رد: اهم التقارير الاقتصادية والسياسية ليوم الجمعة 6-2
تقرير الوظائف الأمريكي...
تسيطر حالة من الترقب على الأسواق اليوم مع وصولنا إلى نهاية أسبوعنا الاقتصادي و أهم الأيام الاقتصادية حيث سيصدر اليوم عزيزي القارئ تقرير الوظائف الشهري الأمريكي الذي سوف يظهر لنا ماهية و حقيقة الأوضاع في الولايات المتحدة الأمريكية و اقتصاده المنهار في الوقت الحالي.
و تشير التوقعات إلى أن مستويات البطالة خلال شهر كانون الثاني قد ارتفعت بقوة كبيرة لتصل إلى الأعلى لها منذ أكثر من 26 عاماً, هذا حيث نجد التوقعات في الأسواق تشير إلى أن القراءة سوف تأتي بقيمة 7.5% أعلى من القراءة السابقة التي كانت بقيمة 7.2%, هذا بالإضافة إلى ارتفاع تعداد العاطلين عن العمل بشكل كبير, و نجد أن هذا هو التأثير المباشر و القوي للركود الاقتصادي العميق الذي تعاني منه الولايات المتحدة في الوقت الحالي و الذي غالباً ما سيستمر في الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية حتى منتصف العام الحالي!!!!
و نجد أن هذه البيانات تعد سيئة للغاية و تعكس أن مستويات الطلب و الإنفاق سوف تنحدر أكثر خلال الفترة القادمة هذا حيث سيتقلص عدد المواطنين القادرين على عمليات الإنفاق في البلاد, هذا بجانب الحالة النفسية السيئة التي سوف تسيطر على البلاد أكثر مع ارتفاع مستويات البطالة, و نحن جميعاً نعلم أن الحكومة الأمريكية في الوقت الحالي هي في أمس الحاجة إلى إعادة الثقة من جديد إلى البلاد حيث أنه بدون عودة الثقة و الطمأنينة إلى البلاد سوف تظل مستويات الإنفاق قرب أدنى مستوياتها, و مع غياب الإنفاق سوف نجد الاقتصاد الأمريكي قابعاً داخل بحر الركود الاقتصادي المظلم دون التمكن من الخروج منه!!!!
و هنا يأتي دور السيد باراك أوباما الرئيس الأمريكي الجديد و حكومته الجديدة حيث يتحتم عليهم أن يعيدوا الثقة للبلاد قبيل التفكير في أي شيء أخر حيث أنه مع عودة الثقة يمكن تحقيق أي شيء أخر, و لذا نتوقع أن موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي على خطة السيد أوباما المالية التي تصل تكلفتها إلى 819$ مليار سوف تبعث بعض الطمأنينة و تعيد جزء من الثقة إلى البلاد من جديد حيث سيتم من خلال هذه الخطة توفير ما بين 3 مليون إلى 4 مليون وظيفة خلال العامين القادمين و بالتحديد حتى عام 2011.
و بعيداً عن الاقتصاد الأمريكي نذهب إلى بريطاني و التي أعلن بنكها المركزي يوم أمس خفضه لأسعار الفائدة بقيمة 50 نقطة أساس لتصل الفائدة إلى 1.00% و هي النسبة الأدنى على الإطلاق منذ أن تم تكوين البنك المركزي البريطاني في عام 1694, و يعد قرار الفائدة هذا هو القرار الخامس من نوعه على التوالي, ويدل هذا على أن المملكة المتحدة نعاني من تدهور اقتصادي شديد يعد هو الأسوأ على الإطلاق بين سائر الاقتصاديات العالمية...
من المنتظر اليوم أن تصدر بيانات هامة للغاية عن الاقتصاد البريطاني و هي بيانات مؤشر أسعار المنتجين الذي يعد ثاني أهم مؤشر في المملكة لقياس مستويات التضخم و الذي يلي مؤشر أسعار المستهلكين في الأهمية, و من المتوقع أن يشير المؤشر إلى انحدار مستويات التضخم أكثر خلال شهر كانون الثاني حيث أن التوقعات الخاصة بالمؤشر السنوي تشير إلى انحدار القراءة لتصل إلى مرتفعة بنسبة 2.0% عقب أن كانت بنسبة 4.3%..
و مع انحدار قراءة هذا المؤشر سيكون الاقتصاد البريطاني قد خطي خطوة جديدة نحو الانخفاض التضخمي و الذي يعد احدث المخاطر التي يتعامل معها الاقتصاد البريطاني في الوقت الحالي. و بالرغم من أهمية هذا المؤشر إلا انه لا يمكننا الجزم في أمر مستويات التضخم و الانخفاض التضخمي دون الرجوع إلى مؤشر أسعار المستهلكين البريطاني حيث أنه هو المؤشر الرئيسي و الفاصل في قياس مستويات التضخم في البلاد....
كما سيصدر اليوم أيضاً عن الاقتصاد الملكي بيانات عن القطاع الصناعي و التي من المتوقع أن تظهر انحدار مستويات الإنتاج في هذا القطاع الذي شهد انحدار و تراجع كبيرين خلال الفترة الأخيرة, و يعود هذا التراجع و الانحدار إلى التدهور الشديد في مستويات الطلب المحلي و العالمي على البضائع البريطانية حيث قد دفعت الأزمة الاقتصادية و الجمود في قطاع الائتمان المستهلكين إلى العزوف عن الإنفاق خوفاً من تدهور الأوضاع أكثر, و ما زاد الطين بلاً هو الارتفاع المستمر في تعداد العاطلين عن العمل و مستويات البطالة في البلاد و التي ترتفع من شهر للأخر, و قد أدت هذه الأحداث إلى ارتفاع منسوب الخوف في البلاد خاصة عقب رفض البنوك المحلية في المملكة الموافقة على طلبات القروض التي تقدم لها مؤخراً!!!!!
و بعيداً عن البيانات الاقتصادية التي ستصدر اليوم نري أن الأنظار متجهه إلى يوم 9 من شباط و الذي سيقوم خلاله السيد تيموسي جيثنير رئيس الخزانة الجديد بالإعلان عن تفاصيل خطة السيد أوباما التحفيزية الجديدة, و التي من شأنها أن تعمل على وضع الاقتصاد الأمريكي على الطريق الصحيح الذي يمكنه من الخروج من ظلمات الركود الاقتصادي إلى شمس الانتعاش مرة أخري مع رفع مستويات السيولة و الائتمان في البلاد من جديد....
و من المتوقع أن تقوم الحومة الأمريكية بخلق بنك جديد تقوم من خلاله بشراء جميع الأصول السيئة التي تؤثر على الميزانيات في البنوك و المؤسسات المالية كي تتمكن هذه البنوك و المؤسسات من العمل بحرية أكبر لتعوض الخسائر الجسيمة التي تكبدتها خلال الأزمة المالية الحالية. هذا و قد صرح السيد تيموسي أن أهم أولويات الحكومة في الوقت الحالي هو هيكلة و خلق خطة مالية جديدة تعمل على إعادة التدفقات الائتمانية إلى الأسواق من جديد