رد: اهم الآخبار الاقتصادية ليوم الاربعاء الموافق 18\6\2008
اجتماع السعودية يهدف لتهدئة الغضب الامريكي من أسعار النفط
الرياض (رويترز) - يرى محللون أن اجتماعا طارئا لمنتجي ومستهلكي النفط يعقد الاحد المقبل سيمنح المملكة العربية السعودية الفرصة لمحاولة تجاوز عاصفة من الضجة الاعلامية السلبية التي تلقاها في الولايات المتحدة.
وواشنطن هي أوثق حليف للسعودية منذ أربعينيات القرن الماضي عندما تشكلت بينهما علاقة وثيقة على أساس الحصول على امدادات مضمونة من النفط مقابل الحماية الامريكية للنظام الملكي السعودي في السراء والضراء.
ونادرا ما أثارت الموجات المتكررة من مشاعر العداء للسعودية في الدوائر السياسية الامريكية قلق السعوديين الى أن وقعت هجمات الحادي عشر من سبتمبر ايلول عام 2001 . فمن بين 19 شابا عربيا هاجموا بطائرات برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومقر وزارة الدفاع الامريكية وقتلوا نحو 3000 شخص كان هناك 15 سعوديا ينتمون لجماعة يقودها منشق سعودي.
ومنذ ذلك الحين شرع حكام السعودية في سلسلة اصلاحات لتحسين صورة الاسرة الحاكمة التي تدير شؤون البلاد دون وجود برلمان منتخب يحد من سلطاتها وبالتعاون مع المطوعين الذين يتمتعون بسلطة مطلقة في تطبيق قواعد المذهب الوهابي.
وبدأت الحكومة تغيير بعض مواد المناهج الدراسية التي تحقر غير المسلمين كما شنت حملة صارمة على الدعاة المتشددين. وبدأ العاهل السعودي الملك عبدالله هذا العام جهودا للتقريب بين المذاهب الاسلامية قبيل حوار مزمع بين المسلمين والمسيحيين واليهود.
وينظر المحللون الى مؤتمر النفط المقرر عقده في جدة من الزاوية نفسها.
وقال دبلوماسي غربي رفيع في الرياض هذا الاسبوع "انه خيط اخر بعد الحادي عشر من سبتمبر. فقد تصدوا أولا للتشدد الاسلامي وهلم جرا. انه يذكرني بفكرة الملك بشأن حوار الاديان. هذا يظهرهم بشكل جيد وهو يبدو أمرا معقولا."
وزار عدد من الزعماء الاجانب من بينهم الرئيس الامريكي جورج بوش الرياض هذا العام لحث القيادة السعودية على زيادة انتاج النفط أو اقناع اوبك بزيادة الانتاج لدفع الاسعار نحو الهبوط مع انطلاقها صاعدة فوق مستوى 100 دولار للبرميل.
وكان رد السعودية دائما هو أن اوبك تستجيب لاحتياجات السوق وأن عوامل أخرى غير الانتاج وراء ارتفاع أسعار النفط مثل المضاربة وضعف الدولار
وخلال الاسبوع الماضي انتهج معلقون ومسؤولون سعوديون خطا يوضح بجلاء أنه خلافا لما يعتقده البعض في الغرب فان السعودية غير راضية عن وصول أسعار النفط الى مستويات قياسية وهذا هو السبب في عقد الاجتماع الطاريء في جدة.
وكتب جاسر الجاسر في صحيفة الجزيرة اليومية يقول ان القيادة السعودية اضطلعت بمسؤولياتها كأكبر منتج للنفط في العالم وان مبدأها لايزال سياسة انتاجية لا تضر بالمنتج ولا بالمستهلك.
وتردد اسم السعودية مرارا في الحملة التمهيدية للانتخابات الامريكية خلال الشهور الاخيرة كعامل اساسي في ارتفاع أسعار البنزين واتهم ساسة ادارة بوش بعدم انتهاج خط متشدد بما فيه الكفاية مع الرياض.
وفي مايو ايار تبنى مجلس النواب الامريكي بالاجماع مشروع قانون يسمح لوزارة العدل الامريكية بمقاضاة أعضاء اوبك بتهمة الحد من امدادات النفط والعمل معا لتحديد أسعاره.
لكن البيت الابيض هدد باستخدام حق النقض ضد مشروع القانون.
وقال مسؤول سعودي رفيع لرويترز "لقد دعت السعودية لعقد هذا الاجتماع لانها ترى أنه ينبغي شرح القضية لاهم طرف فيها وهو المستهلك. ولاول مرة تقول الدول المنتجة في اوبك للمستهلكين نحن لا نريد أسعارا أعلى. هناك تحول في المناخ العام هنا."
وعلى مدى الايام الماضية راجت تكهنات محمومة في السوق عن أن الرياض ستقدم للمستهلكين هدية هي زيادة معلنة من جانب واحد في انتاج الشهر المقبل ليصل الى 9.7 مليون برميل يوميا مقارنة مع 9.45 مليون حاليا.
وقال جريج بريدي محلل شؤون النفط في مجموعة يوراسيا في واشنطن "يتضح الان أن الحجم الحقيقي للنفط الذي قد يعرضه (السعوديون) محدود. انها مسألة علاقات عامة بالدرجة الاولى