بنك انجلترا يعتمد نبرة حذرة إثر مخاوف النمو العالمي
التوقعات الأساسية للجنيه الاسترليني:محايدة بنك انجلترا الحذر صوّت بنسبة 8 مقابل 1 لإبقاء المعدلات ثابتة عند 0.5%، وذلك بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي زوج الجنيه الاسترليني/[عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] الأمريكي يواصل التداول عند نقطة التقاء المقاومة عند 1.5340، مع تواجد المزيد من المقاومة فوق تحرّكات الأسعار الراهنة عند 1.5447-5450
يتابع الجنيه الاسترليني التداول مع ميل الى الإنعكاس، إذ باتت التكهّنات حول رفع المعدلات في المستقبل أكثر تعقيدًا نظرًا الى الرياح المعاكسة التي تعصف بالإقتصاد العالمي. سمعنا منذ فترة عن هذه الرياح في قرار الفائدة الأخير لبنك انجلترا، إذ صوّت المصرف، مرّة جديدة، بنسبة 8 مقابل 1 لصالح إبقاء المعدلات دون تغيير. المنشقّ الوحيد كان السيّد إيان ماككافيرتي الذي صوّت لصالح رفع المعدلات خمس مرّات بين أغسطس 2014 وديسمبر 2014؛ حيث لم تكن هنالك أي دلائل على أي نوع من التضخم في الاقتصاد البريطاني. على هذا الصعيد، نستطيع تصنيف السيّد ماككافيرتي على أنّه عضو "متفائل"، ولكنّه مقيّد بمصرف مركزي حذر يريد تقييم الوضع الاقتصادي إستنادًا الى الوضع العالمي قبل البدء برفع المعدلات. الزيادة الأخيرة للمعدلات من قبل بنك انجلترا كانت في يوليو 2007 حيث رفع المصرف المعدلات الى 5.75% قبل تقليصها من جديد في وقت لاحق من ذلك العام، وبدء اعتماد نهج معدلات منخفضة حان له أن ينتهي .
إعتبر حاكم المصرف السيّد مارك كارني الوضع الراهن للإقتصاد العالمي بمثابة " مناخ لا يرحم". كما أردف كارني أنّ توقيت أوّل زيادة لبنك انجلترا سيعتمد على بنك الاحتياطي الفدرالي كما يتوقع العديدون، وعلى الرغم من استمرار دلائل الإنتعاش عقب تباطؤ النمو البريطاني الذي كان جيدًا في النصف الأوّل من العام خلال الفصل الثالث، من المحتمل أن يدخل قرار المصرف مرحلة دقيقة أكثر مع نهاية العام.
بعد رؤية الإشارات الأخيرة من الضغوطات التضخمية ومن نمو الأجور، بدأت تتزايد تخمينات رفع بنك انجلترا معدلات الفائدة خلال الشهرين المنصرمين. ولكن مع التوترات القائمة في الصين (وآسيا) وفي الأسواق الناشئة وأسعار السلع التي ألقت بثقلها على خطط النمو العالمي، باتت توقعات التضخم (وزيادة المعدلات) تنخفض تدريجيًا. لا تقدّر الأسواق حاليًا رفع المعدلات بمقدار 0.25% حتّى حلول العام 2017؛ ويرجّح بنك انجلترا بقاء التضخم دون 1% حتى ربيع العام 2016، لذلك ليس هنالك أي عجلة للزيادة.
ستنشر لجنة السياسة النقدية توقعات جديدة للتضخم الشهر القادم وقد يوفر ذلك اتّجاه للإسترليني في حال عزّز المصرف توقعاته لتشير الى عودة التضخم ل2% في أغسطس 2017. في حين يعادل ذلك ضعف الجنيه الاسترليني، إكتفى زوج الجنيه الاسترليني/الدولار الأمريكي بدولار أمريكي يختبر تراجعًا حادًا بعد إظهار محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي مصرف مركزي حذر آخر على الجانب المقابل من الأطلسي.
لا تزال آفاق الجنيه الاسترليني محايدة للغاية في الوقت الحالي، الى حين تبلور اتّجاه أساسي واضح أكثر مع تأقلم العالم مع تباطؤ النمو وضعف الاقتصاد بعد ستّة أعوام كاملة من الإنهيار المالي. المملكة المتحدة وبنك انجلترا هو من البقع القليلة غير الولايات المتحدة التي هي في صدد السعي الى رفع المعدلات في المستقبل غير البعيد؛ ولكن في حال تغيّرت الأوضاع وواصل النمو تباطؤه، ستتراجع هذه التوقعات بزيادة المعدلات وقد تواجه هذه العملات (الجنيه الاسترليني والدولار الأمريكي على حدّ سواء) موجة ضعف كثيفة.