إمكانية إيجاد الدولار الأمريكي شريان حياة في شهادة يلين الممتدّة على يومين
الأضواء مسلّطة على اليوم الثاني من الشهادة النصف سنوية لرئيسة بنك الاحتياطي الفدرالي جانيت يلين أمام الكونغرس. رشحت عن شهادة يوم أمس التي أدلت بها الرئيسة أمام لجنة الخدمات المالية التابعة لمجلس النواب نتائج متباينة. هوى [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] الأمريكي بالتزامن مع عائدات السندات، بينما تسارعت [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] صعودًا، ما يشير الى أنّ المستثمرين اعتبروا تعليقات يلين حذرة على نطاق واسع. مع ذلك، فشل هذا الأمر في تحفيز انتعاش في صفوف شهية المخاطر، مع هبوط أسعار الأسهم إثر نشر بعض المقتطفات من الشهادة.
يولّد ذلك جوًا ملبّدًا بالغيوم وغامضًا إثر مواجهة يلين إستجوابًا صارمًا جديدًا، ولكن هذه المرّة أمام اللّجنة المصرفية التابعة لمجلس الشيوخ. في حين من المفترض أن تعكس ملاحظاتها المحضّرة تلك التي أدلت بها يوم أمس، إلاّ أنّ السلّة المختلفة من المشرّعين المستمعين قد تجعل فقرة الأسئلة والأجوبة من جلسة الإستماع تتّسم بنبرة مختلفة. من المحتمل أن يوفر ذلك للمستثمرين دلائل جديدة حول تفكير مجلس الاحتياطي الفدرالي في المستقبل.
من جهتها، إستبعدت الأسواق إعلان أي زيادات إضافية على المعدلات في العام 2016. صرّحنا أنّ يلين بحاجة الى اعتمادها مقاربة مباشرة وواضحة نسبيًا في تحدّي تلك الفكرة في حال كان مجلس الاحتياطي الفدرالي يتوقع استئناف التشديد في مرحلة ما من الأشهر العشرة التالية. خلافًا لذلك، ستتيح التعليقات الغامضة المجال لهيمنة التأمّل على تفكير المستثمرين كي يجدوا التطمين الحذر الذي يبحثون عنه. من الممكن أن يمهّد ذلك الطريق لبروز تعديل حادّ في المواقع عند استئناف سحب الحوافز، وهي نتيجة يفضّل بنك الاحتياطي الفدرالي تفاديها حتمًا.
برزت بعض الدلائل المعارضة للموقف الحذر المفرط في آفاق الأسواق. أشارت يلين الى أنّ النمو العالمي لم ينخفض على الرغم من التوترات الأخيرة في الأسهم، موردة أنّ الاقتصاد يبدو طبيعيًا وصحّيًا في نواحٍ كثيرة. كما كرّرت النغمة التي باتت مألوفة الآن والتي تفيد بأنّ العديد من العوامل التي تلقي بثقلها على التضخم الرئيسي هي مؤقتة وستتلاشى مع الوقت. مع ذلك، بدا هذا الأمر بوضوح غير كافٍ لتغيير وجهات نظر المشاركين في السوق.
بناء عليه، يوفر اليوم الثاني من الشهادة لرئيسة بنك الاحتياطي الفدرالي فرصة للمحاولة مجدّدًا بعد أن عرفت ردود الفعل الأوّلية للسوق. في حال كانت التلمحيات القصيرة الإيجابية التي ظهرت يوم أمس معبّرة، ستعزّز يلين إذًا نبرتها وتدفع الدولار الأمريكي الى الإرتفاع فورًا في خضمّ ذلك. في المقابل، الشهادة الخجولة الأخرى ستشجّع الطرف الحذر وترسّخ حدّة الضغوطات على العملة المعيارية.