أهم أسباب التي تمنع الإحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة
تتجه انظار السوق منذ الأسبوع الماضي الى إجتماع أعضاء مجلس الإحتياطي الفدرالي الأمريكي الاثني عشر والذي بدأ يوم أمس وينتهي اليوم، يلي الإجتماع إعلان قرار أسعار الفائدة بالإضافة الى تصريح لجانيت يلين. لا يزال يلف السوق الغموض حول نية الإحتياطي الفدرالي برفع أسعار الفائدة وهل سوف يتأثر قرار المجلس بتراجع الإقتصاد العالمي الذي شهدناه في الأونة الأخيرة وخاصةً في الصين، إن رفع أسعار الفائدة سوف يكون لأول مرة منذ عام 2008. ومنذ ذلك الوقت إستعان الإحتياطي الفيدرالي بعدة أدوات لدعم الإقتصاد منها برنامج التيسير الكمي لشراء السندات الحكومية، آملاً أن يدعم ذلك معدلات البطالة والإستقرار في الأسعار.
هناك عدة أسباب يمكن أن تكون في صالح عدم قيام الإحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة خلال هذا الإجتماع منها أبرز الأسباب التي تحول دون رفع أسعار الفائدة معدل البطالة :بالرغم من وصول معدل البطالة الى مستوى 5.10% أدنى مستوياته منذ عام 2008 أي ما قبل الأزمة، فإن هناك تباطؤ في قطاع العمل في بعض الولايات حسب ما جاء في كتاب البيج الأخير مع العلم أن معدل البطالة العام إجتاز هدف الإحتياطي الفيدرالي ووصل الى مستوى التوظيف الكامل، حيث أن قطاع العمل سجل في السنوات الأخيرة معدل فرص عمل شهري وصل الى 200 ألف فرصة عمل من جهة ولكن من جهة أخرى لم نشهد إرتفاع للأجور بشكل ملحوظ. يمكن لبعض المحللين أن يعتمدوا على هذه الأرقام لتبرير موقفهم حيال رفع أسعار الفائدة خلال هذا الإجتماع. معدل التضخم : على عكس بعض البنوك المركزية لا يتطلع الإحتياطي الفدرالي الأمريكي فقط على مؤشر أسعار المستهلكين بل يركز أكثر على مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي PCE بإعتباره يحدد السلع والخدمات المستهدفة والتي يستهلكها الأفراد. لا يزال مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي عند مستويات متدنية 1.2% وبعيدة عن المستوى المستهدف من الإحتياطي الفدرالي 2%. الإقتصاد العالمي : أن المخاوف من اضطراب الاقتصاد العالمي يقلل من الثقة في الانتعاش، فقد لاحظنا أن في الفترة الأخيرة أن الاضطرابات التي حصلت في الأسواق الأسيوية في الفترة الأخيرة وخاصةً في الصين، أكدت على مدى إرتباط الأسواق العالمية ببعضها البعض بالإضافة الى إظهار أن الأسواق الأسهم العالمية لا تزال حساسة حيال الأوضاع العامة ويمكن أن تتعرض لإنهيار في أي وقت في حال شكك السوق في تعافي الإقتصاد العالمي. هل الإقتصاد العالمي في الطريق الصحيح الى التعافي ؟ يدل ذلك على مدى أهمية هذه الفترة بالنسة الى البنوك المركزية للإستمرار في السياسات التوسعية التي يتبعوها. قوة [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] الأمريكي : في حال تم رفع أسعار الفائدة، ذلك سوف يؤثر على الدولار الأمريكي بشكل أيجابي، وسوف نرى إرتفاع في قيمة الدولار، هذا سيكون له تأثير سلبي ملموس على صافي الصادرات بالتالي الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة الامريكية. يزيد عن ذلك ضعف الإقتصاد العالمي الذي من شأنه تخفيف الطلب العالمي عامةً وعلى البضائع الأمريكية خاصةً بسبب إرتفاع قيمتها لأجل إرتفاع الدولار. كتاب البيج : أظهر كتاب البيج في التقرير الأخير أن هناك تفاوت في وجهات النظر بين أعضاء الإحتياطي الفدرالي حول رفع أسعار الفائدة، حيث أن قوة الدولار الأمريكي يمكن أن تشكل ضغوطاً على القطاع التصنيعي وبالتالي تراجع للصادرات الأمريكية. البنك المركزي الأوروبي والصندوق النقد الدولي :إتخذ ماريو دراغي رئيس البنك المركزي الأوروبي في اجتماعه الأخير موقف حذر حيث توقع أن تشهد منطقة [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] تعافي بوتيرة منخفضة بسبب الاضطرابات في الإقتصاد العالمي وخاصةً الدول الناشئة، بالإضافة الى ذلك خفض البنك المركزي الأوروبي توقعاته للنمو والتضخم لهذا العام والعامين المقبلين مما يدل على نظرة حذرة حيال المستقبل. من جهة أخرى، فقد نصحت كريستين لاغارد مديرة عام لصندوق النقد الدولي بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى تأجيل رفع أسعار الفائدة بسبب تراجع الأوضاع العالمية. لذلك يمكن لموقف الحذر للبنك المركزي الأوروبي من الإقتصاد العالمي أن يؤثر على قرار الإحتياطي الفدرالي بعدم رفع أسعار الفائدة خلال هذا الإجتماع وإنتظار تحسن الإقتصاد العالمي. إستطلاع السوق :تشير الاحصائات الى أن أغلبية الإقتصاديين لا يتوقعون رفع اسعارالفائدة في شهر سبتمبر، حسب إستطلاع لرويترز أن هناك 47% من 80 خبيرا اقتصاديا لا يتوقعون رفع أسعار الفائدة مقابل 35% يتوقعون رفع أسعار الفائدة. للتذكير أن جانيت يلين ذكرت أن الإحتياطي الفدرالي الأمريكي سوف يقدم على رفع أسعار الفائدة خلال هذا العام، يتبقى هناك اجتماعين يمكن للإحتياطي الفدرالي رفع أسعار الفائدة قبل نهاية العام شهر أكتوبر أو ديسمبر. النتائج : في حال تم رفع أسعار الفائدة في هذا الإجتماع، يمكن أن يؤثر ذلك على عملات بعض الدول الناشئة لذاك هناك إحتمال أن نرى المزيد من تخفيض قيمة هذه العملات مثلاً على اليوان الصيني. من جهة أخرى، قوة الدولار الأمريكي يمكن أن تقف حاجزاً في وجه الدول الناشئة حيث يمكن أن نشهد نزوح كثيف لرؤوس الأموال من الدول الناشئة الى أمريكيا بغية الأستثمار في الأسهم العقارات والسندات الخزينة ألخ.. هذه الخطوة تضغط على النمو في الدول الناشئة بالتالي النمو العالمي الذي يعتمد كثيراً على النمو في الاقتصادات الناشئة.
بالرغم من تعدد الأسباب حول إحتمال عدم رفع الإحتياطي الفدرالي الأمريكي أسعار الفائدة خلال هذا الإجتماع، يمكن للإحتياطي الفدرالي أن يكون له نظرة مختلفة تماماً عن السوق ويبادر الى رفع أسعار الفائدة. إذا كان السوق ليس مؤكد من قرار الاحتياطي الفدرالي، فإن المؤكد هو أهمية القرار على السوق اليوم، من المحتمل أن نشهد تقلبات هامة خاصةً إذا أحدثت يلين مفاجأة في السوق. لا شك أن البيانات السلبية الأمريكية الأخيرة ساهمت في تعزيز الغموض في السوق مما يعطي الإجتماع أهمية أكثر عن باقي الإجتماعات.
أهم أسباب التي تمنع الإحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة
المواضيع المتشابهه 
