الجرائم الألكترونية ومدى تأثيرها على الأسواق المالية
لا يمكننا إنكار الدور الكبير الذي يلعبه الانترنت في حياتنا كأفراد، شركات وحكومات حيث سيطر على جميع نواحي حياتنا ولم يعد هناك أهمية للتفاعل الانساني. أحدث الإنترنت تغييرات جذرية في طريقة حياتنا، تبضعنا، وحتى عملنا. لذلك إننا الأن معرضين للخطر أكثر من أي وقت مضى وذلك لتوفر جميع معلوماتنا الشخصية على الانترنت فيمكنك الأن بنقرة ماوس الحصول على جميع المعلومات التي تحتاجها عن شخص معين. في هذه المقالة سوف نقوم بمناقشة الإبتزاز والجرائم الألكترونية التي تطال المؤسسات والشركات الاقتصادية.
إن إعتماد الشركات الدولية على الاتصالات الالكترونية بشكل متزايد كان محط انظار لمجرمي الانترنت، وذلك بسبب مليارات [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ]ات التي يتم تداولها يومياً على هذه الشبكات. لذلك لجأ هؤلاء المجرمين إلى تضليل العملاء والمستثمرين لتحقيق أكبر قدر من الربح. وتختلف الجرائم الإلكترونية فيمكن أن تكون بسيطة أو معقدة، ويمكن أيضاً أن تتخذ أشكال غير متوقعة وتأتي من مصادر غير معروفة إلا أن النتيجة في جميع الحالات واحدة، الحاق الضرر وتحصيل أكبر قدر من الربح ممكن.
من أجل فهم التهديدات بشكل أفضل نحن بحاجة إلى فهم من هم وراء هذه الهجمات. عادةً ما يميل منفذي هذه الهجمات إلى إتباع فرص الحصول على المال بأي طريقة ممكنة وعادةً ما يلجأون إلى استهداف الأسواق المالية وغرف المقاصة وذلك بسبب سهولة إختراقها مقارنة بغيرها على سبيل المثال الشبكات الحكومية. لكن من المؤكد أنه مهما كانت دوافعم هؤلاء المنفذين لديهم هدف واحد ولديهم الوسائل التقنية والإقتصادية اللازمة لإلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر.
تعمل الأن العديد من الشركات وخاصةً الشركات ذات نطاق عمل دولي على إيجاد حلول لهذه المشكلة عن طريق إنشاء برامج أمان للحماية من الجرائم الألكترونية. وفي الأونة الأخيرة قامت العديد من الشركات والوكالات الحكومية باستثمار مبالغ طائلة في تمويل مشاريع لإيجاد حلول للجرائم الألكترونية ولجعل بياناتها أكثر أماناً. رغم الايجابيات المترافقة مع إيجاد حلول لهذه المشاكل إلا أن هذه البرامج تطلب مبالغ طائلة من التمويل عادةً.
من أبرز الجرائم الألكترونية التي حصلت كانت عند قيام المتداول المعروف بإسم نافندر ساراو في تراجع السوق بحوالي 100 نقطة من خلال برنامج التداول الألي على حاسبه المحمول. ويطلق على الطريقة التي اتبعها طريقة الخداع حيث قام بوهم السوق بتحرك الأسعار بشكل مصطنع. قام السيد ساراو بإصدار أوامر بيع بدون تنفيذ مما دفع المستثمرين الأخرين إلى بيع اسهمهم بكميات هائلة الذي أدى بدوره إلى هبوط أسعار الأسهم بشكل كبير، وبعد تعافي السوق بفترة قصيرة لجأ إلى شراء الأسهم بأسعار متدنية جداً.
للأسف أن هذه الهجمات التي صممت خصيصاً لتدمير ثقة المستهلك ليس من الضروري أن تكون متطورة جداً لتحدث دماراً كاملاً. حيث أن برامج التعطيل التي يتم استخدامها يمكن بسهولة أن تصيب الأنظمة في عديد من البورصات العالمية وشركات المقاصة وبإمكانها أن تتلف البيانات على المدى الطويل. لذلك يجب إتخاذ أقصى وسائل الحذر للتصدي لأي هجمات مستقبلية محتملة. في سوق اليوم حيث ألتقلب الشديد هو إحدى العوامل الأساسية أصبح من السهل جداً إخفاء الفيروسات في الحاسوب إلا أنه من المعقد الكشف عن هذه الخفايا. وفي معظم الأحيان إن ما يثير قلق المتداولين والمستثمرين هو ليس الخطأ الذي يحصل في التداول بل تراجع الثقة في البيانات والمعلومات التي يتم تداولها، ما إذا كانت البيانات التي يرونها على شاشة الحاسوب صحيحة وآمنة للتداول.
الجرائم الألكترونية ومدى تأثيرها على الأسواق المالية
المواضيع المتشابهه 
