العمل بل هي الحالة الذي يكون فيها الشخص الذي في بحث مستمر عن عمل غير قادر على الحصول على عمل، ويطلق على هذا الشخص تسمية عاطل عن العمل. والبطالة قد تكون بطالة حقيقية أو مقنعة، كما قد تكون دائمة، جزئية، أو موسمية. غالباً ما تستخدم البطالة كمقياس لصحة الإقتصاد والمقياس الشائع الاستخدام للبطالة هو معدل البطالة، يتم حسابه عن طريق قسمة عدد العاطلين عن العمل على عدد السكان في قطاع العمل. وللبطالة أثار سلبية عديدة تطال مختلف الأصعدة منها الصعيد الاجتماعي، الأمني، الإقتصادي...لكن في هذه المقالة سوف نقوم بتغطية الجانب الاقتصادي فقط للبطالة.
للبطالة أثار سلبية عديدة على الاقتصاد منها فقدان العاطلين عن العمل للدخل الفردي مما سيؤدي إلى إنخفاض الاستهلاك الشخصي في الدولة والذي سيؤدي بدوره إلى تراجع الناتج المحلي الإجمالي. ومن أبرز الأثار الاقتصادية للبطالة هي إنخفاض الناتج المحلي الإجمالي للدولة حيث سيكون الاقتصاد غير ناشط كلياً مما سيؤدي إلى تراجع في الانتاج وتراجع الطلب على المنتجات والسلع الاستهلاكية. ومن الأثار أيضاًهي زيادة الاقتراض الحكومي بسبب إنخفاض الإيرادات الضريبية لأن هناك العديد من الأفراد لا يدفعون ضريبة الدخل وضريبة القيمة المضافة للحكومة وغالباً ما سيواجه هؤلاء صعوبة في الحصول على عمل في المستقبل. وللدول التي تتبع نظام التعويض المالي للعاطلين عن العمل هذه الدول سوف تضطر إلى إنفاق المزيد على إعانات البطالة وستلجأ بالتالي إلى الاقتراض. ومع زيادة معدلات البطالة تتأثر العوامل الاقتصادية الأخرى بشكل كبير، مثل: الدخل الفردي، تكاليف الرعاية الصحية، جودة الرعاية الصحية، مستوى المعيشة والفقر.
البطالة بدورها تؤدي إلى إنخفاض القدرة الشرائية للعديد من الأفراد بسبب إنخفاض الدخل الفردي، لذلك الإنفاق على معظم السلع والخدمات سينخفض. وبالتالي سوف تعاني الشركات من ضعف في الإيرادات وإنخفاض في الأرباح. وبالمقابل سيرتفع الطلب على بعض السلع، وهي السلع التي يميل الأفراد إلى شرائها عندما يكون مدخولهم أقل. لذلك سوف يشهد اصحاب هذه الشركات زيادة في ايرادات المبيعات وبالتالي الأرباح. للبطالة أثار سلبية أخرى على الشركات أيضاً حيث تدفع هذه الشركات ثمن ارتفاع معدلات البطالة غالياً، فيتم تمويل إعانات البطالة إلى حد كبير من الضرائب المقررة على الشركات. فعندما تكون معدلات البطالة مرتفعة غالباً ما تقوم حكومات الدول بزيادة الضرائب على الشركات مما يؤدي إلى إحباط عزيمة الشركات على توظيف المزيد من العمال. وبالاضافة إلى تراجع الطلب على السلع التي يتم انتاجها من قبل الشركات، ترتفع تكلفة الاحتفاظ بالعمال الحاليين وتوظيف العمال الجدد حيث أن على هذه الشركات دفع أموال إضافية لتدريب العمال الذين كانوا خارج قطاع العمل لفترة طويلة.
إذا قمنا بمقارنة معدل البطالة في الدول الأوروبية بتلك التي في الدول العربية نلاحظ إرتفاع معدل البطالة إلى حدٍ كبير في الدول العربية لتصل إلى 35% من إجمالي المجتمع العربي. رغم أن العاطلين عن العمل في الدول الأوروبية يتقاضون تعويض مالي في فترة توقفهم عن العمل بينما العاطلين عن العمل في الدول العربية لا يتقاضون شيئاً. والبطالة في العالم العربي هي من المشاكل الخطيرة جداً على المجتمع حيث تؤدي إلى مشاكل خطيرة جداً أهمها عدم إستغلال العنصر البشري وتهميشه وهجرة الأدمغة البشرية والشباب إلى الخارج بحثاً عن فرص عمل.
DailyFX